فضاءات

حديث عن جنود مجهولين / فيصل الفؤادي

في كل الازمنة وفي كل العالم ، هناك اناس من الرجال او النساء يطلق عليهم (جنود مجهولون) لهم ادوار مهمه وبعضها غير منظوره ، في خضم الحياة الاعتيادية او في خضم النضال والكفاح ،وكذلك في الحروب العالمية وحروب الانصار وعلي مر التاريخ.
وضعت بعض الدول لهؤلاء الجنود المجهولين نصبا وتماثيل وحتى اضرحة لانهم ادو ادوارا ومهمات على اكمل وجه، هؤلاء الجنود المجهولون لم تعرف اسماؤهم او كنيتهم حتى قبورهم او اي شيئ عنه.
واذ تحدثنا عن تجربتنا الانصارية التي جرت بين اعوام 1978 الى 1989 والتي كانت ضد النظام الدكتاتوري في العراق، يحتاج لنا الكثير من الاوراق والحكايات عنهم .من هؤلاء كانوا مؤثرين في مهماتهم وعملهم خاصة بين الناس والجماهير واقرانهم والذين عايشوهم.
المهام الموكله لهم تستدعي الموقف والاقدام والبطولة ، بعضهم استشهد والبعض الاخر لازال في هذه الحياة، لقد ضحوا بالغالي والنفيس ووضعوا مستقبلهم بمستقبل القضية التي امنوا بها. هؤلاء هم كثيرون ويحتاج لنا وقتا للحديث عنهم، وربما يأتي الوقت لتكون بطولاتهم جزء من حكايا الناس الذين يعرفونهم.
عاشوا الانصار بين ثنايا جبال شاهقه ووديان ومغارات وكهوف عديده ، وحاولوا وبطرق مختلفة الوصول الى الناس لتقوية صلتهم وتوعيتهم باحاديث وطنهم وسلطته الدكتاتورية.
هؤلاء الجنود لهم خاصية معينة منها الشجاعة والصبر والتحمل والسكوت، غير مبالغين لالصعاب التي تجابهم .فقد كان الجوع والعطش والبعد والمرض والالم والتعب وغير ذلك.
عايشت الكثير منهم ، في ايام حلوة وايام قحط، وعايشتهم سنين النضال للفترة المشار لها وكانوا ابطالا بمعنى الكلمة ، متمنيا من كل الاعزاء من الانصار ان يكتبوا عن هؤلاء المتميزين.
محمد خلف مجيد (ابو شروق)، التحق في دورة العسكرية في لبنان ايار 1979 في معسكر الدامور.بعد التخرج نقل مع مجموعة من الانصار الى طرابلس لبنان .
من اول الملتحقين الى كردستان في بهدنان في نهاية ايلول 1979 مع ثلاثة من الانصار هم (ابو حازم وسلام تحياتي وابو وجدان)، استلم مسؤولية فصيل المقر في بهدنان ، وهو يمتلك خصالا كثيرة منها المبادرة والهمه والاخلاص اضافة الى الشجاعة والعصامية، وكان له دور اساسي مع بقية الانصار في بناء مقر قاطع بهدنان في كوماته قرب الحدود العراقية التركية.
وبعد الالتحاقات الكثيرة وتوسع العمل وتشكيل سرايا جديدة انيطت له مسؤولية السرية الثالثة والتي اعطيت لها مهمة النزول الى الداخل في منطقة دشت الموصل ومناطق الزيبار، وساهمت السرية بعدة اعمال عسكرية متميزة.
نقل بعدها النصير ابو شروق الى اربيل وقدم جهد كبيرا مع الانصار الاخرين خاصة في فترة المعارك المحتدمة مع الاخوة من الاحزاب الاخرى. هذا النصير يستحق ان يكتب اسمه باحرف ذهبية في تاريخنا الانصاري.
غادر كردستان العراق الى اليمن ثم الى ليبيا ، وتكاتبت معه ، ومن بعض رسائله...
