ادب وفن

إخوانيات "الصكَار".. أّلَقٌ بصري عراقي أممي / أ. د . عبد الإله الصائغ

عبق: لو تساوت الصداقات لبارت السلع! الأستاذ حميد الخاقاني أهداني كتاب إخوانيات الصكَار حين علم مسيس حاجتي إليها! وحفَّزني لكتابة الاخوانيات حين استشعر جنفي عنها!، وهو الأصغر في عائلة الخاقاني الصديقة!، وأبوه سماحة الشيخ سلمان الخاقاني مفتي عربستان صديقي وأستاذي وشقيقه تربي الأستاذ صادق الخاقاني صديق طفولتي وكهولتي وغربتي! الى هؤلاء الاعلام اهدي عبق الحلقة السادسة من الاخوانيات .

الأعرجي وإخوانيات الصكَار
توريخ الصكَار المؤرِّخ

محمد سعيد الصكَار مبدع عراقي شاهق! احببنا إبداعه كما أحببنا الإنسان فيه. الصكار عراقي يمارس وطنيته من خلال رؤية أممية هادئة هادفة ! وفنان بصري يرى البصرة في العراق ويرى العراق في السلام ويرى السلام في الحب ويرى الحب في الابداع بل ويرى الحياة في الحرية ولأن ذلك كذلك فقد عاش الصكار مترفعا منذ نعومة أظفاره ومتساميا آنَ صباه وشبابه! وكبيرا ساطعا عهدَ كهولته وشيخوخته! وأُسَمِّي شيخوخة الصكار شيخوخة الوردة وكهولة الصكار كهولة الذهب الابريز! حق لمن يعرفني ولا يعرف الصكار ان يستكثر عليَّ قول مثل ذلك ! واعترف انني رسمت للصكار في مخيالي صورة اسطورية واقسم انني وجدت الصكَار إياها !، ولكنها اسطورة من لحم ودم ! اما لقبه الصكَار الذي غاير فيه لقب الصباغ حرفة ابيه العتيدة فقد نجد تأويلا له "الصكَار تعني الصقار اي مربي الصقور وهي هواية عائلتي البغدجادية من خامس جد"! ولقد ابصر الصكار النور عام 1934 وهو مقيم في باريس منذ 1978، وقد عمل عام 1957 معلماً للأطفال في المدارس الابتدائية بحلب في سوريا وما زال الصكار محتفظا في ارشيفه بالمرسوم الجمهوري الذي يحمل توقيع الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي لتعيينه معلماً براتب 150 ل. ويقول الصكار عن ابيه "عرف المرحوم والدي - الصباغ وطباع الاقمشة - بان صبغته ثابتة لا تنصل ألوانها! وقد شاعت عنه في الخالص ايام الحرب العالمية الثانية بسنة تقول :
يوحيِّد الصباغ حِبَّك تكسَّر
صابغ جواتي اثنين لام زلف الاشكَر
وكان يدعى أحيانا باسم وحيد الصباغ بدل عبد الواحد الصكار والحِب كسر الحاء وفصيحه الحُب دنٌّ كبير من الفخار يحفظ فيه الماء في البيوت اما حب المصبغة فهو مزجج من داخله والجواتي " الجيم تقرأ چ" جمع جتاية وهي منديل الراس الإيشارب!، واذكر ان عجوزا من الاعراب جاءته يوما غاضبة وراحت تعاتبه وتنتقده بصوت عال قائلة آخ وحيد طلع صيتك ما اله أساس!، فقال لها خير بنت اخويه ؟ فقالت تذكر الغزل اللي صبغت لي إياه للبساط ؟ كشف !! اي نصل لونه ولم يتذكر الوالد متى كان ذلك فسألها هاي شوكت بنت اخويه ؟ فذكرت له تاريخا يعود الى خمس عشرة سنة سابقة كان البساط مرميا خلالها على الأرض المتربة تسحقه الارجل فضحك والدي وأشار الى شَعر رأسه وكان ابيض تماما وقال : بنت اخوية هذا صبغ الله ديكشف عاد صبغ وحيِّد ! إ. هــ ) وفي مقام ثان ص 193 نعرف ان للصكار اخا غير شقيق اي من امه اسمه ابراهيم محمد داوود الصالحي الذي يوقع أحيانا إبراهيم الصباغ او ابراهيم محمد داوود وهو شاعر شعبي غزير الانتاج كتب من جملة ما كتب قصيدة من مئة قفل وقفل يعارض بها قصيدة المجرشة للكرخي :
ذبيت روحي عل جرش وادري الجرش ياذيها
ساعه واكسر المجرشه والعن ابو راعيها
فقال اخوه ابراهيم :
كل ساع اهزها النخلتي واركَه ابجتف عاليها
خلصت تره غير الحشف ياناس ما ظل بيها
ساعه وجور كارتي وبيها اطركَـ الفجه بحر
واجذف بطرادة عسر وشراعها الهم والقهر
ولا اشوف بعيوني الوكت ساوى لكَريعه وم شَعر
والواطية رفعت قدم والعاليه يوطِّيها
ما حصّلت من دنيتي بهموم كَضيت العمر
ايوم اتعس من امس وباجر أظن أدهى وأمر
خلوني اشد بخحزمتي ماليه طاقة عل صبر
ما اريد بالذل عيشتي والعز بعيد عليها
وفي فصل آخر نعرف ان ابراهيم اخ الصكار كتب موالا اي زهيري لاخيه الصكار :
يا ناعس الطرف يا قداحنا يا ورد
يا نبعة البان لو مست عطاشك ورد
جك مرة اجي عل وعد مالكَاك حاضر ورد
اسمح تخالف وعد بس لاتجور وتصد
وجفاك ما ينحمل كَلبي جليته وتصد
ليش من الاكَيك وجهك ما تديره وتصد
وآني الأشمك عطر والكَاك باكَة ورد
وكان جواب الصكار لأخيه إبراهيم :
يا حاصدٍ من رياض الشعر باقة ورد
اعطش والاقي بدواوينك لكَلبي ورد
ظليت بدروب ماضينا اروح وارد
تصدي الليالي وتظل ايامنا ماتصد
لكن حسافه نناديها بوفه وما تصد
شبجة ونذبها ولو جزره وولو ما تصد
والصيد ياخوي ما يجيبه دعاء وورد
وأخيرا نعثر على عتابة مهداة الى "أم حازم" أخت الصكَار ونعرف أن أخته شاعرة أيضا!.
كتب الصكار الى اخته :
عِصرنا الغروب وأوجع بعد اهلنا
وكَصدنا ديار دارت بعد اهلنا
ظنينا الملاعب بعدها إالنا
وما درينا الدهر عض الانياب
والتقى الصكار باخته بعد فرقة سبعة عشر عاما في عمان فاستقبلته اخته بهذه الهوسة :
ياخوي بيك الرجا ولاجلك تعنينا
ودموع عيني جرت لمن تلاكَينا

مقدمة في الاخوانيات

جاء في مقدمة اخوانيات الصكار:الاخوانيات فن من الفنون الشعرية الشديدة الخصوصية لانها تدور بين بعض الشعراء وبعضهم بتلقائية وحميمية وحرية وبشكل يكشف عن الوضع الشخصي للشاعر ومزاجه وطبيعة علاقاته بالناس والبيئة وعن دواخله التي يسر بها الى اصدقائه والتي غالبا ما تكون محجوبة عن القراء لاسباب شخصية من ناحية ولكونها تهامسا بين الصديق وصديقه وهي تكتسب حريتها من هذه الخصوصية لأنها إذا تكتب لا يقدر لها الشاعر انها ستنشر يوما ومن هنا تكون لهذه الممارسات الشعرية اهمية ثقافية وتاريخية إضافة إلى ما فيها من متعة بما تحمل من فكاهة ورأي صريح .

