مدارات

من تاريخ الكفاح المسلح لانصار الحزب الشيوعي العراقي 26 / فيصل الفؤادي

الفصل الحادي عشر
محطات داعمة للعمل الأنصاري:
أول محطة والتي تعتبر انطلاقة العمل الأنصاري وكفاح الحزب الشيوعي العراقي هي بيروت عاصمة لبنان، فقد تدرب فيها المئات من الرفاق في دورات عسكرية وتعبوية وسياسية تحت قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة نايف حواتمة التي بذل رفاقها وقادتها الكثير من الجهود من أجل تهيئة الأجواء المناسبة في إيجاد مراكز لتدريب الرفاق في الدامور وناعمة وطرابلس والجنوب اللبناني، واختير قادة أكفاء من ضباط لهم تجربة كبيرة في العمل العسكري وخططه وخبرة في الاستخبارات والألغام والاستطلاع ومسيرات التحمل، ودرس (الطلاب) على مختلف صنوف القتال نظريًا وتم تطبيقها عمليًا في المعسكرات. عادة تكون الدورة التدريبية بين شهر ونصف وشهران ويتخرج الطلبة حيث تقام حفلة خاصة لهم يحضرها كبار المسؤولين من الطرفين.
وبدأت الدورة الأولى الرسمية في الأول من آذار 1979 في الدامور وضمت مجموعة من الرفاق الذين وصلوا من بلغاريا. وتخرجت في 16 أيار 1979، ثم تبعتها دورات عسكرية أخرى لرفاق آخرين كانوا يأتون من بلدان أخرى، واستمرت الدورات حتى الغزو الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982، والذي شارك في مقاومته بعض الرفاق الذين دافعوا ببطولة عن بيروت واستشهد بعضهم، (عبد الكريم جبار كريم (أبو فيروز)، سعيد عبد الكافي حسين (أبو أحمد)، وكريم محمد لازم (رشاد)، وحازم محمد خليل (جمال).
أحد هؤلاء هاجم مدرعة. كان شهداءنا مثالاً للتضحية والبطولة. (دماء الشيوعيين العراقيين تمتزج مع الدم الفلسطيني واللبناني في بيروت وأرض لبنان الدامية. الشيوعيون العراقيون وفاء لواجبهم الوطني والقومي والأممي دونوا مأثرة نضالية في بيروت وجنوب لبنان مع أشقائهم الثوريين الفلسطينين واللبنانين والعرب في معركة الشرف العربي. لكم التحية يا شهداء حزب فهد وسلام عادل والحيدري, لكم المجد)[1].
كل دورة تنتهي تسافر إلى القامشلي في سوريا، ومن هناك يتحول الرفاق إلى العراق بعد أن يوفر الحزب المستلزمات الضرورية للرفاق من جوازات ووثائق وغيرها. حيث يقوم رفاق منظمة بيروت بشراء الألبسة والأحذية وحتى أجهزة الراديو، ويسلم بعضهم المبالغ لمصاريف الطريق، إضافة إلى البريد الحزبي الخاص.
لقد بذل مرشح اللجنة المركزية فخري كريم زنكة (أبو نبيل) والذي أصبح بكفائته عضو مكتب سياسي جهودًا كبيرة في التعامل مع كافة القادة والمسؤولين في لبنان وسوريا من فلسطنيين وسوريين ولبنانيين وغيرهم، وبالذات مع شخص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ونايف حواتمة وجورج حبش وجورج حاوي وياسر عبد ربه ومحسن إبراهيم وعربي عواد وغيرهم.
وتم الإتفاق على تدريب بعض الرفاق في عام 1979 في معسكرات بدمشق لكنها لم تستمر طويلا.
وبعد الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 أصبحت دمشق هي الإنطلاقة. حيث يتم تجميع الرفاق في أماكن مخصصة، ثم يتم تسفيرهم بدون تدريب حتى يتم إيصالهم إلى مدينة القامشلي، هناك يدخلون دورات بسيطة للتعرف على الأسلحة وتفكيكها.
في اليمن الديمقراطية (الجنوبية)[2] تدرب العديد من الرفاق في دورات تدريبية عسكرية وفنية، ولكن الأهم هو تخرج الضباط بعد أن يدخل الرفاق دورات أكاديمية عسكرية لسنة أو سنتين ليتخرج بعدها الطالب برتبة ملازم أول، وقد تخرجت من دولة اليمن الديمقراطية حوالي 5 دورات بأعداد مختلفة. كانت اليمن الديمقراطية داعمة لنضال الشيوعيين الذين لم يبخلوا في مساعدة شعب اليمن بخبرتهم العلمية والطبية والصحفية والثقافية والفنية وحتى الزراعية.
لقد قطع صدام حسين أية مساعدة لهذه الجمهورية، وردا على ذلك صرح الرئيس اليمني علي ناصر محمد، نحن لن نهتم لقطع هذه المساعدة لأنه بالنسبة لنا هذا هو موقف مبدئي من أشقائنا الشيوعيين العراقيين، رغم أن الإتحاد السوفيتي قد عوض عن هذه المساعدة.
