مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989) "24" / فيصل الفؤادي

الفصل الثامن
إنتفاضات كردستان
أن القوة المسلحة (الانصار والبيشمه مركه ) للأحزاب القومية والقوى الوطنية تأثير كبير على نفسية الجماهير في العموم وبالذات في منطقة كردستان العراق، وكانت معنويات الجماهير تتصاعد مع نشاط وفعالية هذه القوى , وعكس ذلك يؤدي إلى ضعف معنوياتها، لقد كان لهذه القوى دورا كبير في انتفاضة 1982 و1984 و1987.
قامت مظاهرات عارمة في أغلب المدن والنواحي في كردستان إثر عصيان الجنود طاعة الآوامر العسكرية القاضية بإرسالهم إلى جبهات القتال رافضة سوقها إلى الحرب المدمرة مع إيران، التي أهلكت عددًا مهولاً من المواطنين وخاصة الشباب منهم، الذين رفضوا هذه الحرب وناضلوا ضد النظام وزبانيته في الجامعات والدوائر الحكومية وكان لهم دور مشهود، وقد بدأ هذا الرفض بتظاهرات سرعان ما تطورت إلى انتفاضة لاحقاً.
لقد تطورت هذه الانتفاضة التي بدأت في منطقة رانية ثم تحول لهيبها إلى مناطق كردستان الأخرى منتشرًا كانتشار النار في الهشيم، لكن السلطة الدكتاتورية قامت بتجهيز قوات خاصة مع عملائها لضرب المنتفضين، وقد حاولت قوات البيشمه مركة والأنصار دعم الإنتفاضة إلا أنهم لم يصلوا إلى أماكن المنتفضين بسبب سيطرت السلطة على الموقف في المدن, لكن استمرت في بعض القرى والنواحي البعيدة، في منأى عن سيطرة السلطة. (ففي 24 نيسان 1982 وفي الذكرى الثامنة لقصف مدينة قلعة دزه انتفضت جماهير قلعة دزه البطلة بوجه جلاوزة النظام وأجهزته القمعية، واستشهدت المرأة المناضلة صنوبر محمود، وكذلك استشهدت البطلة أمينة سور، واستمرت الإنتفاضة عدة أيام وانتقلت إلى المجمعات القسرية المحيطة بقلعة دزه، كذلك انتفضت جماهير مدينة حلبجة الصامدة يوم 26 نيسان معلنة إسنادها وتضامنها مع جماهير قلعة دزه1 ).
كان بدأ الإنتفاضة في قلعة دزه عندما قررت جماهير المدينة زيارة قبور شهداء مذبحة 24 نيسان 1974 ذكرى قصف السلطة الدكتاتورية للقلعة. من جهتها حاولت السلطة منع هذا التجمع والتظاهر، إلا أن التظاهرة تحولت إلى هتافات وبصوت عالي معلنة هتافها الشجاع (تسقط الدكتاتورية)، وطالبت بسحب الجيش من كردستان. حاولت السلطة إطلاق النار، فردت الجماهير على إطلاقه بالحجارة وعم الغضب المدينة، فأعلنت الإضراب العام، واغلقت الدكاكين والمحلات والمدارس وتعطلت المؤسسات وشلت مرافق الحياة. وقد انتشرت أخبار الإنتفاضة في بقية أقليم كردستان العراق، ولعبت المفارز التي كانت تتجول في حلبجة دورًا مهما في إسناد الانتفاضة، (وألقى أحد الرفاق داخل مسجد المدينة كلمة الحزب الشيوعي العراقي 2)، ووزعت النشريات والبلاغات العسكرية للحزب وجبهة جود، وانطلقت طالبات وطلاب المدارس المتوسطة والثانوية في حلبجة بالتظاهر وهي تهتف (عاشت قوات الأنصار) و(العدو على أعتاب الموت)، وأعلنت مدينة السليمانية الإضراب العام في 28/4 وأقفلت المحلات والمتاجر وانتقل الإضراب إلى سيد صادق وسيروان ورانية والمجمعات السكنية في هاورمان وسنكه سه ر، وكويسنجق وقصبات دهوك والموصل وزاخو، وتوسعت الإنتفاضة لتصل إلى مدينة أربيل وتضامن طلاب المعاهد والكليات والأهالي في المدينة التي أعلن فيها الإضراب العام وتوقفت حركة السير، كما انطلقت تظاهرات من الأحياء السكنية في كركوك وتحولت كردستان والمناطق المجاورة إلى لهيب وسيل هادر من السخط الشعبي والتحرك الثوري. وقد ضمت الألوف من المنتفضين الذين يهتفون بسقوط الدكتاتورية، وقد أصدرت لجنة إقليم كردستان للحزب الشيوعي العراقي بياناً حيت فيه الجماهير ودعتهم إلى مواصلة النضال جاء فيه: (إن البيشمه مركة الشيوعيين وزعوا منشورات حزبنا في المدينة ودخلوا الجامع حيث جثتا الشهيدتين وقدموا التعازي لذويهما، داعين المدينة إلى التظاهر، وأشار البيان إلى أن سياسة الإرهاب والحرب سوف تستمر، ودعا البيان أهالي مدينة حلبجة إلى التظاهر في الذكرى الثامنة لقصف مدينتهم مثلما فعلت قلعة دزه)3 .