ولقد يقتضيني الحال كي اقول ان الاخوانيات الصكارية وجل الاخوانيات التي سبقتها او عاصرتها تمتد على مساحات وظيفية كثيرة بحيث لايحدها الحصر فقد تكون مثابرة بين اليفين او غريمين او ثقيلين او ثقيل دم وخفيفه ! لكن وهذا هو المهم الأهم الإخوانيات لاتسوغ المديح والتسويق دون غطاء معرفي او تاريخي كما انها لا تسوغ الهجاء والتصفيات دون مسوغ مقنع ان ناقلها يمتلك صفاء الملائكة ودهاء العفاريت ! . الاخوانيات العراقية تمتلك خصوصياتها المميزة لها ! فهي خطاب عراقي للعراقيين او عنهم ! ولكن من هم العراقيون رواد أدب الإخوانيات؟ الجواب عسير وعسير جدا! فهذا الضرب من الأدب خلق لكي يلبث في الإدراج.
وطيلة حياة كاتب الاخوانيات ثمة حرصه على ان لاتشيع كتاباته لاسباب اجتماعية ودينية ! فإذا مات الكاتب ماتت معه اخوانياته ! وقد انصرف مؤرخو الادب عن تدوين هذا الفن اليانع بسبب الحرج الاجتماعي من جهة وبسبب تكتم كتاب الاخوانيات على اخوانياتهم ! ولقد ذكرت في مقالة سابقة انني رأيت بعيني دفترا مخطوطا يحمله معه الشاعر السيد مصطفى جمال الدين في حله وترحاله وعنوانه المَلْخِيَّات وقد سمح لي بتصفحه على مرأى منه خشية أن أدون شيئا عنه ولعله لم يخمن قدرتي على الحفظ فحفظت عددا من الملخيات وحين عدت الى البيت دونتها على الورق ! ولكنني حقا اشعر باستحالة نقل تلك الملخيات او الاخوانيات كما هي بسبب تعلقها باسماء كبيرة وبتقاليد اجتماعية خطيرة فكيف تنشر هذه !! اللهم الا اذا استعملت قناع الاسم المستعار وذلك ليس من خلقي ! فكيف مثلا نسرد اخوانيات الزعيم الروحي الكبير والوطني الشهيد السيد محمد سعيد الحبوبي مثل

ظبية من آل مالك اوقعتني في المهالك

قلت بالله ارحميني وضعي مالــ... بمالــ ... !!
وفيها ما فيها ؟ وهو القائل لعاذله :عفة النفس وفسق الالسن :
لا تخل ويك ومن يسمع يخل
أنني بالراح مشغوف الفؤاد
أو بمهضوم الحشا ساهي المقل
أخجلت قامته سمر الصعاد
أو بربات خدور وكلل
يتفتن بقرب وبعاد
إن لي من شرفي برداً ضفا
هو من دون الهوى مرتهن
غير أني رمت نهج الظرفا
عفة النفس وفسق الألسن
متى التقيت الصكَار الشاهق ؟
شهد عام 2008 بلوغ الفنان الساطع الشامل الأستاذ محمد سعيد الصكَار من عمره المديد الحافل الرابعة والسبعين! وأقسم ان الصكَار رغم مساحة معطاه الإبداعي وعمقه في نظرنا نحن ولكنه في نظره لم يحقق سوى النزر اليسير من أحلامه! فهو شاعر مبدع وقاص ممتع وإخواني لاذع وفنان تشكيلي وخطاط حداثوي ومبتكر حروفي ومناضل وطني واممي ! فأي حلم لديه من هذه تحقق ! واذا كان الحديث عن فضاء المعطى فهو بمعنى من المعاني راض عن صدقيه الفني والإجتماعي ولكن سايكولوجية الرائد انه لايعبأ بنفسه ولا يركن لواقعه ! فهو كما قال امام المبدعين المتنبي العظيم :