تحيط بكردستان ثلاث دول مهمة (إيران وتركيا وسوريا) وهذه الدول لها موقف من القضية الكردية بشكل عام، أما ما شذ فهي سوريا التي دعمت المعارضة العراقية بكل فصائلها وذلك لخلافاتها مع النظام الدكتاتوري في العراق، فقوات الأنصار المتواجدة محاصرة، إضافة إلى مساعي النظام الدكتاتوري في إجهاض القوى العراقية وضربها ومن خلال المساعي العديدة من القصف اليومي وإرسال العملاء وتجنيدهم وهجوم الجحوش وكمائنهم. فقد توصلت الحكومة التركية والعراقية إلى اتفاقية أمنية تسمح للقوات العسكرية (البرية والجوية) من الطرفين بالدخول أراضي الدولتين لمسافة 17 كم والهدف هو توجهه الضربات إلى قوات الپيشمه مرگة والأنصار. ومن جانب آخر وبعد سقوط الشاه نشبت معارك في المناطق الحدودية العراقية الإيرانية، ولكن بعد الإستقرار النسبي في النظام الجديد عادت سيطرة قوات الجيش الإيراني على مناطق الحدود.
محطة طهران
يقول (أحمد باني خيلاني) في مذكراته (أوائل 1979 فكرت قيادة الحزب بفتح مكتب حزبي في طهران لاستقبال الرفاق الذين يأتون من الخارج أو الذين يتوجهون إلى الخارج, وقع الإختيار على الرفيق عادل حبه الذي وصل إلى طهران حاملاً هوية منظمة التحرير الفسلطينية وبأسم مستعار، ليكون حلقة الإتصال بيننا وبين قيادة الحزب وكذلك لخلق نوع من الإرتباط مع بعض قادة الثورة الإيرانية أمثال آيه الله طالقاني ومنتظري وابنه محمد المنتظري وداريوش فروهر وزير الدولة آنذاك، وكذلك العلاقة مع حزب توده الإيراني لوجود علاقة متينه بينه وبينهم، لأن الرفيق عادل حبه، عندما حاول الذهاب إلى الخارج عن طريق طهران بعد الإنقلاب الفاشي سنة 1963 أعتقل في طهران وسجن سبع سنوات، وكان له موقفًا صلبًا وقاوم كل أنواع التعذيب)[3].
كان وجود هذه المحطة مهمة جدا , حيث وجود الاعداد الكبيرة من العراقيين المبعدين واكثرهم من (الاكراد الفيلية )في طهران والمدن الاخرى, والتي تحولت فيما بعد الى منظمة يحسب لها, ودورها المهم بين الجالية والمهجرين العراقيين.
ويشير الرفيق أبو سرباز إلى أهمية وجود حبه لمعرفته اللغة وخفايا النظام الجديد :(كان لوجود الرفيق عادل حبه في طهران خدمة جيدة لحزبنا سواء بالنسبة مع الشخصيات الإيرانية أو مع رفاق توده أو مع ممثلي الأحزاب الكردية العراقية في طهران ونتيجة نشاطه وحيويته، اشتبهت به الإطلاعات الإيرانية واعتقلته وتعرفوا عليه كونه عادل حبه المسجون في سجن الشاه. وبقي عدة أشهر في السجن إلى أن تدخلت وزارة الخارجية السورية وسفارة منظمة التحرير الفلسطينية فسافر إلى سوريا ومنع من الدخول إلى إيران)[4].
كما تم تأسيس مكتب في مهاباد القريبة من الحدود الإيرانية العراقية ولكن لم يستمر طويلاً حيث نقل إلى المقر الرئيسي في حزيران 1979 إلى ناوزنك. وقد خدمت منظمة الحزب الرفاق من المرضى والجرحى والتسفير من وإلى إيران وتوصيلهم إلى كردستان.
كان وضع المجتمع الإيراني صعبًا جدًا. (إن نظام ولاية الفقيه يعيش أزمة إقتصادية سياسية إجتماعية وأخلاقية عميقة منذ سيطرة رجال الدين على السلطة. وإن الطبقة العاملة وبقية الكادحين متذمرون من الأوضاع المعيشية )[5]، إضافة إلى أن النظام الإسلامي أعاد للعمل مسؤولين كبار من جهاز الأمن السابق (السافاك) للجهاز الجديد، وهذا بطبيعة الحال يتطلب منه الحذر، خاصة أن الحزب لايتفق مع النظام الايراني إيديولوجيًا وفكريًا وسياسيًا وهو يعمل في عاصمتها محطة استقبال وتنظيم حزبي وفي الوقت نفسه هو ضد الحرب التي يخوضها طرفي النزاع العراق وايران.
(مع تطور حركة الأنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي في بدايات ثمانينات القرن الماضي، أصبحت منظمتنا في إيران تكتسب أهمية أكبر وتحولت إلى قاعدة خلفية حيوية للحركة وحلقة وصل بين الداخل والخارج، وكان تحركنا في إيران سريًا ويتم بأوراق من الأحزاب الكردية)[6].