وعلى امتداد شهري نيسان وأيار سادت موجة عارمة من التظاهرات والإضرابات العامة تننشر في المنطقة، وتميزت النضالات الشعبية بالشمولية وبروح التحدي والاستمرارية وبطابع سياسي عام، شاركت فيه أغلب القرى من الرجال والنساء ومن الطلبة والعمال والفلاحين.
وفي الوقت نفسه(شهدت حركة الأنصار تطورًا ملموسًا عام 1982، وتجلى ذلك في النمو العددي للأنصار ومشاركة عدد كبير من الشباب فيها من الذين يمتلكون المعارف والعلوم العسكريه، وتجهيز الأنصار بأسلحة مختلفة، الخفيفة منها والمتوسطة وحتى الثقيلة ومن نوعيات جيدة، كما تحسنت الأوضاع المالية للحركة، وتوسع نفوذها وامتد إلى داخل المدن، مما ساعد على إيجاد الصلة مع الخطوط التنظيمية في داخل المدن وتزويدها بالتوجيهات والأدبيات، فيما كان المركز يتلقى بالمقابل الأخبار والمعلومات المختلفة إضافة إلى مساعدات أخرى. كما لعبت حركة الأنصار، إلى جانب بيشمركة الأحزاب الكوردستانية دورًا بارزًا في استنهاض الجماهير في كوردستان، وامتد تأثيرها في عام 1982 وما بعدها حتى إلى بغداد، وإن بصورة أقل مما هو الوضع في كردستان)4 .
كان النظام يتهاوى وحاله في ضعف عام في مدن وأرياف كردستان، مما دفع الجماهير على الإصرار في النضال واستمرار الإضرابات والمظاهرات، وكانت الجماهير الشعبية تأمل في استمرار اللهيب إلى المحافظات الأخرى، فهزائم النظام العسكرية في حربة مع إيران والوضع الاقتصادي السيء, كانت عوامل أساسية في الضغط على النظام الدكتاتوري الذي بدوره ضغط على الكادحين من أبناء شعبنا واجبرهم بالقوة على تقديم التبرعات إلى حربه وإرسال فئات واسعة إلى المعركة، مما ولد السخط الكبير لدى المواطنين على النظام البغيض.
وقد وضع مكتب إقليم كردستان كثيرًا من الشعارات لتوجيه الجماهير منها: إلى الكفاح من إجل إسقاط الدكتاتورية الفاشية، ومن أجل حكومة ديمقراطية إئتلافية. إلى النضال من أجل إقامة جبهة وطنية عريضة. المجد لشهداء الحركة الوطنية شهداء الشعب والوطن. الموت للفاشين القتلة ..الخ.
لقد ألهبت الإنتفاضة أبناء الشعب من مختلف القوميات وخاصة (طلبة جامعة صلاح الدين والكسبة وعوائل الجنود. وبجهود الأحزاب المعارضة لنصرة الجنود والتضامن معهم ومهاجمة مقرات السلطة والأمن والمخابرات. وتوسعت لتشمل السليمانية ورانية وجوار قورنة وقلعة دزة، وسائر أنحاء كردستان رافعة شعارات "نحن أخوان الجنود وأعداء الدكتاتورية" )5.
وقد استشهد عدد من الرفاق الذين كانوا يتقدمون الإنتفاضة والتظاهرات ويرفعون الحماس للمنتفضين. وفي غمرة هذا النضال استشهد عدد من الرفاق في مدينة رانية منهم بابكر محمد حسن، عبد الله سيروس، وإسماعيل مامه. وفي قرية سنكه سر سقط برصاص الغدر الرفيق سيد حسن، إضافة إلى الشابة صنوبر والتي كانت أحد رموز انتفاضة 1982، وكان لها دور متميز في تحريك الجماهير في منطقة رانية وقلعة دزه, والتي استشهدت برصاص قوات النظام الدكتاتوري.
أراد النظام الدكتاتوري أن يجند الطلبة في(الجيش الشعبي)، ويشمل السكان ومن مختلف الاعمار، لذا فرضت السلطات التدريب على طلاب الكليات لعدة أسابيع وأصبح احد شروط استلام الشهادة الدراسية، لقي هذا الاجراء التمرد والتصدي للسلطة ولجلاوزتها. وقد استخدم المتظاهرون أسلحتهم الشخصية لمعاقبة المسؤولين من حزب السلطة ورجال الأمن وهاجموا سيارات النجدة وجابهوا أفراد القوات الخاصة بوابل من النيران مما أثار الخوف في نفوسهم.
