مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "7" / فيصل الفؤادي

الفصل الثاني
دور الأحزاب القومية الكردية:
لم يكن وضع الحزب سهلاً أمام الهجمة الشرسة من قبل النظام الدكتاتوري وانتقاله إلى مواقع أخرى وهو في ظروف صعبة للغاية، تشتت التنظيم الحزبي وزادت فيها البلبلة السياسية والفكرية، مما تطلب من الحزب العمل على إيجاد علاقات جديدة مع القوى المتواجدة في كردستان العراق وإيران او تركيا. وهنا لابد من أن يطّلع القارئ وبشكل مكثف على القوى القومية الكردية المتواجدة في كردستان العراق والحدود مع دول الجوار لمعرفة أوضاعها وتوجهاتها. فقد وضع الحزب مهمات في هذا المجال وهي تعبئة القوى والأحزاب الوطنية والقومية المعادية للنظام الدكتاتوري من أجل قيام جبهة عريضة لبناء عراق ديمقراطي. واعتبرها مهمة رئيسية في الوقوف بوجه حزب البعث وسلطته وضد التسلط القومي والجهوي وتغليب مصالح العائلة والقبيلة على مصلحة الوطن والشعب وكانت نتائجها الكوارث في قيام الحربين المدمرتين مع إيران 1980 وغزو الكويت 1990.
في ناوزنك (وادي الأحزاب) والمنطقة الحدودية القريبة ,توجد أحزاب عراقية وإيرانية، الإتحاد الوطني الكردستاني (اؤك) والحزب الإشتراكي الكوردستاني (حسك)، والأحزاب الإيرانية (الكوملة وحدكا وفدائي خلق وتوده وغيرها), ومن القوى المسلحة من تركيا هناك احزاب تتواجد في الحدود مع العراق (الاي رزكاري وداد قد وكوك, وب ك ك وغيرها ).
كما تكونت علاقات للحزب الشيوعي العراقي أيضًا مع الحزب الاشتراكي التركي والشيوعي التركي.
الاحزاب الايرانية
(1)
الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا)
تأسس (حدكا) في عام 1946 وأبدى دورًا مهمًا في دعم الحزب الشيوعي العراقي. فقد إرتبط حزبنا تاريخيًا بعلاقات جيدة مع (حدكا)، وذلك منذ لجوء سكرتير الحزب (سليمان معيني) وبعض الكوادر القيادية إلى كردستان العراق في الستينات. وقد قام رفاقنا بتقديم مساعدات لهم، خاصة في السليمانية. وفي فترة التحالف مع البعث إرتبطنا معهم بعلاقة متميزة، وكانت قيادتهم في بغداد حيث كان سكرتير الحزب آنذاك عبدالرحمن قاسملو، كما أنهم توسطوا عند الاتحاد الوطني الكردستاني لإطلاق سراح الرفاق الاسرى بعد بشتاشان (كريم أحمد وأحمد باني خيلاني وغيرهم)، وقد ساند الحزب الشيوعي العراقي النشاط السياسي والعسكري لحدكا، وطيلة وجوده كان يعتمد علي الحزب الشيوعي العراقي بعلاقاته وبالعكس أيضًا.
وفي بداية إنتقال الحزب إلى العمل الأنصاري ساهم رفاق (حدكا) في دعم هذه الوجهة من خلال إعطاء بعض أسماء رفاقهم الذين يعملون في منطقة كردستان في محافظة السليمانية، لمساعدة رفاقنا للخروج إلى المناطق الآمنة الحدودية مع إيران حيث كانت علاقتهم مع النظام العراقي جيدة وقدموا مساعدة جليلة لرفاقنا من السلاح والادوية وحتى مساعدتهم في إيجاد مكان ملائم في منطقة قنديل لفتح قاعدة أنصارية خاصة برفاقنا، التي رفض إنشاءها فيما بعد لأن أسلحة الرفاق المتواجدين كانت قليلة والقوة ضعيفة. وبالمقابل عمل بعض الرفاق الانصار مع قوات حدكا لمساعدتهم في الرأي والمشوره.