لقد عوض الحزب هذه القاعدة برفاق آخرين استمروا بالعمل في استقبال الأنصار وتسفيرهم الى كردستان العراق. حيث بعد فترة وجيزة تم استدعاء الرفيق (كامل كرم- أبو علاء) لقيادة منظمة طهران والتي دعت مجموعة من الرفاق الجيدين ومنهم، (حيدر فيلي، أبو زكي، محمد فيلي، نوري، عادل ميراني، أبو حسين وصباح الدوشمجي (أبو وسام) وغيرهم). وقد اعتقلت السلطات الإيرانية الرفيقين (حيدر فيلي) الذي بقي خمس سنوات في سجونها وتعرض لتعذيب وحشي وصمد صمودًا بطوليًا، أما الرفيق أبو زكي فقد عذب وعلى ضوء هذا التعذيب الجسدي والنفسي دخل المستشفى، وهو المعروف من عائلة شيوعية في بغداد.
كانت قيادة المنظمة بقيادة الرفيق جاسم الحلوائي (ابو شروق )عضو اللجنة المركزية منذ آذار 1981. واضيف اليهم رفاق اخرين الذين ساهموا مساهمة نشيطة في إدامة وصيانة العمل ومنهم (أبو ايار, سيد هاشم، أبو فاطمة، أبو روى، أبو نشوان، هندال، أبو سوزان، أبو حاتم إضافة إلى كامل كرم (ابو علاء) .وقد امتازت هذه المحطة بالسرية الكبيرة حيث كانت لديها واجبات كثيرة ومنها توفير مستلزمات الإعلام والصحافة وتكثير بعض البيانات والبلاغات المهمة وتوفير الأدوية وإرسال المرضى إلى المستشفيات ومساعدة الأنصار للذهاب إلى أفغانستان، وهذا يستدعي تحمل الرفاق في هذه المحطة الصبر والسرية ودقة المواعيد وغير ذلك، لأن التفتيش في كل مكان، وكذلك توفير البيوت للأنصار أما إذا كان الضيوف من الرفيقات فيحتاج توفير عائلة عراقية للسكن معها، ولكن أغلب الأنصار الذين يأتون إلى إيران يحملون اجازة دخول (رخصة) من الحزب الديمقراطي الكردستاني أو الحزب الاشتراكي الكردستاني، وقد عمل الكثير من الأنصار على تامين طريق البريد من كردستان إلى طهران ومنهم (نوري وسيد باقي)، وبقيت منظمة طهران حتى بعد انسحاب الأنصار من كردستان والرجوع إليها بعد عام 1991 حتى سنة 1998 حيث تحول أغلب الرفاق العاملين إلى الخارج أو اختفى أو كان يعمل بشكل سري. لقد شكلت المحطة مجموعة من الرفاق خاصين بالبريد الحزبي، وهذا يحتاج بطبيعة الحال رفاقًا ذوي إمكانيات جيدة في الاختفاء والعمل السري ...الخ .
بعد معركة بشتاشان بين الاتحاد الوطني واحزاب جود, وصلت إلى السفارة السورية في طهران إذعة للحزب وعندما ذهب رفيقنا أبو علاء (كامل كرم) إلى السفارة السورية وقابل السفير (رياض ابراهيم)، رفض السفير اعطائه الإذاعة وبحسب قول السفير، هذه صناديق كبيرة ومن الصعوبة إيصالها او حملها، وفي اليوم الثاني ذهب رفيقنا بعد أن أعطاه السفير موعدًا، حيث كان قد حضر الموظفين الدبلوماسين وأمامهم طلب من رفيقنا كتابة رسالة على الشكل التالي: (إني أبو علاء، كامل كرم بقواي العقلية أتحمل مسؤولية إخراج الإذاعة وأنا اتحمل كل التبعات عن ذلك. ويقول ابو علاء في اليوم الثاني أخذتها إلى الكراج ثم اوصلناها إلى كردستان، وعندما أعلمت السفير بوصلوها إلى كردستان، قال أنا أعرف لا يستطيع القيام بهذه العملية إلا الشيوعيون)[7].
كانت للمنظمة علاقات جيدة مع حزب تودة (الحزب الشيوعي الإيراني)، حيث أنها ساعدتهم من قبل في ترحيل العشرات منهم إلى كردستان العراق وكانوا بضيافة الحزب.
أما محطة القامشلي :
فهي محطة تواصلت بالعمل رغم العوائق الغير قليلة التي صادفتها من قبل الجهات المسؤولة في سوريا واستمرت في عملها حتى نهاية الكفاح المسلح عام 1989 وخروج الأنصار من كردستان باتجاها. هذه المحطة(المركزية ) قدمت الكثير في توفير مستلزمات العمل الأنصاري من أسلحة ومواد إعلامية مختلفة.