وازاء هذه الانتفاضة ورد فعل السلطة استشهد عدد كبير من المواطنين الابرياء من الطالبات والاطفال، كما دفع عدد من الموظفين للالتحاق بقوات الأنصار نتيجة للملاحقات الأمنية.
لقد لعب التنظيم المحلي للأحزاب المعارضة للنظام, دورًا كبيرًا في تحريك الجماهير وإيجاد الشعارات المناسبة للانتفاضة وزج العناصر الشابة بين المنتفضين. وأصدرت أحزاب جود بيانًا دعمًا للانتفاضة وجاء فيه: (إلى الأمام لتقريب ساعة النصر. دعت الجماهير إلى الإندفاع في نضالاتها وحثت فيه كل القوى الوطنية إلى الإرتفاع في مستوى المسؤولية. لقد اندلعت شرارة الكفاح من قلعة دزه لتغطي مدن محافظة السليمانية ويمتد المد إلى محافظة أربيل وكركوك وإلى شقلاوة وكويسنجق وغيرها من المدن. ويختتم البيان بدعم الانتفاضة ومواصلة النضال في مواجهة الدكتاتورية )6.
في هذا الوقت,(وعدت السلطة الفاشية أزلامها بسيارة رانجروفر كمكافأة لكل من يكشف أي شيوعي أو خطًا حزبيًا للشيوعيين كونهم لهم دور كبير في هذه الإنتفاضة).
انتفاضة 1984
وشهدت جامعة صلاح الدين بداية عام 1984 إحتجاجات طلابية عديدة، أثارت الهلع في نفوس جلاوزة النظام، الذين طوقوا هذه الإحتجاجات وحاصروا الطلبة في القاعات التي أقيمت فيها اجتماعات بغية إجبار الطلبة على ركوب الشاحنات لنقلهم إلى جبهات القتال. وقد رفض الطلبة التجنيد القسري للحرب. وكانت هذه الاحتجاجات مدعومة من قبل الأحزاب الوطنية, التي وزعت النشريات والبيانات بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وعيد نوروز التي تدعو إلى النضال ضد النظام الدكتاتوري وجلاوزته .
كانت بداية الاضرابات هي في اجتماع أحد مسؤولي عمادة كلية الإدارة والاقتصاد لجامعة صلاح الدين ورئيس اتحاد السلطة بطلبة الصف الرابع من الكلية، حيث طُلب منهم الإنخراط في الجيش اللاشعبي والتدريب في صفوفه. وحسب الإتفاق المسبق بين الطلبة أخذوا يخرجون من القاعة واحدًا بعد الآخر، بعد أن أعلنوا رفضهم لهذا الطلب. وقد أدركت رئاسة الجامعة خطورة الوضع الناجم عن تذمر الطلبة وتصاعد سخطهم على الإضطهاد والعسف الذي يعانونه مع كل جماهير الشعب، فحاولت امتصاص نقمة طلبة الصف الرابع بالتراجع عن طلبها، وأعلنت عدم شمولهم بالتدريب في صفوف الجيش اللاشعبي، ولكن جلاوزة النظام فوجئوا بموقف مماثل من طلبة الصفوف الأخرى ايضًا والذين رفضوا استلام بدلات الجيش اللاشعبي وعقدوا العزم على انتزاع قرار مشابه بعدم شمولهم بالتدريب، وكان المقرر أن يبدأ التدريب في 8 نيسان حيث استدعى عميد كلية الإدارة عشرة طلاب لإقناعهم مع باقي الطلبة بالأوامر والانخراط في الجيش اللاشعبي، إلا أن الطلبة العشرة رفضوا ذلك وتحدوا تهديد العميد لهم بالفصل، وبالفعل وفي نفس اليوم صدر قرار بفصلهم من الجامعة، وكان بمثابة إعلان سافر لحرب نفسية إرهابية جديدة ضد جماهير الطلبة، واستدعى العميد عشرة طلاب آخرين وحاول إجبارهم على الرضوخ لقرار الجامعة إلا أن موقفهم كان مشرفًا مثل موقف زملائهم السابقين مع أن بعضهم واصل الدوام، وفي يوم 12 نيسان طلب أحد الاساتذة طرد أحد الطلبة المفصولين من القاعة الدراسية، وصاح الطلاب وبصوت واحد إذا خرج من القاعة فسنخرج كلنا، ومن هنا خرج الطلاب احتجاجًا رغم محاولة الأستاذ التراجع عن قراره، إلا أن الإضراب امتد إلى الصفوف الأخرى وكانت تلك بداية إضراب الطلبة من الجامعة. وعلى أثر ذلك قامت السلطات بتطويق الكليات والمعاهد الأخرى. وبدأت السلطة تمعن في ممارساتها الإرهابية وضغوطها على الطلبة لإرسالهم إلى هذه المحرقة وينطلق ذلك من جلاوزتها من أمن ومخابرات وشرطة ومرتزقة ومؤسسات دراسية في علمية لمعاقبة الطلبة. كان الوضع كما تصفه رسالة العراق الصادرة في لندن , (نداء ينتشر في أوساط الطلبة: توحدوا ووحدوا كلمتكم ونظموا رفضكم. إضراب في مدينة وتظاهرة في ثانوية، السلاح بيد الجلادين يستعرض تهديدًا والطلبة لا يأبهون به. الرد على التهديد بالطرد من الجامعة، طلاب يتركون الدراسة ويعودون إلى مدنهم، طلاب يغادرون قاعة المحاضرات، الغضب يكبر والرفض ينمو ويتصاعد، الطلبة يخترقون حواجز الخوف ويتقدمون، ويتقدمون ويكون يوم بدء الانتفاضة الخميس المصادف 12/4/1984)، في هذا اليوم أشعل طلاب جامعة صلاح الدين في أربيل فتيل الإنتفاضة الطلابية والجماهيرية بإعلانهم الإضراب الشامل احتجاجًا على أساليب النظام الإرهابية في تجنيد الطلبة واقتلاعهم من مقاعد الدراسة وسوقهم إلى مجزرة الحرب المدمرة بين العراق وإيران.
