فضاءات

الشهيد علي شرهان: لم اكمل مشواري / خلف الشرع

في اواخر عام1976 واوائل عام 1977 دفع الي رفيقي في التنظيم اوراقا تحمل اسما وطلب مني ان ازكيه قائلاً: هذا الذي حدثتك عنه .. انت تعرفه طبعا .. كيف لا اعرفه انه اخي . كنت انا اريد له تزكية ثانية بعد ان اقدمه للحزب ، حسبت بأن الامر سهلا، ويسير كما اريد انا وشعرت بأن التزكية حاصلة حتما ، لكن الرفيق سبقني وطلب مني ان ازكيه معه ، نظرت اليه وقلت في داخلي: لقد غلبتني واكتملت التزكية، لقد كان الرفيق [ ابو عماد] اسرع مني ! ودخل اخي الشهيد الحزب ، وتشرفت وتشرف الحزب. كان متحمسا ان يصير مثلنا.. بل غلبنا .. صار رفيقا .. كان رفيقا مثاليا، نضج على نار هادئة .. تتلمذ بطريقته الخاصة، اخذ من كل رفيق جيده ، فكان رفيقا مجدا، واخذ دربه في مسالك الحزب.
في عام 1979 اشتدت الهجمة على الحزب من قبل سلطة البعث، تركت البيت.. بقي هو وحده فيه، لم يكن معروفا تعلم كثيرا من السرية في اواخر العام التقيته وكان التنظيم الحزبي الذي قد انفرط قال لي ؛ لقد دعيت للخدمة العسكرية ، وقررت ان اتسوق ، فلا احد يعرفني واوصيته كعسكري ان يتحوط كثيرا ؟ وان يقطع صلته بالحزب فرد مباشرة ادري بلغت بهذا في لقاء اخر قال لي لا بد من الحزب الحكومة تقتل كل واحد تقتل كل رفيق ، عسكري او مدني . احرجني فهو عزيز والحزب اعز ..{ضعفت} يريد ان يكون . قلت له ؛ [ابكيفك] .. في لقاء تالي قال بخجل [كيف يطلب من رفيق قديم واخ اكبر منه] اريد منك انت وزوجتك ان تكتبوا رسائل للحزب .. الحزب يفكر ان يعمل خطا تنظيميا ،، قلت له سأفعل ذلك .. كان هذا عام ١٩٨٠..كتبت وزوجتي ما اراد سلمت الرسائل كان احدهم منهارا فالقي القبض على اخي وعلي انا ،كان المنهار يعرفني جيدا لم اكن المعتقل الوحيد فقد كانت معي زوجتي واطفالي بسيم ، شفيع ، وشهدي من مواليد 74، 76، 79 على التوالي كان ذلك في ٢٥ـ٣ ـ ١٩٨٠ وكان اطفالي اصغر المعتقلين في التوقيف كان عناصر الامن يتعمدون وضع الشهيد امامي بالرتل وبجانبي في اصطفاف النسق والاعين معصوبة .. قائلين بانهم سينفذون اعدامنا بعد [جكجكة] بنادقهم . كنت اطمئن الشهيد انهم لا يفعلون ذلك بالوقت الراهن بعد التحقيق قال ما اسف له ،انني لم اكمل مشواري ، لقدامسكوا بي في منتصف الطريق وخوفي
لا تكون صورتي تعجب اخي وزوجته. حكم على اخي بالاعدام ونفذ في ١٩\١١\١٩٨٠ وانا سقيت الثاليوم بعد {التعطيش} باوعية البان ليست منظفة تماما مخلوطة بالماء بعد {التعطيش} نهارا كاملا بلغنا بالذهاب الى الطب العدلي واستلام الجثمان والتحذير من اقامة مجلس عزاء وفي سيطرة الدورة انزل كل النساء وسمحوا لي وقريب اخر بمرافقة الجثمان الئ المقبرة، بعد العودة من الدفن اقيمت فاتحة مختصرة، وبعدها بدأت المعاناة والالام، فقدت المشي وكل الشعر! ولكن بعد كل المعاناة سنواصل المسير تحت راية الحزب التي استشهد تحت ظلها الشهداء ولا تزال صرختنا مدوية: تهميش الشيوعين تهميش للحق والحرية والتقدم والبناء والنهوض ولسان حالنا يقول: "حزبك فهد ما مات باقي للابد".