مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978-1989) "27" / فيصل الفؤادي

الفصل الثاني عشر
11- اعلام وادب الحركة الأنصارية
كانت علاقات الحزب الجبهوية مع البعث، قد نالت ترحيبا كثيرا من القوى الوطنية والتقدمية في العالم بما فيها الإتحاد السوفيتي السابق والبلدان الاشتراكية الأخرى، وانعكس هذا ايضا بعلاقات جيدة مع النظام وحزب البعث بالذات وهناك كثير من الامثلة وتطورها لهذه الدول مع العراق بمجموعة من الاتفاقيات والتعاون وغير ذلك، بما فيها العلاقة مع كوبا، ولكن بعد الهجمة الشرسة العلنية التي ابتدأت منذ عام 1978 على الحزب وعلى اعضائه ومناصريه والسيطرة على مكاتب طريق الشعب والثقافة الجديدة ,التي كان يريد حكام البعث انهاء فكر وثقافة الحزب الشيوعي بين شعبنا, ولم تمض اشهر حتى عادت للصدور الثقافة الجديدة وقبلها صحيفة طريق الشعب الجريدة المركزية للحزب ,اذ كتبت, (... كان الحكام الدكتاتوريين يظنون انهم قادرون على اغتيال الصحافة الشيوعية والديمقراطية عندما شنوا هجومهم الغادر على طريق الشعب والفكر الجديد والثقافة الجديدة في نيسان وايار 1979 وصادروا مكاتبها ومطابعها بعد ان لاحقوا المئات من محرريها وشغيلتها وموزعيها وعشرات الالوف من قرائها، وقد خاب ظنهم ...., وهاهي الثقافة الجديدة تعود لقرائها لتواصل الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وسائر الشغيلة وكادحي شعبنا ، وترسيخ الثقافة الوطنية التقدمية والتعبير عن وجدان الشعب العراقي بعربه وكرده واقلياته القومية ونضال حركة التحرر الوطني العربية ونشر راية الفكر الماركيسي اللينيني ، والعدد الجديد من المجلة عدد 116 تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول سنة 1979 ...مرحبا بالثقافة الجديدة مدافعا جريئا عن الحقيقة[1]) ، كما قامت السلطة الدكتاتورية بالسيطرة على ممتلكات وعقارات الحزب .
في هذا الوقت , كان يحتاج من الحزب أن يوفر غطاء كامل للتراجع، ولكن كيف يكون هذا ؟ إذا لم تتخذ قيادته القرار النهائي بالعلاقة مع النظام ، لاسيما وان هذا الحزب (البعث ) لم يكف عن مناوراته في هذا الشأن.
احتاج الحزب ان يؤسس مركزا اعلاميا يدعو فيه خيرة المثقفين والصحفيين لخوض معركة اعلامية مع النظام وتوضيح سياسة الحزب الجديدة إلى الاشقاء والاعداء وغيرهم. وهذه مهمة صعبة إذ يحتاج لها توفير الكادر الاعلامي المتمرس وتهيئة الدعم المادي لها. وقد بذل الحزب جهود كبيرة من اجل البدا بتوضيح سياسة الحزب ازاء الهجمة الشرسة التي قام بها النظام الدكاتوري ضد رفاقه واصدقائه ولهذا اخذت طريق الشعب تصدر في الخارج في بيروت تحديدا وكان أول عددها قد صدر تحت عنوان (في سبيل جبهة وطنية ديمقراطية لانهاء الحكم الدكتاتوري واقامة نظام ديمقراطي في العراق) وهو شعار اجتماع اللجنة المركزية للحزب في تموز عام 1979 في براغ، وفيما بعد صدرت الثقافة الجديدة المجلة الفكرية الثقافية والسياسية للحزب، ومن خلال جهود ممثل الحزب بالخارج الرفيق فخري كريم الذي كان في الوقت نفسه, الناطق الرسمي للحزب برغم تغير اسمه اكثر من مرة خوفا من اعوان النظام الدكتاتوري العراقي، وهذا ماحدث في عام 1982 اثر محأولة اغتيال التي تعرض لها, حيث قام بها ازلام النظام باطلاق عيارات نارية من مسدس قريب وهو في سيارة واقفة ادت إلى جرح بالغ في وجهه والذي نقل على اثرها إلى الإتحاد السوفيتي بطائرة خاصة. كانت مهمة الاعلام أيضًا التأكيد على دور العلاقة مع القوى الأخرى المعادية للنظام وهي القوى القومية (الأحزاب الكردية بأحزابها المختلفة وكذلك العربية).