ويشير توما توماس في مذكراته المشار إليها سابقًا إلى "أن العلاقة بيننا وبين قيادة حدكا ذات تأريخ طويل ومشرف وعندما كنا في المنطقة الحدودية ويقوم أنصارنا بالتجوال في بعض القرى الإيرانية الحدودية ويعرفون بأنهم من أنصار الحزب الشيوعي العراقي يهتمون بهم ويحترمونهم كثيرًا وذلك نتيجة حسن تعامل رفاقنا مع الناس أولا، وثانيا ليس بمعزل عن توجيهات قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني لجماهيرهم. وقد سيطر (حدكا) على مناطق واسعة خاصة بعد سقوط النظام الشاهنشاهي شباط 1979 في منطقة مهاباد والمناطق المحيطة بها" .
ولا شك أن التغيرات السياسية الجذرية التي شهدها الوضع في إيران عام 1978، وسقوط نظام الشاه حليف بغداد أوائل عام 1979، وتحرر مناطق واسعة من كردستان إيران، وسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الصديق عليها، كلها عوامل ساهمت "في خلق ظهير جيد لحركتنا الأنصارية، بالرغم من أنه لا يرتقي إلى مستوى إمكانيات كقاعدة خلفية" .
في الوقت نفسه كانت لـ (حدكا) علاقات مع النظام الدكتاتوري تحت شعار (عدو عدوي صديقي)، وكانت مساعدات النظام كبيرة ومن جميع الجوانب (الطبية والعسكرية والمادية والمواد التموينية)، حتى أنه ساعد الإتحاد الوطني الكردستاني بالعلاقة مع الحكومة العراقية بل كان الوسيط بينهما، وهو بمثابة رد للمساعدة التي قدمها حينذاك الإتحاد الوطني بالاشتراك بالمعارك ضد قوات النظام الإيراني بهجومه على مواقع وقواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا)، حيث استشهد العديد منهم في هذه المعارك.
ومن المفيد الإشارة إلى أنه كان للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني جماهير واسعة في المناطق الغربية من إيران (كردستان إيران)، وقد قام بعمليات نوعية في زمن الشاه، وله تاريخ نضالي طويل منذ حكومة مهاباد. وقد مر الحزب بظروف صعبة خاصة خلال الفترة الشاهنشاهية وزاد ذلك بعد سيطرة الحكومة الإسلامية على مقاليد الحكم والتي لا يوجد في برامجها أو في أفكارها حقوق قومية لشعب ناضل طويلاً من أجل أبسط الحقوق ومنها الثقافية والتعليمية واللغة والسياسية.
(2)
حزب تودة
أما العلاقة الحميمة مع رفاقنا في حزب تودة إيران فكانت جيدة جدًا , حيث ارتبط حزبنا بأوثق العلاقات معهم سواء على مستوى قيادته المركزية حيث التقيت قيادة الحزبين في بغداد ونسقت فيما بينها. وبعد الثورة الإيرانية وما تبعها من تطورات، شكل الشيوعيون الأكراد فرع كردستان لحزب توده إيران.
تمتد علاقة الحزب الشيوعي العراقي مع تودة الى عام 1963 بعد انقلاب شباط حيث غادر الكثير من الرفاق الى ايران عبر مناطق المحافظات الجنوبية البصرة والعمارة وتم مساعدتهم من منظمات حزب توده .
لقد عاش حزب توده بعد الثورة الايرانية 1979 ظروف صعبة منها السياسية والمتابعة الامنية التي على اثرها, لجا الكثير من اعضائه الى كردستان العراق , وقد سعى الحزب الشيوعي العراقي وبكل امكانياته الى مساعدتهم وايوائهم.
مكث معنا في كردستان أكثر من مائة رفيق (الهورمانيين أطلق الإسم عليهم لتميزهم) في قاطعي بهدينان ولولان وبقي بعضهم إلى نهاية الكفاح المسلح نهاية عام 1988 وانتقلوا إلى الخارج مع عوائلهم وقد شاركونا في جميع الأعمال الخدمية والبناء والمفارز التموينية عدا العمل العسكري إذ كان مرفوضًا رفضًا قاطعًا لأنهم ضيوفنا وتعلموا منا الكثير.وقد ضيفنا حزب تودة (الشعب)الايراني وسازمان الفدائيين (اكثريت) وحدكا (جماعة المؤتمر الرابع) وقد تواجدوا في مقراتنا في خواكورك وسبنداره وغيرها من المقرات التابعة للحزب الشيوعي.