وفي مدينة السليمانية بدأت الانتفاضة في يوم 12 نيسان 1984. حيث قامت الجماهير بتحطيم تماثيل الطاغية صدام الموجودة في السليمانية وأنزلت صوره وداستها بالأقدام وأقامت المتاريس في الشوارع، وأحرقت إطارات السيارات ونشرتها في الطرق لمنع تقدم قوات السلطة، وقد تصدت الجماهير لرصاص النظام الفاشي وعلى إثرها استشهد عدد من أبناء الشعب وجرح حوالي 70 مواطنًا. وأعلنت جماهير السليمانية الثائرة غضبها واستنكارها لإرهاب السلطة، حيث قامت السلطة بإنزال الدبابات والمدرعات كما طافت قواتها الخاصة ومرتزقة أمنها واستخباراتها الشوارع وتركزت في مفارق الطرق الرئيسية.
وتجددت التظاهرات في أربيل يوم 14/أيار فقد شهدت المدينة مسيرة طلابية حاشدة في مركز المدينة وتوجهت إلى جامعة صلاح الدين، وقد أغلقت المحلات والدكاكين وانضمت إليها قطاعات جماهيرية أخرى ورفعت شعارات مناهضة للسلطة ولحربة وقمعه. وتضامنت مع هذه الإنتفاضة مدن أخرى هي دهوك وكركوك مع طلبة وجماهير السليمانية، وكذلك طلبة جامعة الموصل الذي بدأ في يوم 2 أيار 1984، وكذلك إضراب معهد التكنلوجيا في كركوك وثانويتي عبد الملك بن مروان والثورة تضامنًا مع المدن الأخرى، وقد قام مرتزقة السلطة من أفراد الأمن والاستخبارات يتفريق الطلبة واعتقال أكثر من مئة منهم، كما قتلت اربعة طلاب من المعتقلين تحت التعذيب، وعلى إثرها انطلقت مسيرات يسودها الحزن وأجواء الغضب على هؤلاء الطلاب، وقد وزعت السلطة وجلاوزتها من مسلحي أوك (الإتحاد الوطني الكردستاني) في المناطق الحساسة خوفًا من تطور الأحداث.
بدورها دعمت إذاعة صوت الشعب العراقي الانتفاضه بتوجيهها مجموعة نداءات إلى الجماهير والطلبة الثائرين تحت عناوبن مختلفة (ليكن الإضراب شرارة تشعل الانتفاضة الشعبية)، و(اطلقوا الغضب الشعبي عارما)، و(تحية الكفاح المفعم بالإصرار)، و(اقتحموا ميدان النضال فالشعب يناديكم)، و(وجهوا البنادق لصدر النظام المجرم)، و(لا للحرب لا لفاشية .. المجد للشهداء)، و(وحدوا صفوفكم وخوضوا المعركة المجيدة). هذه الشعارات التي جاءت بأوقات مختلفة وطيلة أيام الإنتفاضة داعية الجماهير إلى التقدم نحو حسم الخوف وعدم التردد، متضامنة مع الأنصار والبيشمه مركة التي تدعم مطالبيهم. وكذلك نقلت الإذاعة بيانات اتحاد الطلبة العام واتحاد الشبية الديمقراطي العراقي.
انتفاضة ربيع 1987
أما انتفاضة الربيع (نيسان، أيار) في عام 1987. وعلى ضوء تهديد النظام الدكتاتوري الشوفيني بحرق القرى الكردستانية، أي سياسة الارض المحروقة وتهجير سكان المنطقة وهي المناطق القريبة من مقرات الأحزاب والقوى الوطنية المتمثلة باحزاب الجبهة الكردستانية.
كانت ممارسات النظام تعتمد استعمال سياسة حصار القرى والنواحي والمدن الكردستانية بأفواج من قواته وجحوشه والموالين له، إضافة إلى نقل بعضهم إلى مناطق أخرى بعيدة عن مدنهم وكردستان.
