فضاءات

شعبنا لا يعرف الاستكانة .. بابل تنتفض

محمد علي محي الدين /منور ناهض الخياط
التقت "طريق الشعب" مع بعض من مثقفي بابل لمعرفة آرائهم حول الحراك الجماهيري الذي يشهده بلدنا العزيز.
في ادناه ننشر ردود ثلاثة منهم:
الفنان التشكيلي مؤيد حميد: يمر العراق الآن بوقت عصيب، فغياب القانون وانعدام القضاء جعل الفساد بكل أشكاله يعشش ويستفحل في جميع مفاصل الدولة وهذا ما نتج عنه مافيات لا يمكن السيطرة عليها بظل هذا الوضع البائس . لذا خرج شعبنا بكل أطيافه ليقول كلمة ( لا ) للفساد ( لا ) لغياب القانون .. أتمنى على هذا الوعي الجماهيري المتصاعد أن يبلغ مداه في الانتخابات القادمة، كي نغادر والى الأبد ضفة (الطائفية ) و(المحاصصة ) فهما كانا سبب كل بلاء وعلة على هذا الوطن المنكوب.
الشاعر ناهض الخياط: إن أبرز سمات الدولة الديمقراطية المتحضرة هو الدستور الذي أقره أبناؤها إقرارا صادقا قائما غلى حماية حقوق مواطنيها دون تمييز، يؤكد للعالم أجمع نضارة الدولة وسموها الحضاري النقي من شوائب العصبية القبلية، والانتمائية بأشكالها المختلفة . في مثل هذه الدولة تتعاضد مؤسساتها بوعي وقوة لحماية نظامها الديمقراطي من أجل بقائها، وديمومتها في أفضل حال، فتجد الحكومة نفسها ملزمة بتطبيق الدستور بأحكامه وقوانينه تطبيقا حاسما، لتعزز ثقة الشعب بها، كما يلتزم الشعب التزاما عاشقا بالقوانين التي أقرتها حكومته . إن هذا الالتزام والرقابة المتبادلة بين عناصر الدولة، يضمن سلامة الوطن، وتطوره في بناء حاضره ومستقبله . ولذا تصبح الدولة مسؤولة عن حماية الوطن من الفاسدين والمفسدين والمخربين في كل حواضنهم ومفاقسهم، أيا كان حجمهم أو مركزهم، فإذا ما تغاضت الحكومة عن تلك، أوعجزت عن تحقيق يرامحها في التطور والبناء، فعلى الشعب أن ينهض بمسؤوليته تجاه نفسه ووطنه وفقا لقوانينه ودستوره، وفي مقدمة نهضته أو وثبته،تظاهراته المنظمة، أو اعتصاماته المدنية الشاملة، وصحافته وإعلامه، وكل ما يراه مناسبا لتحقيق أهدافه.
د. أكرم مطلك: منذ بدأ الحراك الجماهيري والبعض يراهن على أن هذا الحراك لا يمكن له أن يحقق أي شيء، لأنه لن يستمر طويلا .. إلا أنهم لم يدركوا بأن هنالك وعياً متميزاً قد بدأ يشع في أذهان الناس وان الحراك قد شهد مشاركة فئات كثيرة من الشعب وخاصة الشباب. ان هؤلاء المراهنين لم يدركوا بان هذا الحراك هو انتفاضة شعب جريح .. انتفاضة شعب يطالب بحياة كريمة وبمكافحة الفساد والسرقات وبمواجهة مافيات المسؤولين السياسيين المتنفذين وأحزابهم . كما إن تدخل المرجعية الدينية وبعض الأطراف الإسلامية في إسناد ودعم هذا الحراك قد أضاف له زخما قويا أن ما يميز هذا الحراك هو كونه حراك وطني بعيد عن الطائفية وامتلاكه للوعي، سواء في تنسيقياته او في تجمعاته الشبابية وبهذا ان هذا الحراك الجماهيري في العراق اليوم يحدد بوصلة جديدة وملامح تغيرات مستقبلية في إحداث التغيير والإصلاح ومكافحة الفساد وإصلاح القضاء ونبذ المحاصصة الطائفية المقيتة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.