الاحزاب العراقية
(1)
الإتحاد الوطني الكردستاني (أوك)
تأسس الإتحاد الوطني في الأول من حزيران عام 1975 في دمشق ويعتبر القوة الرئيسية الفاعلة في المنطقة، وقد التحق فيه الكثير من أبناء القرى المحيطة.
يتألف(أوك) من إتحاد ثلاث قوى: الكومله الذي كان من مؤسسيها الشهيد ارام و(ناوشيروان مصطفى) وهي منظمة يسارية وفي حينها سميت (العصبة الماركيسية اللينينية)، والإتحاد الوطني بقيادة جلال الطلباني والحركة الإشتراكية الكوردستانية بقيادة رسول مامند وعلي العسكري وآخرين.
وجاء تأسيس الإتحاد الوطني كرد فعل على فشل الثورة الكردية عام 1975 من أجل ملء الفراغ الذي خلفه الحزب الديمقراطي الكردستاني عند مجابهة السلطة في بغداد، كما يذكر مؤسسوه الذين اجتمعوا في العاصمة السورية دمشق ليقرروا تجميع القوى المعادية للنظام في بغداد في إتحاد وطني من أجل إعادة الروح الثورية إلى الشعب الكردي.
وبعد النكسة التي حلت بشعب كردستان على أثر إتفاقية الجزائر بين صدام حسين وشاه إيران برعاية الرئيس الجزائري هواري بومدين في السادس من آذار 1975 والتي غلق شاه ايران منافذ المساعدات المادية والمعنوية نتيجة تضارب المصالح بين حركة التحررالكردية واطماع الشاه وأبعادها,هذه الاتفاقية قصمت ظهر الثورة المسلحة وأجهزتها الإدارية والصحية والاجتماعية والخدمية، وأسفرت عن رجوع الپيشمر مرگة إلى المدن التي كانت تحت سيطرة النظام العراقي في حينه.
بعد هزيمة الثورة الكردية في العراق، تشكلت مجموعات تنظيمية كثيرة في كردستان وعموم العراق وكان معظمها ذا توجهات يسارية ثورية أو قومية كردستانية يسارية.
أنذاك أصبح المجال مفتوحا أمام القوى والتنظيمات كي تسد طموحات أبناء شعب كردستان الثائر في الحكم الذاتي وتحقيق الهوية القومية، فظهرت تنظيمات سياسية عديدة منها عصبة كادحي كردستان (كومه له) والحركة الإشتراكية الديمقراطية الكردستانية ـ حسك ـ والحزب الديمقراطي الكردستاني (القيادة المؤقتة) والحزب الإشتراكي الكوردي (باسوك) وتنظيم وحدة القاعدة (وهو غير تنظيم القاعدة الحالي).
جميع هذه القوى عاشت في منطقة السليمانية واربيل وقراها القريبة من الحدود، وانتقل بعضها إلى منطقة بهدينان.
ومن المفيد الإشارة إلى أن قيادة الإتحاد الوطني قدمت لرفاقنا ستة قطع کلاشينکوف ووعد جلال الطلباني بالمزيد من المساعدات. وكانوا فرحين بإنتقال حزبنا الی صف المعارضة لنظام البعث الإرهابي، وعبر رفاقه عن فرحتهم بإنفتاح آفاق جديدة أمام الثورة الکردستانية لتحويلها الی ثورة عراقية وخاصة بعد مشارکة حزبنا الشيوعي العراقي. علما بأن الإتحاد الوطني قد استنكر إعدام الشيوعيين العسكرين من قبل النظام الدكتاتوري في أيار 1978.
(2)
الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك)
للحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البرزاني تأريخ طويل في مناهضة الحكومات العراقية منذ ثورة أيلول عام 1961، وكانت له قوات كبيرة من الپيشمه مرگة التي جابهت الأنظمة الدكتاتورية بشجاعة. وامتدت قواته في أغلب مناطق كردستان، وكانت كثير من العشائر الكردية موالية للحزب وخاصة في مناطق برزان وماجاورها موطن عشيرة برزان وقوة الحزب تكمن في منطقة بهدينان في دهوك وضواحيها وحتى شمال الموصل.