بدا الحزب بالتحضير الى هذه المحطة منذ شهر اب 1979 من خلال بناء العلاقات مع الاحزاب وخاصة مع الحزب الشيوعي السوري والشخصيات والقوى الاخرى , اضافة الى استطلاع المنطقة الحدودية بين العراق وتركيا وسوريا من خلال ارسال الرفاق اليها والتعرف على عناصر بعض الاحزاب التركية الصديقة.
تشكلت قيادة المحطة في البدء في الربع الأول من عام 1980 من الرفاق جلال الدباغ، أبو علي (محمد الشيرواني)، وأبو حسن (عادل أمين)، ثم شكلت لجنة أخرى لمتابعة إرسال مستلزمات الكفاح المسلح، وكانت لها علاقات خاصة مع بعض المسؤولين السوريين في مدينة القامشلي، وبموافقة الحكومة السـوريـــة( جهاز الامن والاستخبارات) حيث كانت تغض النظر أحيانًا على بعض الأسلحة والبريد والأموال للأحزاب العراقية، ولكنها على معرفة لكل ما يجري في هذه المدينة الحدودية حيث تصل التقارير من المرتبطين بأجهزتها المختلفة.
ويشير جلال الدباع على كيفية تأسيس هذه المحطة فيقول:(... وبعد أيام أتصل بي الرفيق کريم أحمد (أبو سليم)، والتقينا بتأريخ 23/6/1979 ثم الرفيق عمر علي الشيخ (أبو فاروق)، کل علی حدة. وقد تحدث الرفيق کريم من جديد حول تکليفي بمهمة حزبية خاصة في القامشلي وتحدث عن إمکانية الحصول علی الأسلحة والمعدات من خلال الأصدقاء وضرورة التفکير بکيفية إيصالها إلی الرفاق في کوردستان، وکلفني ر. كريم بإسم المکتب السياسي للجنة المرکزية لحزبنا الشيوعي العراقي، بالذهاب الی القامشلي لتدبير أمر إيصال السلاح والرفاق إلی داخل الوطن وإيجاد الصلة مع المهربين بمساعدة رفاق الحزب الشيوعي السوري وغيرهم. وعندما أخبرته بأنني کاتب وإعلامي وهذه المهمة بعيدة عن اختصاصي، قال لي إننا نثق في مقدرتك علی النجاح وسبق أن عملت في مجالات حزبية عديدة بنجاح، والحزب يکلفك بهذه المهمة. ثم تحدث لي عن أهمية هذه المهمة کي أبقى هناك وسيكون لنا منظمة حزبية أقودها ومن هناك يكون بمقدورنا الإتصال مع الداخل، وإيصال البريد الحزبي... الخ. وکذلك تحدث معي الرفيق عمر علي الشيخ (أبو فاروق)، في موعد معه بنفس الإتجاه، فوافقت علی تکليفي بهذه المهمة الجديدة. کما التقيت بالرفيقين معا)[8].
ان اهمية الحصول على السلاح ذات قيمة كبيرة في الكفاح ضد هذا النظام وارهابه خاصة وان الكثير من الرفاق الذين صعدوا الى الجبل كانوا لايمتلكون أي قطعة سلاح.
تعتبر هذه المحطة من أهم المحطات شبه العلنية حيث دوائر الأمن السورية لديها علم بهذه المحطة، أما الناس في مدينة القامشلي فلم يكونوا على معرفة بهذه المحطة، إلا أنه وبمرور الأيام والسنوات أصبح لدى الأهالي معرفة بوجود عراقيين يناضلون ضد النظام الدكتاتوري في العراق.
(توجهت إلی القامشلي بعد أيام وفی 19/7/1979، بصحبة الرفيق رمو شيخو الفرحة أبو جنگو، عضو المکتب السياسي للحزب الشيوعي السوري. حيث رکبنا سيارة باص قديمة الی مدينة حلب وهناک أخذنا سيارة باص أخری الی القامشلي. وقد استقبلنا فی گراج السيارات الرفيق أبو وحيد، وهو من کوادر منطقة الجزيرة للحزب الشيوعي السوري. وقد أخذني الی دار شقيقه الرفيق (أبو صخر)، وقد عشت وسط هذه العائلة الکريمة واحدًا وعشرين يومًا، حيث أحاطوني بکرم الضيافة والخدمة الرفاقية والإحترام والتقدير النابع من تقدميتهم ومن حبهم وتقديرهم لحزبنا الشيوعي العراقي حتی استأجرت فيما بعد غرفتين في دار الرفيق حمزة حسو (أبو سلام).
وکنت أول من بدأ العمل في القامشلي في مثل هذه المهمة. ثم التقيت بالرفيق عثمان برو (أبو شهاب)، عضو المکتب السياسی للحزب الشيوعی السوري ومسؤول منطقية الجزيرة والرفيق د.محمد شيخو والرفيق (أبو وليد) وأبو خورشيد وغيرهم من رفاق منطقية الجزيرة)[9].