لقد وجه الحزب المنظمات على مواصلة إصدار الجريدة المركزية طريق الشعب في الداخل( استنساخ الجريدة) إضافة إلى النشريات الدورية والمجلات وتنشيط العمل الإعلامي والسياسي لفضح وتعرية الدكتاتورية الحاكمة.
يمثل الجانب الإعلامي والتعبوي واحدًا من أهم النشاطات والفعاليات الإعلامية لأية حركة عسكرية أو سياسية، وهذا ما انعكس في الاهتمام بالكوادر الإعلامية وبهذا الجانب المهم من خلال إصدار الصحافة، حيث صدرت جريدة إقليم كردستان للحزب الشيوعي العراقي (ريكاي كردستان، صدر العدد الأول في كانون الثاني عام 1980)، أي طريق كردستان باللغة العربية والكردية ووضحت في صدورها أن, (.. ريكاي كردستان ستبقى كما كانت دومًا، أمينة لمثل وتقاليد الصحافة الشيوعية، ومعبرًا عن وجدان شعبنا الكردي وطموحاته القومية العادلة، وستواصل النضال مع شقيقاتها طريق الشعب والثقافة الجديدة من أجل تحقيق أهداف حزبنا وشعبنا وحركتنا الديمقراطية في إنهاء الحكم الدكتاتوري، وإقامة نظام ديمقراطي في العراق يضمن تحقيق الحكم الذاتي الحقيقي لشعبنا الكردي)، كذلك صدرت (نهج الأنصار، ريبازي بيشمه مركة)، صدر العدد الأول في شباط عام1980 باللغتين العربية والكردية، وصدرت جريدة النصير في منطقة بهدينان إضافة إلى الصحافة والأدبيات الأخرى والجريدة المركزية للحزب طريق الشعب.
لقد استطاع الحزب في ربيع 1980 الحصول على آلة طباعة مع رونيو من جماعة حدكا (الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني) الذين يعتبرون أنفسهم محسوبين أو قريبين من حزب تودة. والتي تمت الإستفادة منها بشكل كبير في تكثير الادبيات والنشريات.
في ربيع 1980 وصلت مجموعة من الأنصار إلى بهدينان وقد مرت بمخاطر كبيرة حيث كانوا يحملون معهم أيضًا كنزًا مهما, هي (الإذاعة، صوت الشعب العراقي والتي تبث على موجه قصيرة طولها 41 مترًا في الساعة السابعة مساء ويعاد بث البرنامج في الساعة العاشرة صباحًا)، وقد فرحنا بها أشد الفرح وتم تجهيز مفرزة مقاتلة بقيادة النصير أبو كريم، حملت هذا الجهاز المهم، وبعض الأنصار الذين أتوا مع الإذاعة كانت لديهم معرفة جيدة، كان الرفيق المسؤول عن الإذاعة النصير عادل مخلص، والذي سبق وأن تدرب بضعة اشهر على تشغيل الإذاعة. وكان للرفاق بهاء الدين نوري مسؤولاً للإذاعة، وأحمد رجب وحسن كرمياني كمحررين ومذيعين وقد افتتحت الإذاعة في شهر آذار عام 1981 (صوت العمال والفلاحين والكادحين والجنود والمثقفين، صوت الأنصار والبيشمه مركة البواسل، صوت الجبهة والوطنية الديمقراطية، صوت النضال من أجل إسقاط الحكم الدكتاتوري الفاشي وقيام حكومة وطنية ديمقراطية تنهي الحرب وتحقق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان[2]).
من الأسماء التي عملت في الإذاعة عبد الرزاق الصافي الدكتور كاظم حبيب، مهدي عبد الكريم، مفيد الجزائري، رضا الظاهر، زهير الجزائري، يحيى علوان، أفرا سياب، صديق شاويس، دلزار، وشاخوان كمهندس وخبير لاسلكي وكهربائي، جلال الدباغ، داود أمين، أبو قيس، إستيرا، ريواس أحمد، نسرين، رجاء الزنبوري , وبان سيد باقي و المهندسين أبو وليد وأبو زهير، أبو اراس وابو ليث وكثير من الأنصار المجهولين الذين هيأوا للعمل الإذاعي والإعلامي في مواقع الأنصار في الجوانب الفنية والخدمية والحراسات والمساعدات المختلفة. وكانوا يضعون البرامج اليومية وأهمها إذاعة العمليات العسكرية وأخبار الأنصار المختلفة والتعليقات السياسية والحرب العراقية الإيرانية. ومن البرامج الثابتة الذي كان متابعًا من قبل الكثير من الأنصار، برنامج (أبو محيسن) الذي يقدمه النصير أبو شاكر، وهو يتابع ويعلق على سياسة النظام وتصرفات مسؤولية باللهجة العراقية الجنوبية.
