فضاءات

الناشط المدني مهدي العبادي / طارق حسين

لم أخرج لإحياء الموتى، انما خرجت لإيقاف عجلة الموت
بعد ان التقطت له صورة وهو يستلقي على تابوته المتحرك بنصف حياة على أمل اجراء حوار معه حول رؤيته إلى مستقبل التظاهرات، تساءلت مع نفسي ، ما الذي يتأمله هذا الرجل من (عملية الاصلاح ) التي أدمن المطالبة بها منذ أول جمعة لانطلاق التظاهرات ، خاصة بعد أن فقد ثلاثة من أفراد عائلته في عملية إرهابية استهدفت منزله في حي الدورة ولم يخرج منها الا وهو ( نصف حي - نصف ميت)،هل ستعيد له عملية الاصلاح أعصابه التي أتلفتها الشظايا؟ أم أنه سيلملم أشلاء محبيه التي تناثرت في الهواء على مد البصر ؟، أم سيعاد له منزله الذي سوي مع الأرض بفعل آلة الحقد الطائفي المدمرة ؟
هذه الأسئلة وغيرها جعلتني أقف عاجزا عن المضي في إنجاز الحوار معه.. كما أن الصورة التي يظهر فيها متحديا ، هي أبلغ من الف حوار.، الا انه وعند توديعي له فاجأني بسؤال مباغت لا يخلو من الذكاء: أما من سؤال أجيبك عنه؟
• بلى، ما شكل الاصلاح الذي تطالب به ؟
- لم أخرج لإحياء الموتى ، إنما خرجت لإيقاف عجلة الموت..!