وأزاء تدهور الأوضاع والحصار الظالم الذي أثر على جماهير واسعة من الشعب الكردي، فقد بادرت الجماهير الفلاحية وبمساندة الأنصار والبيشمه مركة والفصائل المقدامة بمقاومة بطولية جريئة، وتوسع نطاق التصدي إلى جميع أراضي كردستان تقريبًا، وتصاعدت شراراة لهيب المعركة وتكدبت السلطة متمثلة بأزلامها خسائر كبيرة. وتصاعدت أيضًا عمليات المقاومة البطولية من قوات المعارضة العراقية في قرداغ ومطار بامرني وكرميان وفي حلبجة حتى مدن شهرزور، وأعلنت مدن أخرى تضامنها مع هذه المدن مثل قلعة دزه ودربندخان وكويسنجق وشقلاوة وغيرها من المدن والنواحي وقصباتها.
إنطلاق أيام ربيع كردستان بدأ من حلبجة الشهيدة إلى سيد صادق وسيروان وخورمال وعربت وشهرزور، إلى قلعة دزه ورانية وجوار قرنه وسنكسر، كان اللهيب يندلع متحديًا الطغمة الفاشية وإجراءاتها الاستفزازية.
(عاشت كردستان ستة أسابيع من النهوض الجماهيري والأعمال الثورية المقدامة، وإذا كان لهيب الإنتفاضة قد خفت مع بداية حزيران إلا أن روحها وجذوتها بقيت تجوب أرض كردستان الحبيبة وتردد صداها في معارك نوجول ووادي سما قولي – نازنين ودخول مدينة أربيل واقتحام قائممقامية شقلاوة وفوج بامرني ورباياه وعشرات العمليات الإقتحامية الأخرى )7.
لقد استخدمت الجماهير مختلف الأساليب في نضالها ومنها توزيع المنشورات والبوسترات ووضع اليافطات في أماكن مهمة وبث الأغاني الثورية، وانتقل العمل النضالي إلى الإحتجاج والإضراب والتظاهر، إضافة إلى قتل كل من يعتدي على المواطنين العزل، حيث تواجدت مفارز خاصة تقوم بهذه المهمة التي أراحت الناس والجماهير المجرمين الذين يعتدون على، ومن الإبتزار وفرض الخاوات والاعتراضات على حياتهم في العيش الكريم، هؤلاء هم من دعم النظام وأجهزته القمعية.
ومن الطبيعي أن العمليات الأنصارية كانت تلهب هذه الجماهير، يقابل ذلك ضعف وتردي المعنويات للنظام وأزلامه، إلى درجة أن بعض منتسبي الأفواج الخفيفية أبدت انحيازها إلى جانب الجماهير والبيشمه مركة وقواها الوطنية وذلك في التصدي لاعتداءات السلطة.
لقد دللت الإنتفاضة إلى ادراك الجماهير سياسة السلطة في تفتيت الشعب العراقي وبالذات الشعب الكردي، وإلى أن سياسة النار والحديد عاجزة عن شل إرادة الجماهير الموحدة، ودللت على أن تكون القوى الوطنية في قلب الحدث وبين الجماهير.
(إن شمول إجراءات التهجير لقرى منتسبي الأفواج الخفيفية ومناطق سكن عوائلهم ومحاولات السلطة حل هذه الأفواج وربطها بالقوات النظامية مباشرة لتسهيل مهمة زجها في جبهات القادسية المشؤومة والصدامات العديدة والواسعة التي جرت في وقت سابق داخل أربيل وكركوك وسليمانية بين منتسبي هذه التشكيلات وتشكيلات المخابرات والقوات الخاصة، كانت عوامل إضافية ساعدت على تمرد هؤلاء وانحيازهم إلى صف الجماهير المنتفضة ومسلحيها الشجعان )8.
كان أيار 1987 ربيع كردستان حيث انطلقت المقاومة البطولية لجماهيرها وكان لقوات الأحزاب وطلائعها السياسية دور كبير في تهيج الشارع، (وكان للطلائع السياسية المناضلة في مدن وأرياف المنطقة دور بارز في تنظيم وقيادة انتفاضة جماهير المنطقة، فعبر عمل منظم مشترك لهذه الطلائع جرت التهيئة للانتفاضة وحدد موعد انطلاقها في 12/5/1987 في مدينة حلبجة، وفي الموعد انطلقت الكاسيتات من مكبرات الصوت في الجوامع، حيث قامت فرقة مشتركة من القوى السياسية بوضعها، وهي تذيع النداءات والبييانات والهتافات والاغاني الوطنية، ومن الشعارات: لن نترك الفاشست في بلادنا يعبثون. إضافة إلى مجموعة شعارات أخرى )9.
من جانب آخر فقد تصاعدت النقمة والسخط في صفوف الألوف من الطلبة الذين سيقوا إلى المعسكرات تمهيدًا لزجهم في جبهات القتال.