في الوقت نفسه وجه الحزب منظماته إلى الإستماع للإذاعة وتشجيع الجماهير على متابعتها، وكذلك الدعاية للإذاعة وتزويدها بالمعلومات المختلفة عن أوضاع الجماهير الشعبية ووضع الطبقة العاملة ودعوة الكتاب وذوي الامكانيات للمساهمة في تحرير مواد الإذاعة حسب اختصاصهم. وتم التأكيد على استنساخ مواد الإذاعة وتوزيعها حسب الامكانيات المتوفرة، وكذلك إرسال مواد إلى صحافة الحزب طريق الشعب والبريد الإعلامي وغير ذلك.
فقد وجهت قيادة القوة (كانت في البداية تسمى بهذا الاسم)، ثم بدل إلى قاطع، بأن تقوم السرايا وفصائل المقرات بنشاط إعلامي دعائي من خلال تثقيف جماهير القرى بوجهة نظر الحزب التي يناضل فيها ضد النظام الدكتاتوري الذي سلب حقوق المواطنين حيث قدمت الندوات ووزعت النشريات في أغلب المناطق المحررة والمناطق التي يتم السيطرة عليها من قبل الأنصار وقتيًا. كما صدرت صحيفة الأنصار (نهج الأنصار، ريبازي بيشمه مركة) التي كانت تحرر من قبل الأنصار وبمسؤولية المكتب العسكري المركزي للحزب، ثم توقفت بعد عدة أعداد وكانت تنشر أخبار كل العمليات العسكرية وأسماء الشهداء ومواقفهم ودروس من بعض العمليات في سلبياتها وإيجابياتها إضافة إلى معلومات عن الألغام والعمل العسكري وفنونه والانتفاضة المسلحة وتجارب العمل الأنصاري في العالم وكثير من المواد المهمة والتوجيهية، وعاودت النشاط في آذار 1986 مرة أخرى كما ذكرنا آنفًا.
صدرت في قاعدة بهدينان نشرة حائطية لعدد واحد كتب لهذه النشرة مواد شعرية وخاطرة وقصة ومادة سياسية افتتاحية، بعدها تم إصدار مجلة دفترية سميت (النصير الثقافي) وقد اشترك فيها (أبو قمر، عواد ناصر وصباح المندلاوي) وغيرهم، وقد صدر منها خمسة أعداد فقط، حيث تحولت إلى جريدة شهرية سميت (النصير. جريدة أخرى لأنصارنا في كردستان من اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي العراقي في بهدينان صدر العدد الأول منها في أيار عام 1981 وهي جريدة النصير (بيشمه مركة) وتصدرت صفحتها الأولى مقالة بعنوان: تعزيز وتوطيد وحدة فصائل الأنصار مهمة قوى شعبنا الثورية وتضمن العدد الأول من (النصير) مواد عن الأول من أيار وطائفة من أخبار فصائل أنصارنا والبلاغات العسكرية، تحية لجريدتنا الجديدة (بيشمه مركة) وتمنيات بنجاحات دائمة)[3]. عندما توفر الكادر الإعلامي والصحفي المسؤول عنها، والذي تكون من (أنور طه، لطفي حاتم، قاسم الساعدي، إبراهيم إسماعيل، علي الصفار، علي محمد، مصطفى ياسين، جمعه (أبو هشام) وغيرهم. واستمرت هذه الجريدة بالصدور إلى ما بعد المؤتمر الرابع للحزب عام 1985 حيث توقفت بقرار منه لغرض توحيد صحافة القواطع، واستبدلت بصدور الجريدة المركزية للمكتب العسكري (نهج الأنصار) التي استمرت إلى غاية خروج الأنصار من كردستان في نهاية 1988، وكذلك صدرت ثقافة الأنصار وهي المجلة الفصلية لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في أيلول 1985، وصدرت مجلة قضايا السلم والاشتراكية باللغة الكردية (ريكاي ئاشتي وسوسيالزم) في عددها الأول نهاية 1985، وهي المنبر النظري والإعلامي المشترك للاحزاب الشيوعية والعمالية في العالم وتوزع إلى 145 بلدًا، إضافة إلى كراس مناضل الحزب الذي يهتم يالشؤون التنظيمية للحزب وكان المسؤول عنه عبد الحميد بخش (ابو زكي ) والمشرف عضو المكتب السياسي حميد مجيد موسى (ابو داود) , سكرتير الحزب حاليا.