ويعني من مجمل أحاديثهم وبالذات المسؤولين , أن تأسيس محطة القامشلي بدأت بعد اجتماع اللجنة المركزية في تموز عام 1979، وقرار الحزب في التوجهة إلى منطقة كردستان والشعار الصادر من الاجتماع بأنهاء الدكتاتورية وإقامة البديل الديمقراطي، ولهذا أراد الحزب أن يجد محطة مهمة لنقل الرفاق والسلاح وتكون قريبة من الحدود العراقية، ومدينة القامشلي هي أقرب مدينة من جهة الشمال.وكان ولابد من توفير المستلزمات الضرورية والاجراءية في ايجاد هذه المحطة ويشير هنا الدباغ حول توفير المستلزمات فيذكر:
(... وبدأنا بتوفير مستلزمات عملنا وخاصة شراء سيارة بيک آب حيث إشتری الحزب سيارة من نوع شوفرليت بمساعدة رفاقنا فی الحزب الشيوعی السوري بمبلغ دفعه حزبنا وقدره حوالي 50000 ليرة سورية، وسجلناها باسم الرفيق السوري سعيد ياقة، وسجلت باعتبارها سيارة زراعية وعينا سائقًا لها هو الرفيق السوري أبو خالد. وأخذ الاخير السيارة إلی دمشق بصحبة رفيق آخر، بناء علی طلب ر.أبو سليم مني، ومن دمشق عبروها الی لبنان بمساعدة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حيث صنع داخل السيارة مخبأ ممتاز، يسع لثلاثين قطعة کلاشنيکوف مع عتادها الأول. وبعد أيام رجعا الی القامشلي وفي موعد فی أحد شوارع المدينة سلموني السيارة مع رسالة صغيرة ملفوفة بدقة، وقد شکرتهم وأخذت السيارة إلی مکان مناسب ثم أطلعت علی محتوی الرسالة، ثم دبرنا تفريغ الشحنة المرسلة في مکان مناسب خارج القامشلي لحين إرسالها الی کوردستان. وهکذا کنا نستلم الوجبات العديدة من الأسلحة والعتاد.
وقد استلمنا في هذه الوجبات الأولية وبصورة تدريجية 12 طنًا من الأسلحة المختلفة بصورة سرية، وکانت تتکون من بنادق الکلاشنکوف ورشاشات من نوع عفاروف و60 بندقية قناص قديمة مع عدد من مدافع الهاون من عيارات مختلفة وصناديق العتاد وقنابل المدافع. وقد أرسلت إلينا هذه الأسلحة من مصادر المنظمات الفلسطينية المناضلة. وکانت منظمات الجبهة الديموقراطية وفتح والجبهة الشعبية تتعاون مع حزبنا وتساعدنا بصورة جيدة)[10].
ويشير الرفيق كريم أحمد عضو المكتب السياسي للحزب إلى كيفية التعامل مع مشكلة السلاح ونقله وأشار إلى الامورالتالية:
(... في البداية أخذنا نبحث مع الذين لهم معرفة وتجربة حول مسألة نقل السلاح عبر الحدود وخاصة مع الإتحاد الوطني الكودرستاني، ولكن ظهر أن تجربتهم قليلة في نقل السلاح من سوريا إلى كردستان، بحثنا عن مهربي الأسلحة ولكن ذلك كان مكلفًا جدًا، إذ لم يكن بمقدور الحزب التعامل مع المهربين، وبعد أن تباحثنا مع رفاق الحزب الشيوعي السوري من الكورد فقد دلنا الرفيق الراحل رمو شيخو (أبو جنكو) إلى أحد المهربين الذي لديه علاقات مع المخابرات السورية. و قررنا أن نعتمد على أنفسنا وفكرنا في شراء سيارة. والقضية الاخرى هي زيارتي للقرى الحدودية واتصالنا بالرفاق الفلاحين السوريين ومفاتحتهم حول إمكانية نقل السلاح إلى كوردستان فقالوا بأنهم على استعداد لتقديم أية مساعدة داخل سوريا، ولكنهم غير قادرين على القيام بالعملية خارج الحدود. فطلبنا منهم أن يهيئوا لنا مخابئ داخل بيوتهم فوافقوا وعملوا هذه المخابئ وفق مواصفاتهم ولكننا لم نستخدمها مطلقًا بعد أن وافقت الحكومة السورية على نقلها إلى مخازنها في القامشلي، ويؤكد على أن الحاجة كانت تشكيل مجموعة لنقل السلاح على أكتافهم)[11].
هذه المبادرات التي يشير إليها كريم أحمد فتحت المبادرة لتشكيل فرقة الطريق لكي تنقل السلاح في الشهر مرتين وفي كل مرة حوالي 20 قطعة سلاح مع العتاد.
تكونت مسوؤلية منظمة الحزب في القامشلي من الرفاق جلال الدباغ (أبو محمود)، عادل علي أمين (أبو حسن) ومحمد شيرواني (أبو علي)، وهم من رتب أمور المحطة بالتنسيق مع الرفاق في القيادة، وشكلت مجموعة من الرفاق لمهمات أخرى هي جزء من مهمات العمل الأنصاري والتحضير لها، وشكلت مجموعة من الرفاق الذين يحملون السلاح والأدوية والبريد والاموال إلى قاطع بهدينان وحتى الى بعض القواطع الأخرى.