وفي يوم 12/5 في الموصل تم إبلاغ طلبة جامعة الموصل بالالتحاق بما سمي معسكرات التدريب الصيفي، أي بعد الإمتحانات، وفي يوم 19 أيار هدد الطلبة بالطرد من قاعة الإمتحانات أو الاعتقال والسجن والطرد في حالة عدم تقديم الطلبة التعهدات الخطية بحضورهم إلى المعسكرات، وقد أثار هذا التهديد استياء الطلبة بمن فيهم من الإتحاد الوطني وعندما تصاعد التوتر بين الطلبة والسلطة أجل الموعد إلى وقت آخر.
وفي مدن أربيل – جامعة صلاح الدين حيث حضرت عشرات السيارات لنقل طلبة كلية الهندسة إلى معسكرات خارج المحافظة، وقد رفض عدد كبير من الطلبة الصعود إلى السيارات، بدات الاحتجاجات واستمرت ولم تتوقف أزاء موقف السلطة في زجهم في أتون الحرب.
الفصل التاسع
تهجير القرى
مارست أغلب الحكومات الدكتاتورية سياسة التهجير القسري للشعب الكردي والإبعاد مع كل معارضيها فكرًا أو سياسةً أو اختلافًا قوميًا أو ما سوى ذلك، وهو عمل تعتبره السلطات الحاكمة سياسة تأديب، إضافة إلى إزالة القرى وتهجير سكانها أو إسكان آخرين مكانهم. هذه الإجراءات والتهجير تتنافى مع قانون حقوق الإنسان الصادر في كانون الأول 1948 والذي ينص على (حق كل فرد التمتع بجنسية ما. لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفًا أو إنكار حقه في تغييرها)، أما التهجير الداخلي فيشكل انتهاكًا فاضحًا للمادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص بأن: (لكل فرد حرية التنقل واختيار إقامته داخل حدود كل دولة).
لقد هجرت آلاف القرى الكردستانية كما قامت السلطة بحرق القرى المحاذية لمناطق نشاط القوى الأنصارية والتي تعتقد أن سكان هذه القرى هم الممولون الأساسيون لها، وقد أزالت كل عيون الماه وأغلقتها بالإسمنت وقطعت الأشجار.ويشير تقيم الحركة الانصارية الى الظروف التي مرت على الحركة: (... وهناك من ناحية أخرى عوامل موضوعية منها نجاح السلطة إلى حد معين في عزل الحركة عن الجماهير عبر إجراءات مختلفة مارستها لتحقيق ذلك مثل: سياسة الارض المحروقة، تشكيل الأفواج الخفيفة، قرارات العفو المتكررة، الإجراءات الأمنية، تسليح سكان العديد من القرى وملاحقة عوائل الأنصار )10.
في الوقت نفسه جمعت بعض القرى في مجمعات سكنية محاطة بأسلاك شائكة من أجل السيطرة عليها في محافظة اربيل والسليمانية ودهوك ومن المدن, سميل، قلعة دزه، ميركه سور وغيرها. وقد وضعت تحت مراقبة المعسكرات القريبة وقوات الجيش ورباياها.
وتعتبر هذه القرى هي عيون الأنصار والبيشمه مركة وهي الداعم لهم من خلال مدهم بالمعلومات الخاصة بتحرك القوى العسكرية والأمنية وغيرها. وبهذا الصدد يعكس النصير البراك وضع المنطقة فيقول:(... فمنطقة ده شت كوي – ده شت أربيل التي كنا نتجول فيها في أعوام 1982 و1983 واستقبلتنا قراها الفقيرة المتبقية التي صمدت أمام التهجير وأعيد بناء عدد منها رغم فقر الحال، والتي آوتنا وأطعمتنا ودعمتنا وساعدتنا في المعارك التي دارت وحمت، واعتنت بجرحانا وأطعمتهم مثل قرى (كوب تبة)، (بايز أغا)، (كومه شين) و(نيره جين). لم نجد لها أثرًا في عودتنا إلى المنطقة في أعوام 1986 و1987 سوى بعض الأطلال الدالة عليها، حيث سكن أهاليها الشقوق الجبلية المحيطة بها إلى مسافات غير قصيرة مع أصناف من الزواحف! وقاية من قصف دوريات الطيران الحربي والسمتيات وطائرات البيلاتوس وقنابلها المرعبة الخاصة بمحاربة القوات الغير نظامية ومن القصف المدفعي الصاروخي وقصف الراجمات، وبقي أهاليها يقدمون للبيشمه مركة أشكال الدعم الذي استطاعوا عليه)11 .