أريد من زمني ذا ان يبلغني ما ليس يبلغه من نفسه الزمن

عرفت الصكار البصري مفتتح الستينات من القرن العشرين شاعرا مجددا وفنانا حداثويا فقد شعت باسمه الصحافة العراقية واذكر ويا للزمن العجيب ان الصديق الحبيب موسى كريدي استشارنا في عنوان مجموعته القصصية الأولى "أصوات المدينة" فكنت منجذبا جدا للعنوان بينما عبد الامير معلة سخر من العنوان سخرية موجعة!، أتذكر أن موسى كريدي قال لعبد الامير معلة لن اعبأ برأيك فعدو المرء من يعمل عمله فدهش معلة وقال له أنا شاعر وانت قاص فكيف جعلتنا داخل عمل واحد؟ فقال موسى بطريقته الماكرة جدا هل نسيت إننا أي أنت وأنا نشتغل أقزام فضحكنا واستلطفنا النكتة لكن عبد الامير معلة زعل وغادر المكان فقد كان الشعور بالتقزم يبهظ روحه! واتذكر انني اقترحت عليه موسى كريدي كتابة رسالة الى الفنان البصري المدهش الاستاذ محمد سعيد الصكار لكي يصمم غلاف أصوات المدينة والمفرح ان استجابة الصكار الكبير جاءت بأسرع مما اعتدناه من البريد! وقرأنا رسالة الصكار وكان يطلب فيها من موسى ان يرسل كل مجموعته القصصية لكي يقرأها ويصمم لها غلافا يناغم كينونتها! وهكذا ارسل كريدي المسودات جميعا وكان قبلها قد ارسل فقط قصة أصوات المدينة التي استحوذت على عنوان المجموعة وبعد مدة مناسبة وصلت رسالة تتضمن التصميم الصكاري وقد دهشنا من بساطة التصميم وعمقه بما اكسبه جمالية لم تمحها الذاكرة!، وحين كتب موسى رسالة امتنان للصكار قلت لموسى ليس عيبا ان تسأل الصكار عن ثمن التصميم ففعل موسى وكان جواب الصكار غاية في الدماثة وخفة الروح!، قال الصكار الجميل في رسالته ".. ثمن التصميم يا موسى العزيز استلمته منك حين امتعتني بقصصك المدهشة ولكنك إذا كنت مصرا فليكن الثمن فنجان قهوة حين أزوركم في النجف"، اما الغلاف فهو مستطيل قاعدته للأسفل وتحت مستوى النظر خط تخرج منه دائرة صغيرة ترتبط من أسفلها بالخط وثمة دائرة اكبر منها تحيط بها متصلة بالخط التحتاني وربما كانت الدوائر سبعا إشارة إلى أيام الأسبوع والدوائر لطخات زيت ابيض وفي الجهة اليمنى داخل المستطيل ثمة خرقة رمادية اللون مشربة بخضرة ترمز ربتما للنجف! كان الغلاف الصكاري حديث مجالسنا وكان فالا حسنا لمشروع موسى كريدي السردي! ثم التقيته في قاعة الخلد ببغداد عام 1969 وكنا الصكار والصائغ عضوين في الوفد العراقي لمؤتمر الأدباء العرب الذي ترأسه الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ! وكنا محسوبين على جيل الستينات مع ان الصكار السامق يكبرني بسبعة اعوام ! فهو ميلاد 1934 والصائغ ميلاد 1941 ! ومع ان الصكار كان معروفا لدي وانني كنت مجهولا لديه بيد انه كان محببا الي ! وكجزء من عتوّي غير المسوغ فانني واجهت جهله بي بتجاهلي له ! كنا نسافر معا ونأكل معا ونجلس معا الا اننا لم نتحدث معا ولم تسنح السانحة كي نعقد الألفة بيننا ! وحين شرع بمشروعه الخاص بتجديد الحرف العربي لم اكن متعاطفا مع مشروعه وتوهمت ان الاعلام ضخم المشروع وأضاف إليه مزايا بعضها لم تكن فيه! وعام 1976 حين كلفني الراحل الكبير دكتور صلاح خالص ان اجري لقاءً مطولا مع الشاعر المصري أمل دنقل لكي ينشر في مجلة الثقافة الجديدة ونهدت بالتكليف ونشر اللقاء المطول شعرت بندم لم ابح به لأني وجهت سؤالا الى امل دنقل حول ابجدية الصكار وكان علي ان لا انشر جواب الراحل الجميل امل دنقل في الابجدية سيما وان دنقل باح لي باشتغاله على مشروع ثنائية اللغة العربية وكانت الابجدية العربية كما يظن دنقل جزءا من مشروعه ! ولا ادري ان كنت قد ابقيت على هذا السؤال حين نشرت المقابلة في جريدة الزمان البزازية ! وانما سوغ لي نشر المقابلة زعم الاديبة عبلة الرويني زوج امل دنقل امامي وبمشهد من الدكتور جابر عصفور انها لم تطلع على المقابلة لذلك لم تشر اليها في كتابها الجنوبي المكرس للشاعر الراحل امل دنقل ! وحين التقى الصكار ابنتي الدكتورة وجدان الصائغ في واحد من المؤتمرات الثقافية التي عقدت في اليمن وعرفته وجدان بنفسها سألها هل انت ابنة عبد الاله الصائغ ؟ وحين اجابته بالإيجاب احتفى بها كثيرا وطلب اليها ان تنقل تحياته ومحبته لي ورغبته في التواصل معي !ثم فوجئت بمقالة للعزيز الصكار منشورة في موقع كتابات يعتب فيها على الصائغ عبد الاله والنعمان احمد لان ايميلينا لا يستقبلان ايميلاته! وليت هناك من يوصل الى الحبيب الكبير الصكار ان العكس هو الصحيح لان الايميل الصكاري لا يستقبل الايميل الصائغي او النعماني .