وبعد فشل الثورة (بعد إتفاق الحكومة العراقية مع شاه إيران في آذار 1975)، إستسلمت أغلب قوات الپيشمه مركه إلى الحكومة العراقية, وسافر كثيرين منهم إلى الخارج ومنهم الملا مصطفى البرزاني الذي توفي في أمريكا بداية آذار عام 1979، وقد بادرت مجموعة من القيادة الكردية وبعض الكوادر المتقدمة إلى تشكيل قيادة جديدة للحزب وسميت (القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني) وبرئاسة سامي عبد الرحمن عضو المكتب السياسي للحزب انذاك.
وبقدر تعلق الأمر بموضوعنا نود الإشارة هنا إلى أن (حدك) قدم مساعدة للحزب, الدعم المعنوي في تاسيس قاعدة بهدينان,اذ: "بعد أن هدأت الأوضاع نسبيًا في إيران زرنا أنا وأبو سلام - بهاء الدين نوري - مقر المكتب السياسي لحدك (القيادة المؤقتة) المشكلة بقيادة مسعود برزاني وسامي عبد الرحمن وجوهر نامق وازاد خفاف وعارف طيفور، رحبوا بنا كثيرًا وأبدوا إستعداهم للتعاون فيما بيننا وإعادة العلاقة إلى سابق عهدها، واقترحنا عليهم مساعدتنا بإيصال أحد رفاقنا إلى منطقة بهدينان وسوريا لجلب الرفاق المتواجدين في سوريا ولبنان وبناء قاعدة أنصارية لنا في بهدينان، كذلك لدينا رفاق في دول أوربا الشرقية يريدون الإلتحاق بنا، رحبوا بالفكرة وأبدوا كامل استعدادهم لتقديم كلّ المساعدات الممكنة لنا" .
وكان هذا أول لقاء بعد القطيعة التي دامت سنوات أي منذ قيام (الجبهة الوطنية التقدمية) في تموز عام 1973، أو بعد إتفاقية الجزائر عام 1975. وقد ساعد الحزب الديمقراطي الكردستاني أنصار الحزب الشيوعي العراقي الذين وصلوا إلى كلي كوماته الواقع في المنطقة الحدودية بين تركيا والعراق التابعة لمنطقة بهدينان في المشوره والبناء وبعض المواد الغذائية (تم تسليم المخبز إلى قواتنا للاستفادة منه)، إضافة إلى العمل المشترك في الإعلام والعمليات العديدة ضد قوات النظام المختلفة وتعاون مستمر لقيادة جماهير المنطقة في حلّ المشاكل والتنسيق على أعلى المستويات في توفير الأجواء المناسبة للعمل المشترك بين الحزبين الحليفين. ومما يذكر أن منظمة الموصل للحزب الشيوعي العراقي أرسلت أحد الرفاق في عام 1978 للتباحث مع الحزب الديمقراطي لإيجاد مكان ولتأسيس قاعدة للرفاق الشيوعيين في المواقع الحدودية التي يتواجد فيها.وقد شارك الحزب الشيوعي بوفد ضم الرفيقين (يوسف حنا ومحمود فقي خضر ) في المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكردستاني في 4/ تشرين الثاني عام 1979, وجرت تغيرات كثيرة على قيادة الحزب, حيث اعُفي البعض منهم .وتم انتخاب لجنة مركزية تتألف من 21 عضوا و 9 مرشحين وانتخب مسعود برزاني رئيسا للحزب وعلي عبد الله سكرتيرا عاما. وعبر في ختام المؤتمر مسعود البرزاني بالقول"نحن نعتبر انفسنا جزء من الحركة الوطنية العربية والعراقية والصديق الحقيقي لحركة التحرر الوطني والبلدان الاشتراكية" .
على الساحة السياسية العراقية والكردستانية تأسست كثير من الأحزاب والتي ساهمت بشكل أو بأخر في النضال ضد الدكتاتورية حزب ركادي كردستان وحزب الالاي شورش وحزب الشعب الديمقراطي الكردستاني وغيرها من الأحزاب القومية الكردية والعربية.
(3)
حزب الشعب الكردستاني
بعد انشقاق سامي عبد الرحمن عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شكل حزب الشعب الكردستاني والذي أصبحت له قوة لا بأس بها في منطقة بهدينان. وجمع البعض من الكوادر الواعية ومن المثقفين والطلاب، إلا أن قوتهم لم تستمر بسبب الصراع مع قوة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يضم الكثير من العشائر التي ترتبط به تأريخيا مثلما كانت هناك عشائر ضده.
