ادب وفن

إتحاد أدباء البصرة يحتفي بالراحل محمود عبدالوهاب / واثق غازي

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة يوم السبت الماضي بالذكرى الثالثة لرحيل المربي الفاضل الروائي محمود عبد الوهاب وقد تضمن منهاج الاحتفاء زيارة لقبر الراحل في مقبرة الحسن البصري يوم الجمعة 2 / 1 / 2015 وأصبوحة أقامها اتحاد الأدباء في مقره، استهلت بقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق والأدباء الذين غادرونا عام 2014 وقد شارك فيها كل من القاص الكبير محمد خضير، الذي عرض رؤيته حول الاحتفاء بالأشخاص، وكيف يمكن ان نحتفي بشخص واحد عوضا عن آلاف غيره يتشاركون نفس المصير؟، وكيف يعدل هو ويختار الوجه الذي يناسبه في التعامل مع أوجه ذكرى الراحل محمود عبد الوهاب.
أما الشاعر الكبير كاظم الحجاج فقد آثر قراءة مادة بعنوان "محمود عبد الوهاب و"أبناؤه" المرحون!، جاء فيها: انتبهت متأخرا إلى ان أبناء محمود عبد الوهاب الثلاثة: محمد خضير وكاظم اللايذ وأخيرا "مجيد".. قد أصدر كل ّ منهم كتابا ً خاصا ً عن محمود، سبقنا الابن الأكبر محمد، ثم اللايذ، وها هو مجيد، الذي آثر أن يشركني في كتابه عن "أبيه" وأنا ممتن، فما أسعد محمودا ً بأبنائه الأربعة الأوفياء.
وتحدث الشاعر كريم جخيور رئيس الاتحاد، عن الذكرى الثالثة لرحيل الروائي محمود عبد الوهاب ذاكرا إياه بأبيات شعر رفرفت على أرواحنا، ثم قدم الناقد جميل الشبيبي ورقة نقدية جاء فيها: القاص محمود عبد الوهاب، خاتمة جيل كامل من القاصين العراقيين الذين أسسوا نمطا جديدا من القصة القصيرة، سميت بالقصة الخمسينية، من روادها: عبد الملك، مهدي، فؤاد، غائب طعمة، ومن مواصفات تلك القصة، انتماء وجهة نظرها إلى ناس القاع الاجتماعي على الرغم من ان كتابها لم يكونوا من تلك الشريحة.
أما الناقد عبد الغفار العطوي فقد قدم ورقة نقدية جاء فيها: القاص محمود عبد الوهاب لم يمت، مات المؤلف، وان السارد باق على الرغم من تقويض الخطاب وانتهاك حدود نصوصه بالترويض.
كما قدم القاص رمزي حسن ورقة عن "نص الصورة"، جاء فيها: وهكذا تبدو الصورة وكأنها تمثيل لدورة الحياة، بدت حركة العناصر صفرية، تباطأ معها السرد، في إشارة لثبات الصورة، ثم تصاعدت الحركة شيئا فشيئا تسارع معها إيقاع السرد وغدا أكثر ديناميكية حتى إذا ما أكملت عناصر الصورة دورتها عادت الحركة واندمغت في الصمت مجددا.
أما القاص باسم القطراني فقد قرأ قصة مهداة الى الراحل محمود عبد الوهاب، كما أرسل الشاعر وديع شامخ ورقة نقدية قرأها نيابة عنه الشاعر واثق غازي جاء فيها: حين تنحدر البلاد الى قيعان التيه، يكون المبدعون أول الضحايا.. هذا ما جناه محمود من رياح التغييرات السياسية الدموية بعد 8 شباط الأسود، إذ كان عرفانا لهذا المربي أن يذهب الى غياهب السجون تارة وتارة مفصولا سياسيا. ولعل أجمل طرفة يسجلها الراحل على تهمته آنذاك "أن تهمته كانت مزدوجة وجودي شيوعي" وقد علق الراحل عليها: يبدو أن القضاء لا يعرف تهمتي تماما"، كان هذا الطائر الجنوبي محبا للحرية داعيا للسلام معلما ومربيا، لا يطمئن إلى اليقينيات مجربا في السرد والحياة.. فهو لم يستكن عند باب شهادة او مدينة، فعند حصوله على بكالوريوس في آداب اللغة العربية في دار المعلمين العالية عام 1953 بمرتبة "الشرف" التحق ببعثة دراسية إلى "جامعة كمبردج" عام 1961 لكنه عاد إلى العراق لظرف عائلي قاهر عام 1962 فلم يكمل دراسته، بعدها انتسب إلى جامعة عين شمس في القاهرة عام 1986 ولكنه انقطع عن الدراسة لظرف خاص أيضاً.
القاص عيسى عبد الملك شارك ايضا ببعض الذكريات عن الراحل، وقرأ الشاعر أحمد الجاسم ورقة الشاعر كاظم اللايذ "محمود عبد الوهاب.. وريادة قصيدة النثر في البصرة"، ثم ختم الاحتفاء بتوزيع كتاب الشاعر مجيد الموسوي "نجم آخر هناك/ محمود عبد الوهاب.. في ذكرى رحيله الثالثة.
قدم الجلسة "كاتب هذه السطور" وحضرها جمع غفير من أدباء البصرة وعدد من وسائل الإعلام.