رادة الإخوانيات

ولقد طوى الزمان آلاف الصفحات من فن الاخوانيات بعضها اطلعت عليه ولم يسمح لي النقل عنه وبعضها نقل لي شفاها وبعضها تنزل بمنزلة الخبر دون نصوص ! ومن اعلام الاخوانيات ومتداوليها: السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ علي الشرقي والشيخ محمد علي اليعقوبي والدكتور محمد مهدي البصير والشيخ علي كاشف الغطاء والشاعر معروف عبد الغني الرصافي والشاعر جميل صدقي الزهاوي والدكتور عبد الرزاق محي الدين والشيخ محمد رضا الشبيبي والشاعر محمود الصافي والدكتور عباس الترجمان والشاعر احمد الصافي النجفي والشاعر محمد مهدي الجواهري والشاعر محمد صالح بحر العلوم والشاعر بدر شاكر السياب والشاعر رشيد ياسين والشاعر زهير القيسي والشاعرة لميعة عباس عمارة والشاعرة نهال حسن العبيدي والشاعر عبد الحسين ابو شبع والشاعر عبود غفلة والشاعر محمد صادق القاموسي والشاعر مرتضى فرج الله والشاعر محمد مهدي المخزومي والشاعر شفيق الكمالي والشاعر منذر الجبوري والشيخ علي الخاقاني والشاعر زهير غازي زاهد والشاعر ذنون الاطرقجي والشاعر خليل الخوري والأديب عبد الغني الخليلي والمؤرخ جعفر الخليلي والباحث عبد الحميد العلوجي والشيخ جلال الحنفي والشاعر محمد سعيد الصكار والشاعر محمد حسين الاعرجي والشاعر رزاق ابراهيم حسن والصحفي حميد المطبعي والشيخ فاضل الرادود الدليمي والشاعر المؤرخ مير بصري والشاعر هلال ناجي والاديب ناجي جواد الساعاتي والشاعر احمد مطلوب والشيخ استدعي العطار والقاص موسى كريدي والشاعر عبد الامير الحصيري والباحث جليل العطية والقائمة اطول من ذاكرتي وابعد من اطلاعي !