وكانت قوته الأساسية في بهدينان والقليل في مناطق أخرى مثل سليمانية وأربيل. وكان من ضمن الأحزاب التي وقعت على الجبهة الكردستانية في حزيران 1988. وبقي هذا الحزب حتى عام 1992 وحل نفسه ورجع سامي عبد الرحمن الى الحزب الديمقراطي الكردستاني (الام) واصبح عضو المكتب السياسي ,كما رجع بعضهم الى الحزب الديمقراطي واخرين تركوا العمل السياسي بشكل تام.
(4)
الحزب الإشتراكي الكردستاني
الحزب الإشتراكي الكردستاني وهو حزب صغير مقارنة بقوة الأحزاب الأخرى وكان يقوده رسول مامند ومحمود عثمان وقد تحالفوا مع الإتحاد الوطني الكردستاني ولكنه سرعان ما انفك من هذا التحالف بسب مشاكل عديدة. وكانت لنا علاقة جيدة ومتطورة معه ، الأمر الذي شكل الحزب الشيوعي معهم ومع الحزب الديمقراطي الكردستاني جبهة الجبهة الوطنية الديمقراطية(جود).ٍِأن أغلب هذه الأحزاب خرجت من معطف الحزب الديمقراطي الكردستاني ولخلافات معينة لبعض القيادات والكوادر أسست مثلاً - الحركة الإشتراكية الكوردستانية، واللجنة التحضيرية للحزب الديمقراطي الكردستاني .
وفي مذكراته يعرض توما توماس العلاقة بين الحزبين بالقول: "بدأت علاقتنا مع الحزب الإشتراكي الكردستاني منذ تشكيله، بعد انفصال الأخ رسول مامند وقياديين آخرين عن أوك، حيث كانوا يمثلون الحركة الإشتراكية الكردية ضمن الإتحاد الوطني الكردستاني.
وحينما تصاعدت الخلافات بين مفارز الإشتراكي وأوك في سهل أربيل 1980 و1981، وبحكم علاقتنا مع الطرفين، وقفنا كوسيط محايد لحل تلك الخلافات.
وقد انظم الحزب الاشتراكي الكردستاني إلى جبهة "جود" منذ قيامها1980، وتركز نفوذه في منطقة أربيل وبنسبة أقل في السليمانية. ولم يكن للحزب الإشتراكي أي وجود يذكر في منطقة بهدينان وقد فتح مقرًا في قرية يك مالة في سنة 1981، وبمساعدتنا وكان قادر عزيز مسؤول المجموعة. في ذلك الحين كان حزبنا يساعد الإشتراكي ويدعمه ماليا.
وبعد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في عام 1984، تقدموا بطلب لاستضافة مفرزة (فصيل) منهم ومساعدتهم للنشاط في بهدينان، وبطبيعة الحال كنا قد رحبنا بالفكرة وأبدينا الإستعداد للمساعدة " .
تمت مساعدتهم في بناء مقر لهم من خلال رفاقنا مساهمةً ومشورةً. وبعد الإنتقال إلى مقر زيوة بنى لهم مقر بالقرب من مقراتنا وقد حظى الحزب بتقدير عالٍ من قبل قيادة الحزب والقواعد وشكلت لجان تنسيق لعدة أغراض ومهام سياسية وثقافية وعسكرية.
ويضيف توما توماس: "فعلا وصل الينا الرفيق ماموستا أمين على رأس قوة عددها 15 مسلحًا، وجرى التعامل معهم كأحدى سرايانا. وخصصنا لهم إحدى البنايات ضمن مقرنا، لتكون مقرا ثابتا لهم بعد تزويدهم بكلّ الاحتياجات الضرورية. وجرت معاملتهم على غرار أنصارنا من خلال صرف مبلغ 14 دينار كمخصصات تغذية و10 دنانير كمصاريف جيب لكلّ مقاتل منهم شهريا أسوة بأنصارنا، بالإضافة إلى تزويدهم بالعتاد. واستمر الحال حتى الإنشقاق الذي حصل في الحزب الإشتراكي بخروج الأخ قادر عزيز ومجموعة من الكوادر بعد مؤتمرهم. وكان قرار المجموعة الموجودة في مقرنا الإنضمام إلى جناح قادر عزيز.