بعد ان استقرت الامور, ومع زيادة العدد من الرفاق الذين يريدون التوجه الى كردستان حيث حلوا ضيوف في بيوت بعض الرفاق من الحزب الشيوعي السوري , وبعد ذلك تم تاجير البيوت للرفاق للسكن فيها, احيانا يبقى الرفاق شهر او شهرين او اكثر مع ظروف العمل, ثم يتم ارسالهم وفق متطلبات العمل وظروف الطريق والامكانيات المتوفره.
ومن الرفاق الذين عملوا في القامشلي هم: أبو حربي، أبونادية و أم نادية، منال(ام سامر)، خيري القاضي (أبوزکي)، کامران أحمد مساح (درويش)، فارتان شکري مراد (أبو عامل)،صالح عبد الرحمن (ابو جاسم), اما مسؤولي المشجب الذين تناوبوا عليه (ابو سامر وابو هشام وحجي رعد وابو حازم).
دعم الحزب محطة القامشلي بأمكانيات مادية جيدة وقد تم شراء ماکنة خياطة للمحطة عين مسوؤلها الرفيق أبو نادية الذي کان يعمل الحقائب والقابوريات ويخيط الملابس للأنصار ،وكذلك عمل الرفيق ابو سامر على تجهيز السلاح بأنواعه والعتاد وكل المستلزمات الضرورية للعمل الانصاري .لقد عملوا جميع الرفاق بهمة وجهد كبيرين , وكانوا مثال يحترم حيث الجهادية العالية والعمل الدؤوب.
شكلت مجموعة لها مميزاتها في التحمل والقدرة على المسير والجهادية والقتالية، ووضع لهم مكان سكن وتوفير كل مستلزمات العمل الأنصاري التسليحي وهذه المجموعة كانت عملها في البداية يقتصر على الخط التركي، وذلك اعتمادًا على مساعدات أصدقاءنا من الأحزاب التركية الأخرى.وارتبطت هذه المحطة بمجموعة من حزب كوك.
في تركيا لا توجد محطة رسمية بل هناك بعض الأصدقاء من الأحزاب التركية مثل (داده قده وكوك والحزب الاشتراكي التركي)، وهذه الأحزاب كانت لنا معها علاقات جيدة وقدمت لنا المساعدات من خلال نقل السلاح والبريد والأنصار، خاصة في بداية عملنا الأنصاري، وعاش رفاق تلك الأحزاب التركية الصديقة ظروفًا صعبة، حيث بذلوا جهودًا كبيرة في تأمين الطرق ونقل السلاح والمواد التموينية المختلفة وكذلك المواد الطبية وغيرها من احتياجات الأنصار والكفاح المسلح وخاصة في بدايته حيث الحاجة كبيرة لمساعدة هذه الأحزاب.
وقد استشهد اربعة من عناصرهم في كمائن الجيش التركي ومنهم (صوفي)، و كان لركائزهم دورًا مهمًا في تسهيل مهمات الرفاق القادمين من سوريا أو تركيا وكذلك تعاونهم مع مفرزة الطريق .
هناك بعض الاصدقاء اتراك وسوريين ( ئازاد ورمضان وشيرين وبرهان وجهاد وغيرهم) الذين ساعدوا مفرزة الطريق في العبور كأدلاء بين المحطة والقاعدة.وكذلك ساعدوا حتى الاحزاب العراقية والتركية.
كان عمل هذه الاحزاب التركية سريًا حيث يعملون في ظروف غاية في الصعوبة خوفًا من الإجراءات الأمنية القاسية ضد الشعب الكردي وخاصة التنظيمات التي تطالب بحقوقهم.
وكان لابد من التفكير بإيجاد رفاق لإيصال السلاح والرفاق الجدد إلى القواطع في كردستان. وهذه المجموعة كما تعتمد في البداية على الأصدقاء حزب (كوك) لإيصال رفاقنا إلى القاعدة الأولى في بهدينان، وتعليمهم المناطق الخطرة والآمنة وظروف الطريق بكل تفاصيله من عبور الأنهار الهيزل ودجلة والخابور.
يقول أبو حربي احد مسؤلي مجموعة الطريق في ذكرياته (غرفة ينابيع العراق): إتصل بي الرفيق أبو عايد عندما كنت في منطقة الدوسكي وعند لقائه قال لي: نريد أن نجد منطقة قرب الحدود العراقية السورية لنقل السلاح والبريد والأنصار الملتحقين. وقد وافقته وعلى أن نختار مجموعة من ذوي إمكانيات جيدة من حس أمني ومن التحمل والصبر... الخ. بدأ عملنا في (كلي كورتو) بين قريتي بلكا وبنافيه وكان رفيقنا أبو عايد قد اتصل بعدة جهات ومنها حزب كوك لهذا الغرض، وقد جابهت مجموعة الطريق عدة مشاكل منها عبور الهيزل ودجلة، والمجموعة الأولى التي كانت تنسق قبل اختيار هذه المجموعة هم (أبو لهيب وأبو جهاد)، ثم أضيف إليهما رفاق آخرين، وأصبح عددها حوالي 24 رفيقًا.