كانت خطط النظام وأجهزته القمعية تنصب على كيفية محاربة الأنصار وقوات البيشمه مركة من خلال الإتصال بالأهالي وحثهم على الوقوف مع السلطة وأعوانها، وتحجيم عمل الأنصار وتحاول منعهم من الاحتكاك بالسكان لأنها كانت تتخوف من ذلك، وقد وضعت الخطط على أعلى المستويات في تحجيم دور معارضي النظام، لهذا وضعت حزامًا تهجيريًا أول ومنطقة تهجير أخرى ابتدءًا من الحدود إلى أقرب ناحية، ووضعت لها عيونًا في القرى لغرض تزويدهم بالمعلومات (ومن هذه العيون مختار القرية)، عن قوى المعارضة في الجبل ووضعت السيطرات العسكرية ونقاط التفتيش على طول الطرق المهمة التي تصل إلى مراكز النواحي والأقضية. وأصدرت السلطة الدكتاتورية بقيادة علي حسن المجيد الذي عين حاكمًا مطلقًا في كردستان وعممت مجموعة قرارات أو تعميمات على المنطقة منها: (كل من يعطي أية مادة إلى المخربين يعدم أو يقدم إلى المحاكم الفورية والإعدامات من صلاحية آمر فصيل فما فوق، محو كافة القرى المتعاونة مع المخربين، حجز كافة الأموال المنقولة وغير المنقولة للمخربين، إيجاد حزام أمني في المناطق المحظورة أمنيًا، وكل من يتواجد داخل الحزام الأمني يعدم، أية قرية يطلق منها عيار ناري واحد تباد فورا )12.
وتمثل مظاهر التهجير في (تدمير وحرق معظم القرى والقصبات الحدودية والاستراتيجية، وتلك التي تتميز بالأهمية الإقتصادية. والأمر الآخر هو إقامة أحزمة أمنية حول الإقليم، والمدن الرئيسة. وثالثًا استعمال كافة وسائل القوة والبطش، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل لتحقيق ذلك، (الأسلحة الكيمياوية والغازات السامة)13 .
في وثيقة مؤرخة في 21/8/1982 تقول يحرم التواجد في الشريط الحدودي ويعالج من تواجد فيه بقوة.
ومن أهم الأقضية التي تعرضت للتهجير هي:
(جومان، راوندوز، الزيبار في محافظة أربيل وبلغ عدد القرى 148.
أما في محافظة السليمانية فكانت أقضية حلبجة، شهربازار، دوكان، وبشدر وأصبح عدد القرى المهجرة 517 قرية.
وفي دهوك شمل التهجير أقضية العمادية وزاخو وعدد القرى 207).
وخلال فترة الحرب مع إيران أو مع المعارضة أصبحت المنطقة خالية من السكان حيث تضرر أغلب سكانها مما حمل (الباقون) على الإنتقال إلى مناطق أكثر أمنا. وكان قرار الحاكم العسكري للمنطقة الشمالية رقم 1725 في 21/6/1987 ينص على ما يلي: (قتل الناس وإعدامهم بالجملة ودون محاكمة في المناطق المحرمة، وضربهم بكافة أنواع السلاح لإبادة الحياة في مناطقهم )14.
لقد استعملت الأسلحة الكيمياوية في نيسان 1987 في مناطق وقرى السليمانية منها كاني سبيكه، جناره، ئالان، وقرداغ. وفي أربيل تعرضت بنفس الأسلحة قرى بيلسان، شيخ وسان وهيران. وكذلك قرى دهوك مقر الحزب الشيوعي العراقي في 5 حزيران 1987.
كانت سياسة الحكومة حرمان الأنصار من مصدرهم الأساسي في الحياة، خاصة المفارز التي تدك النظام وأزلامة، ولهذا عندما انتقلت هذه القرى إلى مواقع بعيدة أصبحت أكثر صعوبة من كافة النواحي حياة الأنصار والبيشمه مركة، لأن هذه القرى كانت مصدر الغذاء والماء والمشورة والمعلومة وغير ذلك، ولذلك كان عليهم أن يسيروا ساعات طويلة ليصلوا إلى إحدى القرى القليلة البيوت لتستضيفهم، وبعض هؤلاء فقراء يعتمدون على رعي الأغنام والأبقار أو الماعز ( البزن).
وبهذا الخصوص يشير كتيب سياسة التعريب والتهجير إلى (قيام النظام الفاشي بتدمير 1500 قرية وتجمع سكاني وهي ما أطلق عليها (المناطق الآمنة) وجرى تدمير دور العبادة والمدارس وقطع الأشجار وردم الآبار وبلغ عدد المهجرين 750 نسمة ألف من السكان، نقلوا إلى مجمعات أعدت لهم مسبقًا، وفي حزيران من عام 1987 صدر قرار برقم 28/23650، أخضع بموجبه المناطق (المحرمة) إلى حصار كامل وحضر شامل، وصدر في الشهر نفسه قرار برقم 4008 تضمن قصف أية حركة في تلك المنطقة. كما أصدر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي كتابًا برقم 3340 في 1/10/1987 موجهًا إلى كافة دوائر الأمن، لتنفيذ الأمر المرقم 4350 في 11/9/1987 من خلال: تشكيل لجان أمنية تقوم بجرد عوائل المخربين وترحيلها إلى مناطق تواجد ذويها عدا الذكور منهم في السن 12 إلى 50 سنة فسيتم احتجازهم. واستثنى من هذا الأمر العوائل التي لديها شهداء أو مفقودون أو اسرى أو مقاتلون في أفواج الدفاع الوطني، ففي هذه الحالة يتم ترحيل الأم فقط باتجاه ابنها (المخرب)15 .