إلى صادق الصائغ

جئت لندن وكان الشاعر الفنان صادق الصائغ وصلها قبل مدة وجيزة ولم اكن قد رأيته من زمن فاردت ان افاجئه بنداء تلفوني لأعلم إن كان مازال يتذكر صوتي فقلت له :
ياصادقَ الصائغ ياصائغا احلامنا خطاً واشعارا
هل لك في شخص اتى زائرا يحمل أشواقاً وتذكارا
وهو نحيف الجسم واهي الخطى أسموه رغم الضعف صكَّارا

في النويهي

في المربد الثاني الذي عقد في البصرة تناول الدكتور محمد النويهي شعر الجواهري بالنقد ووصفه بالسلفية او ما يشبه ذلك فقيل في النويهي :

من مصطفى جمال الدين

في لقائي بصديقي الفقيد الشاعر الكبير السيد مصطفى جمال الدين في لندن صيف 1984 سألته عن موال طريف ينسب الى الشاعر الشعبي الشهير ثامر الحمودة ال مزيعل شيخ ال حسن في سوق الشيوخ في العراق وكنت على علم بصداقته السيد مصطفى! والموال له قصة وهي أن ثامر طلب من صديقه حمد ال يسر الفرطوسي وهو شرطي تقاعد فصار روزخون تان يقيم له عزاء " الامام الحسين ع" في الأيام العشرة الاولى من رمضان فوعده حمد بالمجيء ولم يأت فبعث إليه ثامر بمن يؤكد عليه بضرورة إقامة العزاء في العشرة الثانية من الشهر فاعتذر حمد عن تاخره واكد لثامر بانه سيحضر حتما ولم يحضر وتكرر في العشرة الاخيرة من رمضان وهكذا ضيع حمد تقليدا كان قد درج عليه ثامر الحمودة فكتب له هذا الموال :
طرواك لمن يمر يشبه نسيم اليسر
ولايوم منك اجه طارش بعلم يسر
يايوم اشوفك واكَول انتهى عسري بيسر
من حيث بمصاحبك اكَضي العمر وديت
وجروح كَلبي بودادك خزنت وديت
ياما ويا ما كتب وطروش الك وديت
شحيت ليش بوصالك خره بصفحة يسر !
فاكد لي السيد مصطفى صحة الموال ونسبته الى ثامر الحمودة وتلى علي قصيدة كان ثامر كتبها عن حمد يوم تقاعد ولبس العمامة وقد سجلتها وقتها وهذه هي :
مبارك ياحمد من صرت علامة وبدلت العكَال بلبس العمامه
بدلت العكال اللي جنت محلاك كسرته شلون كسره ومايل ليمناك
اش هل دولاب كَلي الدولبك واشجاك إبن جنكَوم شفته حسن هندامه
شَ اكَول اللي يكَلي حمد شنهو الياه
تعارض لو فطينه توالمت وياه
ثلث اشهر ضبط ما صارت الممشاه
وفرد طمسه طمس بالعلم للهامه
يكَوللي بثلث تشهر كملت دروسي
قريت الأجرومية وصرت قاموسي
وهسه عمامته وبجامع الطوسي
يباحث والحنج مسدول جدامه
لف طول عله راسه وطوبل شده حزام
وتدهجم واليشوفه يكَول جومة خام
لايكَعد ناره ولا بليه ينام
يطورد بالعجود تكَول حجامه
بكل شي حسبت ماحسبيت بهاي
لم ملا حمد نحرير يفتي براي
جن طوله استكان وفوكَه صحن الجاي
من ذب العكَال وطس العمامه
جنت ملا حمد واليوم شيخ حمود
واشبهك بالكسائي لو عليه تزود
من اتذب العمامه وللعكَال تعود
ابيك يسر صدج نحرج عظامه