تكونت مفرزة الطريق من رفاق عديدين، ومن الصعوبة حصر هذه الأسماء لأنها كثيرة، إضافة إلى ذلك فأحيانًا تأتي وجبة سلاح كبيرة فيضطر مسؤولو القاطع إلى إرسال مجموعة من الأنصار لغرض جلب السلاح من القامشلي أو من المناطق الحدودية وأحيانًا من منتصف الطريق يتم مساعدة أو استقبال الرفاق القادمين من المناطق الحدودية ومن هذه الاسماء (حجي كامل، أبو حربي، سامي دريشا، أبو بسيم، أبو هدى، دارا، أبو وسن، أبو خولة،ابو حسين, أبو ريتا، جورج، كاوه وأبو كفاح). وتم نقل مئات من الرفاق الأنصار إلى المحطة الأولى بهدينان ومن هناك توزعوا على القواطع والقواعد الأخرى في كردستان، وكانت المعاناة كبيرة جدًا.
وكانت محطة الرفيق النصير أبو حربي تتوسط الطريق الذي ترتاح به المفارز العابره إلى كردستان وقواعد الأنصار. في نهاية 1982 ونتيجة لسيطرة القوات التركية على المناطق الحدودية التركية العراقية، تم فتح شوارع ترابية، ووضع السيطرات والمعسكرات على أغلب الطرق، قررت قيادة القاطع أن تشكل مجموعة من (رفاق الطريق) لنقل السلاح، ولكن عبر المناطق العراقية، مستفيدين من انسحاب أغلب الأفواج والربايا في المنطقة إلى العمق وذهاب بعضها إلى الجبهات وتكونت هذه المجموعة من (أبو هديل المسؤول العسكري، أبو شهاب المسؤول السياسي، أبو عزيز، أبو جهاد، أبو أيمان، علاء ,أبو سحر، أبو العز، أبو افكار، أبو خلود، أبو عليوي، أبو سمكو، أبو فهد، دلبرين ,حازم , أبو الياس، أبو حسنه وجلال يضاف لهم الدليل ابوعدنان السوري). وقد جلبت أول مجموعة مع السلاح في منتصف نيسان 1983، في أثناء انسحابنا تدريجيًا وتدهور الأوضاع على الحدود، وثم الهجوم التركي علي مواقع الحزب في بهدينان (سنتحدث عنه لاحقًا)، وجرح الملازم (باسم) بعد سقوطه من قمة الجبل واستشهاد الرفيق أبو فكرت في هذه المواجهة.
(إمتلك الحزب في مدينة القامشلي مستودعًا للسلاح يحتوي على ما يحصل عليه الحزب من حاجاته من السلاح والعتاد والمواد المتفجرة وبعض الأسلحة الثقيلة وغيرها من الأسلحة التي وصلت إلى الحزب من مساعدات من داعمي حركة شعبنا وقضيته. وكان ذلك يستلزم الكثير من العمل لإدامة هذا السلاح وتصنيفه وعمل اللازم لإدامته، كذلك تهيئة كل ما يطلب من القاطع أو المفارز خصوصًا مفرزة الطريق، وكذلك ما يرسل عن طريق المهربين. وهذه الأحمال يجب أن تهيأ للإرسال وبطرق سرية. وقد حددت منظمة القامشلي فريقًا من الرفاق على مدى الفترة الزمنية التي نشط فيها الأنصار في تلك المناطق. ويذكر الكثير من الرفاق ممن عملوا في هذا المجال في منطقة القامشلي. وكان هذا المستودع يحاط بسرية تامة إلا أمام عدد محدود ممن عملوا في المنطقة)[12].
أقام رفاقنا علاقات جيدة في مدينة القامشلي. وبفضل وجود الحزب الشيوعي السوري وبعض الأصدقاء. وشارك رفاقنا الأنصار في الأحزان والأفراح وحفلات الربيع. وشارك مع بعض الشبيبة لتكون فرق رياضية خاصة بمناطقهم، وساعد الفلاحين في الجانب المعنوي والعيني والمادي وكانوا مثالاً جيدًا في العلاقة، حيث الإلتزام الجيد باحترام أجواء المنطقة وتقاليدها وغير ذلك. كانت مفارز الطريق ترتبط مباشرة بالمسؤول العسكري للقاطع، لغرض تسهيل مهماتها، التي تتطلب دائما السرعة في تلبية المتطلبات والاحتياجات.