اما نشرة الإعلام التي تصدر من الإعلام المركزي وكذلك الثقافة الجديدة مجلة الحزب التي كانت تصدر شهريًا وهي التي تهتم بالأمور السياسية والفكرية والثقافية والأدبية، إضافة إلى نشرها لبلاغات الحزب والأحزاب الشقيقة الأخرى وجبهة جود والتي تصل إلينا كل شهرين تقريبًا عبر البريد من لبنان كما صدر العدد الأول من كفاح الطلبة وهي الجريدة المركزية لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، في شباط 1982 كانت تاتينا دائمًا نشرة نضال المرأة الدورية التي تصدرها رابطة المرأة العراقية.
في أربيل لعب الرفيق مهند البراك دورًا مهمًا في تجميع الإعلاميين والمهتمين بالثقافة لرفد السرايا بالنشريات والبيانات والمجلات الصادرة من السرايا وإعلام القاطع ويشير إلى ذلك: (قبل عامين من ذلك التاريخ كلف دكتور صاحب يقصد نفسه (مهند البراك- الكاتب)، ضمن مهمته السياسية في هيئة القاطع بتنظيم ما أمكن لتكوين هيئة إعلام، فقام بجرد الإمكانات الموجودة آنذاك في وحدات القاطع بعد أن أرسل من كان لديه كفاءة إلى الإعلام المركزي لحاجته الماسة لهم في ظرف إعادة بنائه. وبعد الحصول على جهاز إذاعة جديد، استطاع صاحب بالتعاون مع مكاتب السرايا المتواجدة قريبًا أن ينظم عددًا من الإمكانيات على صعيد الإعلام الكوردي والعربي، أثمرت فيما بعد فقام عدد من بيشمه مركة القاطع بإعداد نشرة حائطية تناولت مواضيع ثقافية وسياسية متنوعة كانت اثنان منها قد احترقت إثر القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف المقر آنذاك، وأصدروا كما يذكر الدكتور مهند نشرة باسم (الخطوة – هنكاو) وكانت بعشرين صفحة وهي بالغتين العربية والكردية وأغلب المواضيع عن حياة البيشمه مركة والقصة والشعر ورسوم الفنان الشهيد معتصم عبد الكريم وخط الفنان الشهيد مؤيد، وصدر منها 4 نسخ أرسلت إلى الإعلام المركزي وأخرى للقاطع )[4]. وأصدر الفوج الأول التابع لقاطع بهدينان مجموعة من الكراريس لشعراء وكتاب ومنهم مؤلف للشهيد النصير ياسين كراس (قافلة نحو الشمس) يعرض فيها حياة ثلاث من شهداء الحزب وحركتنا الأنصارية في قاطع بهدينان وهم خيري القاضي (أبو زكي) وجبار شهد (ملازم حسان) وعبد الكريم جبر (أبو هديل) متناولاً بلغة شعرية شفافة حياتهم النضالية الحافلة واستشهادهم البطولي. وقد تضمن الكراس مقدمة كتبت من قبل الشهيد والفنان مؤيد مصمم غلاف الكراس بلغة نثرية جميلة).وفي قاطع السليمانية صدرت جريدة (ئالاي بيشمه مركة – راية الانصار )وكانت تطبع 800 نسخة وتوزع في محافظتي السليمانية وكركوك وترسل الى بغداد والمحافظات الاخرى, وموادها بين المقال السياسي وعمليات الانصار . واصدار كراس بعنوان ( قافلة الشهداء – كارواني شهيدان), اضافة الى البوسترات والصور والنشريات الاخرى.
أما المحاضرات الثقافية فكانت متنوعة عن المسرح بصورة عامة ومسرح الطفل، وبمناسبة يوم المسرح العالمي، إذ كانت تقدم ندوات حول هذه الموضوعات إضافة إلى فعاليات أخرى. لقد اشترك في مجمل الفعاليات الثقافية نخبة من المسرحيين والشعراء والصحفيين والباحثيين والموسقيين والفنانين التشكيلين.