- لك التحايا معطرة في عام جديد يضاف لاعوام عمرك المديده .. ومعها الاماني بالسعادة الدائمة والخير والصحة والموفقيه .. وحيث انكم تحتفلون هذه الايام باعياد الميلاد المجيدة والسنة الجديده فلأخي العزيز ورفيقي اقول
Happy and Marry Christmas
بالتوفيق تعاد عليك السنه وبالافراح تعيشها وتستقبل غيرها .. ولتتحقق جميع طموحاتك
اخوكم ابو هافال
- العزيز.. هكذا تعارفنا ولازلت في بهدنان واقصد مع كتابك الان .. نعم لقد عاد الشباب لي .. ذلك الرفيق الذي كان معك في طرابلس وصولا الى كردستان والسنوات التي عشناها ومابعدها .. ففي ليل رمضان اسهر مع كتابك منذ ليلتين اقرا بتمعن والصور تتراكم والذاكرة اعصرها لتتطابق الصورة مع الاسم المذكور لاحبتنا هناك .
الف شكر لك حبيبي وساكتب لك ملاحظاتي ورايي وقد تكون طبعة ثالثه تاخذ شيئا مما ساطرحه لك ..
مع الحب دائما
ابوشروق
- العزيز.. تحية الحب اينما تكون وللعائلة الكريمه اجمل الامنيات
رغم اني تعرضت لحادثة سقوط في السنة الماضية وعملية خطيرة في الجمجمه وكنت حقيقة بين الحياة والموت .. اذ سقطت من دور الى دور والسقطة على الراس .. والمهم فقدت الذاكره لاكثر من شهرين لكن يبدو انني استعدت الذاكرة القديمة .. ذاكرة شبابنا ياصاحبي .. دكتورتنا جميلة في مخيم البداوي .. مدفعيتنا التي نتدرب عليها واول تذوقنا للزيت والزعتر .. ابو وطن .. ابو ثائر .. صالح .. .. ابو مازن .. ابو روزا ..نهاد والشهداء ..... وغص القلب بالاحزان .. بودي ان اقرا كتابك ايها الحبيب لكني في بلد الممنوعات .. لا استطيع استلامه .. يوم امس في الحلقة الرابعة عندما تتكلم الصور .. تطرقت عنك .. عن ايام الجوع .. وحملتنا لايجاد شيء ناكله .. والان اراك ماثلا امامي على الارض جالسا وابو هند متشبثا بالعمود فوق المدفأه التي تتوسط القاعة .. تحاول ان تكتب لكن ضوء الفانوس لا يكفي .. اراك تتململ وتطوي الدفتر الصغير .. الكل يصبح شاعرا حتى شهيدنا ابو سلام ( نفط ) اذكر القصيده التي كتبها ..( يشكّره يلي سمرج هوى البصره ...وما دريتي اشبيك ). ما رايك بالذاكره يا ابا شلير .. لكنني للاسف انسى اسماء نصف الرفاق الذين كانو معي في السرية الثالثة التي كنت اقودها .. ساستعين بالسيد ابو مازن ولو اعتقد ان ويسكي السويد شفط نصف ذاكرته .
سعيد بمراسلتك اتمنى ان نتواصل .. ان نتبادل الذكريات .. ان نتبادل الاراء لقد بلغنا من العمر خريفه فلا تبخل علي برسائلك حبيبي .
ملاحظه : اذا كان بالامكان ارسال الكتاب الى العراق باهداء منك يرسل لمقر الحزب في بغداد يسلم للرفيق ابو عليوي القن في المقر يسلمه لأخي ( كريم خلف مجيد - ابو علي ) رقم التلفون 009647902403902 طبعا اذا كان هناك امكانيه لذلك وارجو ان تخبرني في حالة ارساله
مع مودتي اخوكم ابو شروق
- مرحبا عليكم ابو شلير الورد .. يا اخي عاش من سمع اخبارك اشو كارص والبرد انتهى شنو مشاريعك اخبارك والله مشتاقين
اخوكم ابو هافال
قبل ان يغادرنا كانت له اماني كثيرة منها لقاء الاحبة من الانصار في كردستان ، ولكن ظروف البلد الذي يعيش فيه لاتساعد على ذلك.
في 2009 اي قبل 7 سنوات توفي ابو شروق (ابو هافال ) في ليبيا ودفن هناك.
المجد والف تحية لك وباقات عطره على قبرك دائما.
(ملاحظة يطلق على الرفيق ابو شروق ملازم شاكر ، خاصة بعد ان استلم مسؤولية السرية الثالثة لسهولة نطقه بين اهالي القرى ، وبعد ان تزوج رزق بولد هافال ).
14 ايلول 2016