ومن الصعوبات التي كانت محطة القامشلي تعانيها , هي كما ذكرت سابقا التشديد من قبل الجيش التركي على الحدود التركية- العراقية وكذلك القوات العراقية ومفارز الجحوش, اضافة الى ان بعض الادلاء قد استشهد مثل ئازاد وهو من داده قده وبعضهم ترك العمل واخرين سجنوا في سجون سوريا. كما ان الحدود بين سوريا والعراق اراضي واسعة لاتوجد فيها قرية تساعد المفارز في المعلومة او التموين او أي شيئ اخر, وكل دخول الى العراق وجب على منظمتنا في القامشلي اعلام الجهات السورية بالعبور لكي لايتم اعاقتهم من قبل الشرطة او الجيش.
في هذه المهمات الصعبة ومخاطرها العديدة ،فقدنا رفاق ابطال ومنهم أبو سمره غرق في الهيزل وسلمان داود جبو وبهاء الاسدي ونمير في كمين للجندرمة الاتراك.،في يوم 25/9/ 1984 خسرت مفرزة الطريق في ليلة واحدة كوكبة من رفاقنا الشجعان ،هم ( أبو هديل ، أبو سحر ، ناهل ، د. أبو ظفر ، أبو ايمان ، أبو جهاد ) اثر كمين محكم تعرضت له على ضفاف نهر دجلة ، كانت لدى السلطات معلومات عن مفرزة من الشيوعيين ، الاخبارية من العملاء في المنطقة او بعض القوى التي لاترتاح لحزبنا وتطور قــواه الذاتية .وخسرنا في كمين للسلطة النصير حسن جميل بامرني وتم نقله الى القامشلي ليدفن هناك وفي معركة اخرى استشهد النصير دلبرين .
نتيجة لهذا الحدث الكبير ، توقف العمل فيما بعد بشكل كبير ، حيث تم الاعتماد على الاخل وتم شراء مختلف الأسلحة من الوسطاء الذين يجلبونه من الجيش العراقي او من الجحوش ، إضافة إلى سيطرتنا على بعض الأسلحة من الربايا والأفواج ومن خلال الكمائن التي تقوم بها مفارزنا .
ثم قرر المكتب العسكري في نهاية 1986 ان تتحول مسؤولية الطريق الى رفاق اخرين تكونت من ابو دنيا وابو ميسون, لكنها لم تستطع العمل بسبب الظروف الصعبة التي مرت على المجموعة ثم هجوم قوات النظام على المنطقة و انسحاب القوات الانصارية والبيشمه مركة الى الحدود ودخول بلدان الجوار وانتهاء الكفاح المسلح.
كانت لدينا محطة سرية صغيرة في سنجار ينقل لها بعض الاسلحة والبريد الخاص, وتسريب بعض الرفاق عند الضرورة , وهي قريبة الى الحدود السورية, وعملوا فيها مجموعة من الانصار بعدد محدود.
أما على صعيد نقل السلاح بين القواطع فشكلت مفارز عديدة لهذا الغرض ومن المفارز شبه الثابتة التي تنقل السلاح والبريد من قاطع بهدينان إلى لولان وهم الأنصار ( أبو رائد وأبو مكسيم وأبو هادي وأبو صطيف وأبو عباس وغيرهم ) وقد مرو بمشاكل عديدة حيث استمرت هذه المفرزة حوالي ثلاث إلى اربع سنوات بين شتاء قارص وكمائن الجندرمة الاتراك ومخاطر زيادة المياة في الانهر في وقت ذوبان الثلوج في الربيع وبداية الصيف . وقبلها كانت مفارز بين مقر قاطع بهدينان وهيركي ومقر أربيل وشكلت أيضًا مفارز لهذا الغرض ومنهم الأنصار (أبو براء وأبو ادراك وأبو كريم وأبو ريتا وأبو زيدون ومخلص واخرين).وكذلك في السليمانية كان دور ريباز متميز كدليل او في نقل المواد التموينية وبديله فيما بعد نوري جريتوف و نبيل ووسام مشمش وغيرهم.
[1] طريق الشعب عدد 1 سنة 47 اواخر اب 1982
[2] من الرفاق الذين تخرجوا من دورات الضباط ( ماجد, ابو يسار , فاضل ,فائز , كرم,قصي, هشام , ريبوار,جمال , هه شار, رزكار ,سردار ,كارزان , جوهر, احمد شاهين, ريبوار, شيرزاد , رينجر, سعدون, كريم,ماجد المهداوي, رائد ,ابراهيم, شوقي, زيا, نعمان, كيفي, نبيل,كمال, سامي, اسعد ,بروا, ابو حياة, جواد,حسان, حامد, سلام , ساري,و حكمت).
***************''
[3] باني خيلاني مذكراتي ص 282
[4] نفس المصدر السابق
[5] جاسم الحلوائي و الحقيقة كما عشتها ص 208
[6] نفس المصدر السابق ص 207
[7] حديث مع الرفيق كامل كرم (أبو علاء ) 2012
[8] نفس المصدر السابق
[9] نفس المصدر السابق
[10] نفس المصدر السابق.
[11] كريم احمد المسيرة ص 222
[12] مذكرات أبو نادية قامشلي المنشورة في ينابيع العراق 2.