ادب وفن

في منتدى "بيتنا الثقافي" الأدباء يناقشون الوضع السياسي الراهن

بغداد ـ طريق الشعب
احتضنت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس ، ظهر السبت الماضي، مجموعة من الادباء وهم كل من الناقد علي الفواز، والشاعر ابراهيم الخياط ، والشاعر مروان عادل حمزة، في ندوة حوارية عن "الاديب العراقي والوضع السياسي الراهن".
ادار الندوة الفنان طه رشيد مستهلا حديثه بتهنئة الزملاء في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، على نجاح الانتخابات الاخيرة، التي حصد فيها كل من الشاعر ابراهيم الخياط والناقد فاضل ثامر والشاعر الفريد سمعان اكثر الاصوات .
واستعرض بشكل موجز المواقف المشرفة للاديب العراقي، عبر التاريخ السياسي الحديث للدولة العراقية، ووقوفه بجانب قضايا شعبه السياسية والاجتماعية. فهناك الزهاوي وموقفه العنيد من اجل تحرر المرأة، وهناك الشاعر الكبير الجواهري وتحديه للسلطات الدكتاتورية.
كما نوه رشيد بأن العديد من الادباء العراقيين استشهد دفاعا عن حرية الفكر والكلمة، وقسم آخر تحمل عناء التشرد والغربة من اجل عدم الرضوخ للدكتاتورية المقبورة. وطرح سؤالا عن امكانية ان يرتقي اليوم الاديب العراقي الى التاريخ المشرف لمن سبقوه. كما ذكّر بالموقف المبدئي للمبدعين المصريين ووقوفهم مع قضايا شعبهم أخيرا، واصرارهم على التحدي والوقوف في ميدان التحرير للاعتصام ضد قرارات وزارة الثقافة الداعية إلى تضييق الحريات الثقافية.
وكانت المداخلة الاولى للناقد علي الفواز الذي اكد فيها اهمية هذه الندوة للاعتبار الاساسي المتمثل بأهمية الحوار الثقافي في هذا الظرف، الذي اختفت فيه مجموعة من الاصطلاحات المتداولة سابقا كالمثقف العضوي. وقدم نفسه باعتباره كاتبا يوميا يتعاطى مع مجموعة من الازمات. وتساءل الفواز عما يمكن ان يؤديه المثقف من دور لكي يصل إلى خطاب مؤثر. ولاحظ أن المؤسسة الثقافية محشوة بالهشاشة، ولا يمكن ان تسمح بادوار حقيقية لفسح المجال للخطاب الادبي ان يصبح خطابا للوعي.
واكد الفواز على الحوار باعتباره " المفتاح السحري لتفكيك الالتباسات" ، واستعرض توقف الحوار ابتداء من الانقلاب الفاشي عام 1963. وبما ان الصورة اليوم تختلف عن الماضي كليا فقد طالب "بممارسة الحوار مع صناع القرار، والمهمة تقع على جمعية يساهم فيها المثقف الذي هو جزء من الواقع".
أما الشاعر ابراهيم الخياط فقد تحدث عن العلاقة بين الكتابة والانخراط في العمل السياسي ، وبيّن ان الصحافة العراقية بمجملها تعتمد على الادباء في كتابة الاعمدة والمقالات والتحقيقات. وتساءل في مداخلته عما ننتظره من المجتمع المدني الادبي بعد ان يئس المثقف من المشرع العراقي. واقترح ان يتم تأسيس مجلس للثقافة، يشارك فيه الجميع ويكون المجلس مرجعا ثقافيا. كما لاحظ الخياط ان الادباء والادب العراقي ليس تاريخا مشرفا فقط، بل تواصل مشرف ايضا، وقد اثبتوا وجودهم اثناء الازمات فتظاهروا واحتجوا وكتبوا البيانات الاحتجاجية قبيل وقت قريب.
الشاعر مروان عادل حمزة كان المتحدث الثالث في الندوة اشار الى ان " المثقف لم يأخذ الدور الذي يجب ان يشعر بخطورته هو في بلد يتحكم فيه السياسي كما يشاء" ، وتطرق الى سياسة النظام السابق حيث كان يجند الادباء الذين سرعان ما تلاشوا حين سقط ذلك النظام. واكد مروان الدور الخطر للادباء ، مشيرا الى ان الخطاب الادبي لا يمتلك الرونق الذي كان يكتبه على سبيل المثال الجواهري الذي استطاع آنذاك جمع الالاف من حوله.
هذا وساهم في الندوة بعض الحضور واغنوا بآرائهم موضوعتها وكان بضمنهم الشاعر سبتي الهيتي، فاروق بابان، داود سالم، وعلي عبد الستار .
ووافق الحضور في الختام على مقترح مدير الندوة باصدار بيان تضامن مع الادباء والفنانين المصريين .