فضاءات

ستوكهولم: مهرجان ثقافي لدعم تظاهرات وحراك الشعب العراقي / محمد الكحط

تصوير: باسم ناجي
تحت شعار "العراق يستحق الأفضل"، أقامت لجنة دعم تظاهرات الشعب العراقي مهرجانا ثقافيا فنيا يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015 في ستوكهولم، تضمن العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية المنوعة، وحضره جمهور منوع كبير من عراقيين وسويديين، وممثلي قوى سياسية، بدأ الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء مع النشيدين الوطني العراقي (موطني) و(النشيد الوطني السويدي).
رحبت عريف الأمسية السيدة زينب مسلم بالحاضرين، ثم كلمة لجنة دعم تظاهرات الشعب العراقي التي قدمها الزميل نبيل تومي، ومما جاء فيها: ((لقد جاء هذا الحراك تعبيرا عن انفجار الغضب الشعبي نتيجة فشل حكومات نظام المحاصصة الطائفية والأثنية، على المستوى الاتحادي وفي المحافظات، وعجز الحكومات عن خدمة مصالح الشعب والوطن وتوفير الحدود الدنيا من الأمن والخدمات والمستوى المعيشي اللائق لتأمين العيش الكريم. وبفضل ما تميزت به هذه التظاهرات من طابع وطني وشعبي عام الذي يتعدى الانقسامات الطائفية والعرقية والانتماءات الجزئية بشكل عام لصالح الهوية الوطنية، والذي تمثل بعدم رفع المتظاهرين لأي راية غير العلم العراقي وعدم رفع صورة أية شخصية سياسية او دينية، كما تميزت بشعاراتها ومطالبها الواقعية اللصيقة بهموم الشعب ومطالبه، والتي توزعت على ثلاثة عناوين، تأمين الخدمات، محاربة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، وتحقيق الاصلاح السياسي ومد الاصلاحات لتشمل السلطات الثلاث. وبرغم سلميتها ومدنيتها، فأنها شكلت ضغطا شعبيا كبيرا ارغم السلطتين التنفيذية والتشريعية على الاستجابة السريعة من خلال تقديم حزم الإصلاحات، فيما لم تستجب السلطة القضائية لغاية اليوم لمطاليبها المشروعة

ونرى ان ما تحقق على ارض الواقع لا يزال قليلا ومتواضعا جدا. وإذ نعتبر حزم الاصلاح خطوات ايجابية ، ولكنها لم تكن ضمن اولويات المطالب الشعبية كما انها افتقرت إلى الدراسة المسبقة وخلت من منهجية واضحة ما يثير شكوكا مشروعا في فاعليتها.)).
ثم قرأت كلمة اللجنة باللغة السويدية كذلك. وساهم رئيس مجلس السلم السويدي السيد كمال جورجو بكلمة مجلس السلم السويدي وبأغنية من أجل التضامن ولدعم الحراك الجماهيري في العراق ضد الإرهاب والفساد. وقدم الفنان أسعد الراشد مشهد مسرحي بعنوان الحقيبة، وتخلل الأمسية عرض للأزياء العراقية المختلفة التي تعبر عن مكونات الشعب العراقي وجمالية الذوق المتنوع، كما كانت هنالك جولة للحاضرين لمشاهدة المعرض التشكيلي للفنانين وسام الناشي ونبيل تومي وزوي يوهانسون، ومعرض الصور العراقية القديمة، ومعرض للتصوير الفوتوغرافي، للفنانين علي البعاج، وباسم ناجي، والأعمال اليدوية لسمير لطيف حافظ، وزينب مسلم. وكان التصوير السينمائي والإخراج الفني والموسيقى للفنان عدي حزام.
وتخلل الحفل قراءات شعرية بالعربية للشاعر الدكتور صلاح السام، وللشاعر جاسم سيف الدين الولائي، وبالسويدية للشاعر صبري ايشو، وكعادته أتحفنا الدكتور طالب النداف بقراءات من قصائد الجواهري ومظفر النواب.
أما الجزء الثاني من المهرجان فكان عبارة عن طاولة مستديرة لمناقشة أسباب انخراط الشباب السويدي في التنظيمات المتطرفة، وكيفية حماية الشباب من الإنخراط فيها، ساهم في هذا الحوار فيه كل من السيدة أنيكا ليليميتس عضوة البرلمان السويدي، والسيد أفرام ياكوب رئيس جمعية الأشوريين، والباحث هانس برون من حزب البيئة، رحبت الدكتورة نوال بضيوف السيمنار، أدار الحوار الصحفي أوربان حميد، باللغة السويدية
وتم التطرق الى عدة أسباب تجعل الشباب السويدي من أصول أجنبية وحتى سويديين للانضمام للجماعات المتطرفة، وكانت هنالك وجهات نظر مختلفة، مما دعا العديد من الحضور لطرح آراء وأسئلة، تتعلق بمن يقف وراء داعش ومن يمولهم ومن يسندهم، كما تنوعت الأسباب المطروحة منها له علاقة بما يواجهه الشباب من مشاكل العزلة وعدم وجود فرص عمل أو إحباط في مجالات معينة، وأشار البعض إلى دور بعض المتطرفين في زرع سموم التطرف وضرورة منع ذلك، كما تناولت المعالجات عدة آراء بين من يطرح المعالجات السلمية والفكرية وبين معالجة ذلك بالقوة.
كان للشباب دورهم في هذه الفعالية النوعية بحق، فقد شاركت فرقة الجامعة التكنولوجيا للغناء بعدد من الأغاني الجميلة، وهم كل من كارولين، أيمانوئيل، يعقوب، ولينا.
وكانت المفاجئة هو ما قدمه الشاب أنهر خالد القادم من الوطن مؤخرا، حيث قدم العديد من أغاني الراب باللهجة العراقية العامية وكانت من تأليفه، لقد كانت كلماتها قريبة من القلب وتعبر عن الروح الوطنية والحس الوطني وضد الطائفية والفساد، لقد نال الإعجاب والتصفيق من الجميع.
هذه الفعالية أمتازت بالحيوية والتفاعل بين الجميع، وقد تم تكريم المشاركين في هذه الأمسية بالورود. لينتهي هذا المهرجان بالنشيد الوطني العراقي.