الأمر الاخر أن النظام طلب من بعض الأفواج الخفيفة تهديم قراهم، خاصة (السورجيين) المعروفيين بموالاتهم للسلطة في منطقتي حرير وخليفان بمحافظة أربيل وهذه القرى عددها حوالي 45 قرية. في نفس الوقت قامت قوات السلطة بتدمير القرى التابعة لناحية حرير ومن بينها باشوره وسيكان وبايه كيسك.
إمتنع السورجيون عن هدم قراهم التي عاشوا جل حياتهم فيها عن أب وجد، لكن السلطة أجبرتهم على ذلك من خلال تفسيرها، أن هذه القرى هي مأوى للمعارضة من قوات البيشمه مركة والأنصار، وهكذا عملت الحكومة بمساعدة أبناء السورجيين على تهديم قراهم وتم نقلهم إلى أماكن أخرى.
وقد اعتبر النظام بعض القرى والمناطق القريبة من البيشمه مركة أو المناطق التي لا يستطيع النظام وقواته الوصول إليها مناطق حظر إداري لا يسمح الوصول إليها واعتبرها مناطق خطرة حيث تقوم السلطة بالقصف اليومي عليها.
في كثير من الأحيان يقوم الاهالي بالخروج إلى الجبل وخاصة في مناسبة نوروز وأعياد الربيع، وهو تقليد جميل يقوم به الشعب الكردي حيث الدبكات والرقصات وتحضير الطعام ومن هناك كانت تاتي الرسائل الشفهية المتضامنة مع قوات البيشمه مركة والأنصار، وخاصة من الطلبة في الجامعات الذين كانوا يودون معرفة الكثير عن المعارضة وقواها ويتمنون الخلاص من النظام وجلاوزته وعملائه وجحوشه الذي يسيئون إلى هذه الجماهير في الممنوعات ويجبرون الأهالي على دعم النظام والوقوف مع سياسته وخاصة في حروبه المدمرة.
لقد نفذ النظام ومرتزقته من الجحوش سياسة التهجير من خلال ملء استمارة لكل مواطن في القرى والأرياف والنواحي خاصة في منطقة قلعة دزه، واعتقلت العديد من الشخصيات الإجتماعية والمواطنين المعارضين لهذه الاجراءات. وفي تصريح للجبهة الكردستانية صدر في 23 أيار 1989 أشارت الجبهة إلى قوة المعارضة والاحتجاجات التي قامت بها الجماهير ضد تهجيرهم.
في نفس الوقت ونتيجة حصار القرى والنواحي من الجوانب الإقتصادية والتعليمية والصحية والمعيشية، وعزلها بشكل كامل، كانت هجرة الآلاف من سكان هذه القرى والنواحي، فتعمد السلطة إلى رفع الأسعار أو عدم شراء محصولات تلك القرى (كما أسلفنا في موضوع الحصار الإقتصادي)، وحرمان الأكثرية الساحقة من الأطفال والأحداث من حقهم في التعليم، حيث تغلق المدارس بكل مستوياتها، الأمر الذي يفاقم تردي الأوضاع الصحية والإصابة بالأمراض، وخصوصًا الأمراض الجلدية. وقد أدى بعد المراكز الصحية عن قراهم إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الاطفال. هذا إلى جانب العديد من الاجراءات القمعية والتعسفية وذلك من اجل تركيع الجماهير، إضافة إلى تدهور الزراعة والإنتاج وقلة وجود قطع الغيار المناسبة لأدواتهم الزراعية والإنتاجية.
*************
1 باني خيلاني مكراتي ص 348.
2 طريق الشعب عدد 6 سنة 46 أيار 1982.
3ريكاي كوردستان جريدة الحزب الشيوعي العراقي /اقليم كردستان العدد 15 السنة 28 اوئل ايار 1982)
4الزهاوي مقال منشور في ينابيع العراق.
5من يوميات طبيب ص 147.
6طريق الشعب عدد 7 سنة 46 أوائل تموز 1982.
7 الثقافة الجديدة عدد مزدوج 199-200 تموز واب 1988 ص 132
8نفس المصدر السابق
9نهج الانصار عدد 5 اواخر ايار 1987
10 تقييم الحركة الأنصارية عن المؤتمر السادس ص 100).
11 من يوميات طبيب ص 59.
12رسالة العراق العدد 80 تشرين الثاني 1987
13 سياسية التعريب والتهجير ,خليل اسماعيل خليل ص 45
14نفس المصدر السابق ص .45
15نفس المصدر السابق ص 47.