ادب وفن

"الشرارة".. قراءة للعدد 113

ناظم السعود
وصلتني صباح "الاربعاء 21-6-2017" من خلال رسالة انترنيتية نسخة من العدد الجديد من دورية "الشرارة" التي تصدر في مدينة النجف، ولكم شكرت الصديق نعمة ياسين والزملاء في اسرة التحرير على انهم وفروا لنا من دون كلام ولا تعهدات مسبقة: بيئة صالحة بل مشجعة للكتابة ولم يعترضوا على حرف مما نرسله اليهم دوريا منذ سنوات والاكيد ان هذه الثقة المتبادلة قد انعكست ايجابيا على تطور ونماء موضوعات المجلة، ولنأخذ العدد الجديد "المرقم 113" مثالا لما نقول:
اكتظت المقالات والآراء والدراسات بسمتين اثنتين يمكن الرجوع اليهما بسهولة "التثقيف والتربية" ولا انفصام بينهما ان كان ايدلوجيا ام حتى مهنيا ولو شئنا سنأتي لمقالة "الحراك المدني هو الحل" سنجدها أقرب إلى الجانب التثقيفي منها لتوسيع المجال التربوي ولكن مقالة جمالية وتنبيهية مثل "آليات الوعي واللاوعي" يمكن ملاحظة الجانب التربوي عليها وان كانت مهمة للجانبين، ونرجح ان الكاتب فلاح أمين الرهيمي قد بذل جهدا مضاعفا لإنجاز دراسته القيّمة "تطور الديمقراطية وأنواعها" ويكمن التميز في هذه الدراسة من كمية المعلومات وطريقة اضاءتها وايصالها إلى المتلقي او القارئ،
اما "رز العنبر" فقد وجد عناية خاصة من المجلة فقد خصصت له وعنه عدة صفحات من خلال تحقيق ميداني ومعلومات استقصائية تحت عنوان مغرٍ: "المشخاب وزراعة رز العنبر"، في حين كتب صاحب السطور موضوعا تحت عنوان "مجتمع جديد في اللا اين" وهو الجزء الثاني لما كتبه في العدد السابق عن رواية المبدع طه حامد الشبيب، والشكر موصول ومكرر لأسرة التحرير لأنها تحرص في كل عدد على تقديم ملف أدبي برغم سطوة الاحداث واستفزازاتها – وبخاصة في الجانب السياسي – فتخرج المواهب الادبية من مكامنها وتبرز الاساليب المستجدة والمواضيع المثيرة فمثلا في هذا العدد نجد مقالا مثيرا تحت عنوان "مظفر النواب وحالة ما بعد الحب" كتبها الأديب
والناقد البارع د. حسين سرمك حسن ولا احيد عن الحقيقة لو قلت انه لمكسب كبير ان ينضم الدكتور حسين – وهو من هو في علمه وثقافته ولغته ومكانته – لكوكبة الكتاب كما انه قد صاغ النواب ضمن جانب خاص وبأسلوب مميز معروف به ولذلك فقد اختير عنوان المادة عنوانا اول على الغلاف، وقد جذبتني قصيدة "رسالة الى اجود مجبل" لان صاحبها الشاعر اسماعيل الحسيني نجح في اقتناص اسم يتميز بالموهبة والخلق الحسن اضافة الى صيته المرموق داخليا وخارجيا كما ان لقلة ابيات القصيدة جعلها كلها اشبه ب "بيت القصيد" كما كانت تقول العرب الغاربة!، وفي العدد السابق طلبت من اسرة المجلة ان تقدم مجموعة اصوات منتخبة لتمثل مدينة عراقية واظن ان هذا المسعى تخبئه لنا في عدد قادم و في هذا العدد نجد اربعة اصوات رصينة من مدينة كربلاء هي: الشاعر والناقد علاوي كاظم كشيش ، نوفل الصافي ، الدكتور سليم جوهر ، علي العبادي.. وقد فوجئت شخصيا بمستوى التفكير النقدي لكشيش فانا اعرفه شاعرا مجيدا بالإضافة الى أكاديميته لكنني اتعرف لأول مرة على تغوره في مجاهل النقد، اما الشاعر نوفل الصافي فهو شخصية مثيرة للجدل ولا يخشى من احد فهو جريء ويكتب كما يقول ولذلك نجده متصادما كأنه يقذف حمما كما هو الحال في هذا العدد!، اما الدكتور سليم جوهر فاطلق بحثا شيقا وممتعا من خلال موضوعه "ماذا نكتب ولمن نكتب؟" مهّد له بل قل وسّع دائرته ضمن جدله الفلسفي "المعروف به" ليكون اطارا معرفيا يوشم بالادانة – المباشرة وغيرها – على كثير من الكتابات التي نقراها او نشير اليها لأنها – كما يقول الدكتور سليم – تكمن في الهدف الذي تسعى الكتابة اليه "او المبتغى" فاذا كانت الكتابة تسعى إلى الرقي بالمجتمع فتجعل اهتمامها هو الفرد الانساني، وهذا ما سيرفع الكتابة الى مستوى الرسالة.