(5)
زحمة كيشان (حزب الكادحين)
لايوجد اختلاف كثير بين الحزب الاشتراكي الكردستاني (الام) وبين زحمة كيشان- حزب الكادحين على الاقل من الناحية الفكرية والسياسية.
لقدعقد حزب زحمة كيشان مؤتمرًا جديدًا وأعلنوا تشكيل حزب زحمة كشان (حزب الكادحين) وانتخب قادر عزيز سكرتيرًا للجنة المــركزية.
اذ "وعلى أثر هذه التطورات ساءت علاقاتنا مع الحزب الاشتراكي الكردستاني الذي قرر تجميد علاقته معنا بسبب مساعدتنا لقادر عزيز في الوصول إلى بهدينان، علمًا بأنه لم يكن لحزبنا أي دور او علاقة في هذا الموضوع. وكان من المفترض بالحزب الاشتراكي مفاتحة جبهة جود في حالة امتلاكه لأيّة اثباتات على وجود دور لنا للتحقيق والمحاسبة، بدلاً من إتخإذ قرار بتجميد العلاقات" . اقمنا علاقة جيدة من هذا الحزب الذي شكل مفرزة صغيرة لتتجول في مناطق بهدينان.
ومن منطلق سياسة الحزب الشيوعي في تجميع كافة القوى المناهضة للدكتاتورية فقد دعم جميع هذه القوى بكافة إمكانياته المتواضعة، والتي نالت إحترامها وتقديرها. وقد استطاع الحزب أن يقنع الأحزاب والقوى المتواجدة في الساحة السياسية من أجل قبول هذه الأحزاب لتنضم مع القوى الأخرى في معارضة الدكتاتورية. (زحمة كيشان والحركة الديمقراطية الاثورية).
(6)
الحركة الديمقراطية الآثورية
بوادر تأسيس هذه الحركة منذ بداية الثمانينات, حيث ظهرت افكار لبعض العناصر من المسيحيين في تكوين تجمع يهتم في هذه الاقلية ويدافع عنها ويتبنى موقفها, خاصة وان الكثير منهم قد هاجر الى الخارج. وقد ظهر اكثر من تنظيم خاصة في سنة 1984 وما بعدها. وعندما فتحوا لهم مقر في زيوه قرب مقر قاطع بهدينان تم مساعدتهم بالمال والسلاح وتم مساعدتهم في تقليل خلافتهم بين مؤسسيها وتدخلات الاخرين.
ويشير توما توماس الى بداية اول لقاء بهم فيقول:(... وفي كانون الأول عام 1980 كنت ضمن قوة كبيرة من أنصارنا في منطقة نهلة شمال الموصل، وفي قرية "جم ربتكي" التقيت مع كلّ من يونادم يوسف كنا (ياقو) ويوسف بنيامين، وهو مهندس يعمل في مجال التدريس أعدمته فيما بعد السلطة الدكتاتورية في بغداد. وفي أواسط 1982 وصل إلى مقرنا في كوماته على الحدود العراقية التركية في منطقة بهدينان ستة من رفاق الحركة، وكانوا على ما يبدو أعضاء في قيادتها، وهم نينوس، أبو فينوس، سرگون، هرمز، يوخنا و بيوس) .
تميزت العلاقة بمودة واحترام كبير لحزبنا من خلال دورنا الكبير في التعامل معهم , حيث تم مساعدتهم في اللقاء بقيادة الحزب في المكتب السياسي (م.س) في منطقة نوكان لتسهيل مهمتهم. وفعلاً التقى بهم هناك الرفاق سليمان يوسف (أبو عامل) ويوسف حنا (أبو حكمت) اللذان زودوهم برسالة إلى قيادة حدك التي استجابت لطلبهم.
لم تقم الحركة بأيّ عملية عسكرية تذكر، سوى العمل من أجل تنظيم الجماهير وخاصة (المسيحيين) المتواجدين في قرى نهلة في شمال الموصل وقراها وفي قرى دهوك. لقد تكللت جهود الحزب في انضمام الحركة الى الجبهة الكردستانية حزيران 1988.
