اعمدة طريق الشعب

هل من حلول جذرية لشح مياه الشرب؟ / مهدي العيسى

على الرغم من الوعود بتوفير المياه، التي قطعتها امانة بغداد قبل اكثر من عامين للمتظاهرين الذين احتشدوا أمام مبناها، وطالبوا بمعالجة مشكلة شح مياه الشرب في عدد من مناطق العاصمة، إلا أن المواطن لم يلمس أي معالجة تذكر. فقد اتضح ان تلك الوعود ليس لها اثر على ارض الواقع، بل جاءت من اجل امتصاص الغضب الشعبي. ولذلك استمرت معاناة الناس وخاصة في اشهر الصيف اللاهب، عندما اعلن رسميا بان درجة الحرارة تجاوزت الـ 50 درجة مئوية!
فالمواطنون لا يجدون الماء لإرواء ظمأهم واستحمامهم. وبسبب ذلك نفد صبرهم ويئسوا من ايجاد الحلول الحقيقية. فنظموا التظاهرات السلمية في محلاتهم ومناطقهم السكنية، وتطور الأمر إلى قطع الشوارع والطرق الرئيسة (كما حصل في مناطق ابو دشير والحسينية وحي النصر)، ولعل هناك مناطق عطشى أخرى، ستقدم على تنظيم التظاهرات أيضا.
وخشية من تطور الموقف، وتصاعد الغضب الشعبي، نقترح على امينة بغداد السيدة ذكرى علوش، الانطلاق بموقف شجاع، كأن تطل على اهالي بغداد من خلال شاشات التلفاز، وتوضح لهم الاسباب الحقيقية لأزمة مياه الشرب، وتردي عمل المنظومة المسؤولة عن توفير المياه، من دون تبريرات غير مقنعة.
وعلى السيدة الأمينة ان تصارح المواطنين من موقع المسؤولية بحقيقة او جود وعدم وجود حلول جذرية لمشكلة شح المياه، وهل ان هناك توجها نحو حلول ترقيعية؟ وهل ستستمر المعاناة إلى أجل غير مسمى؟
وفي حال وجود بصيص من الأمل، فعلى أمانة العاصمة أن تضع سقفا زمنيا قريبا جدا لحل المشكلة، بدون التعكز على تبريرات اعتدنا على تكرار سماعها حتى اجتررناها! أما في حال عدم وجود حل جذري لتلك الأزمة، فيتطلب من أمانة بغداد أن توجه الأهالي بحفر الآبار في منازلهم، وأن تعتذر لهم عن عدم قدرتها على توفير مياه الشرب، وترفع شعار «ليس بالإمكان عمل أكثر مما كان»، وتصرح بأنها ليست بحجم المشكلة، وتقوم بإغلاق أبوابها طالما انها غير قادرة على توفير الخدمات التي تقع ضمن مسؤوليتها!