ادب وفن

«رواق التشكيل».. دفقة لونية جديدة / جمال العتابي

صدر عن جمعية التشكيليين العراقيين العدد "صفر" من مجلة "رواق التشكيل"، وهي مجلة متخصصة تعنى بالفن التشكيلي، وتضمن العدد موضوعات عديدة لكتاب ونقاد تشكيليين ، ومنها: الفن الإسلامي الآخر لعاصم عبد الأمير، صبيح كلش الفنان والفن والغربة لماجد السامرائي، رسومات الفنان إسماعيل فتاح لعادل كامل ، الفنون التشكيلية والعرض المسرحي لعقيل مهدي ، ممارسة الخط العربي موقف فلسفي وتجربة عملية لمصدق حبيب ، التكوين الفني في أعمال فيصل لعيبي لشاكر حمد، محمولات التشكيل من الواقع الى الواقعي لجواد الزيدي .فضلا عن موضوعات أخرى ومتابعات فنية ، ورصد لحركة الإصدارات والكتب الفنية ، والمعارض التشكيلية .
إن صدور "رواق التشكيل" في هذا الوقت بالذات ، يعد انعطافة مهمة في نشاط الجمعية ، وخطوة متقدمة في تاريخها، إذ تدرك لأول مرة ضرورة أن تبدع صوتها الحقيقي في أجواء تغيب عنها المجلات الفنية المتخصصة ، باستثناء "تشكيل" المتعثرة الصدور التي تصدر عن المؤسسة الرسمية، لذا فإن الجمعية بإمكاناتها المادية المحدودة ، تستطيع أن تملأ الفراغ في استيعاب الدفقات العارمة التي يمور بها الوسط التشكيلي .
إن ما قدمته "رواق التشكيل" في طباعتها الأنيقة وإخراجها المتميز ، وتعدد موضوعاتها ، يعطي انطباعا إيجابيا في قدرة الجمعية على تطوير نموذجها في حرية التناول ومنحه صفة التفرد ، وتوفير مستلزمات نجاحه ، ودعم شروط استمراره وثباته ،فالصدى الذي تركه صدور العدد "صفر" من المجلة كان إيجابيا ومشجعا على الاستمرار، رغم كل الصعوبات المادية والفنية ، لأننا نعتقد ان المجلة قادرة على استيعاب أسباب الحوار والتعبير ، وتفهم أو قبول الملاحظات التقويمية المخلصة التي تسلمتها من القراء والمتابعين ، وهي بمجملها معنية بإنضاج التجربة وتطويرها، مثلما هي قادرة على احتواء التجارب المعبرة عن ذاتها ، أو عن الواقع المعاش .
إن النتائج الأولى للمشروع لا تعطي اكتمالا تاما في تفاصيله ، وهي مسألة مشروعة وطبيعية ، وإن تعثرت في المنهجية وترتيب الموضوعات ، أوفي التصميم والتبويب ، إلا انها ومن المؤكد تستطيع تجاوزها في النهاية بأعدادها القادمة لتقدم نفسها مطبوعا رصينا راسخ الصدور والرؤى .لقناعتنا بما تمتلكه هيأة التحرير من عزم وإصرار كافيين لأن تكون المجلة إحدى روافد حركة التشكيل العراقية المهمة المتجهة نحو الأفق الإنساني الأشمل .
"رواق التشكيل" دفقة لونية وتعبيرية جديدة ، تحمل سمات المطبوع الذي نعنيه ، وتجربة ليست مقترنة بأسماء صانعيها من كتاب وفنانين فحسب ، إنما هي نافذة تشرع اجنحتها لروافد اخرى داعمة ومشجعة بما يتهيأ لها من إمكانات ، لكي تزدهر لونا وروحا.