الاحزاب التركية
العلاقة مع حزب العمال الكردستاني(ب. ك. ك)
لم نتعرف عن هذا الحزب بشكل جيد إلا من خلال الإعلام، كونه حزبًا ثوريًا يحارب الجيش التركي ولم يخرج إلى العلن إلا في 1983 , حيث أتت مجموعة من مناصريهم إلى مناطق بهدينان في مقر كيشان قرب الحدود التركية وداخل الاراضي العراقية، وكانت قوات (حدك) تساعد عناصرهم في الذهاب إلى سوريا ونقل السلاح والبريد وغير ذلك.
لقد قام الحزب ببعض العمليات داخل تركيا وبضرب بعض المواقع (للقرقول- الشرطة) والجندرمة التركية. وقد أدى هذا التطور في نشاط الحزب إلى تصعيد موقف الحكومة التركية التي إتخذت قرارًا بملاحقة أعضاء هذا الحزب في الأراضي العراقية الأمر الذي سبب لنا إشكالات عديدة حيث حدثت أكثر من معركة مع القوات التركية وأنصارنا الذين ينقلون السلاح من سوريا، إضافة إلى علاقاته غير الجيدة مع القوى القومية الكردية في تركيا.
في كتابه (المسيرة) يذكر كريم أحمد بعد لقاءه مع سكرتير ومؤسس حزب العمال الكوردستاني عبد الله اوجلان (آبو - كما يطلق عليه) إلى أنه (منذ تاسيسه بدأ (ب. ك. ك) بالصراع الإرهابي ضد من اعتبرهم خصومه إذ شنّ حملة اغتيالات في صفوف قادة وكوادر الأحزاب والمنظمات الكوردستانية في تركيا وفرض كيانه بعملياته الإرهابية ضد الحكومة التركية والأحزاب الكوردية، حتى أن تلك الأحزاب كانت تعتبر قيام هذا الحزب من تخطيط الأمن التركي ولكن لم يكن هذا الإستنتاج صحيحًا، لأن النهج الذي قام عليه (ب. ك. ك) وأوجلان بالذات، هو نهج الإنفراد بالساحة الكوردستانية في تركيا، بل وفي جميع أقاليم كوردستان لأنه اعتبر نفسه قائد الحركة التحررية الكوردستانية، ولذلك لا بد أن يقوم بتصفية جميع الأحزاب الكوردستانية، وعند ذلك تخلو ساحة كوردستان تركيا له ويستطيع أن يقود العملية التحررية فيها كذلك الحال مع الأقاليم الكوردستانية الأخرى كي يستطيع أن يحررها ويحقق توحيد كوردستان الكبرى!" .
لهذا الحزب قاعدة جماهيرية واسعة في مدن جنوب تركيا واريافها وهي تنظيمات متشعبة وشكل التنظيم مغلق (سري), وله نظام داخلي صارم في انتماء وخروج (الاستقالة من الحزب) اعضاءه.
حزب كوك الكردي / تركيا
كانت لدينا علاقات جيدة مع حزب كوك وهذا الحزب الذي انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي، لقد ساعدناه في بناء مقر لحزبهم في كوماته الثاني عام 1982 ودعمناهم ماديًا وفي التقليل من المشاكل بينهم ،اضافة الى بناء مقر لهم في كلي كوماته وزيوه في بهدينان.وهذا الحزب ينشط بين الفلاحين في الريف (القرى والنواحي من جنوب تركيا) و وسنأتي في الفصول اللاحقة عن دوره في دعمنا اللوجستي والمعنوي ومعرفة الطرق ونقل السلاح والبريد وغير ذلك الى مقراتنا وكان لرفاقه دورا كبيرا نعتز به.
توما توماس مذكرات المنشورة في موقع الناس 22
تقيم الحركة الانصارية ص 8
مذكراتي ,باني خيلاني ص 276مصدر سابق
صفحات من تاريخ الشعب الكردي فاتح رسول ج1 ص 361
هي المنطقة المحصورة من الحدود السورية العراقية وحتى الزاب الاعلى شرقا وشمالا الحدود التركية وجنوبا شمال نينوى(تضم محافظتي نينوى ودهوك)
توما توماس مذكرات، مصدر سابق، ص 28
نفس المصدر السابق
مذكرات توما توماس المنشورة في موقع ينابيع العراق الاكتروني رقم 28
المسيرة كريم احمد ص 295