لقد توفرت للأنصار مجموعة لا بأس بها من الكتب من الخارج ومن الداخل فيما بعد، وكان الأنصار يقرأون كل شيء وخاصة تجارب الأنصار اليونانيين واليوغسلاف والسوفيت والبلغار بالإضافة إلى الشعر والرواية للكتاب والشعراء العراقيين من الجواهري ومؤسسي الشعر المعاصر نازك الملائكة والسياب والبياتي وبلند الحيدري والذين بعدهم سعدي يوسف ورشدي العامل وروايات فؤاد التكرلي وغائب طعمة فرمان وغيرهم، ومذكرات الابطال السوفيت من قبيل (قصة رجل حقيقي) و(الرجل الاسطورة)، إضافة إلى الأدب الروسي للقرن التاسع عشر المتمثل في (بوشكين وليرمنتف وتولستوي وغوغل وتوركينف ودستيفسكي) وغوركي وروايته المعروفة (الأم). ومن الكتب السياسية والأدبية لكل من لينين وجيفارا وأشعار ناظم حكمت ومحمود درويش وكتاب أمريكا اللاتينية (غابرييل دييغو ماركيز) ورواياته (مئة عام من العزلة وحب في زمن الكوليرا وخريف البطريك)، وقصص (جورج أمادو) والشاعر الاسباني لوركا والشاعر التشيلي بابلو نيرودا وغيرهم. كان الكتاب ينتقل من نصير الى اخر (بالدور).
ومن الكتب السياسية والعسكرية والنظرية مؤلفات لينين وبطولات الشعب الفيتنامي والصيني وكتب (ماوتسي تونغ) حول العمل العسكري والكفاح المسلح والعمل السري وأساليب مكافحة التخريب وأخرى تأريخية إضافة إلى الروايات العالمية الأخرى المختلفة والمجلات التي تهتم بالشعر والقصة والثقافة بصورة عامة والصادرة من رابطة المثقفين والفنانيين العراقيين، وكذلك الكراريس الخاصة بالشهداء والبوستر السياسي، وكان كل نصير مهتمًا بالقراءة يحمل معه كتابًا يقرأه أثناء الإستراحات هذا بالنسبة للمفارز الجوالة، أما المقرات فلها مكتبات خاصة جمعت فيها مختلف الكتب وتكون استعارة من قبل الأنصار. (نقلت أم أحد الأنصار الذين التحقوا بأنصار سرية محمود قادر مكتبة ابنها التي كانت مخبأة في بيتهم إلى السرية حيث كانت تقود بغلاً محملاً بهذه الكتب، هي مكتبة النصير حاجي بختيار. والتي قالت أم حاجي بختيار إنها جلبت الكتب الملفوفه بالنايلون والمطمورة في حديقة الدار منذ سنوات، وبعد أن علمت بموقع ابنها قررت التشاور مع جارتها المسنة، إن أثمن شيء تحمله لابنها في لقائها إياه بعد غيابه عنها لأكثر من ست سنوات قضاها في الدراسة في الخارج والتحاقه بعدها بحركة البيشمه مركة هو كتبه التي قضى اطول أوقاته معها[5])، والتي تبرع بها إلى السرية، وكانت تنقل كثير من الكتب من خلال الفلاحيين الذين يذهبون إلى النواحي والاقضية وكذلك أنواع المجلات الصادرة في المحافظات وكاسيتات الأغاني الكردية والعربية والآشورية، إضافة إلى أن بعض الكتب يتم نقلها من الخارج مع مفارز الطريق أو الذين يلتحقون بالحركة من الخارج.
(... ماذا نترك للذكرى لو غبنا عن حقلك ياوطن الأحزان،
غير قيود الأسرى
ماذا نرقب عند ضفاف الجزر الخضراء بين عيون الظل،
يناديك الوهم
وتغمرك الشمس، وتدعوك الأنواء
في عرس البحر، تغني للموج وللأشرعة البيضاء:
عودي بي للوطن الراقد في الصحراء، يبكي قطرة ماء
للوطن الغائب في الظلماء
خذني يا وطني
وتذكر إسمي بين الأسماء ..)[6]
على صعيد تطوير قابليات الأنصار الثقافية، تم إقرار ساعة قراءة يومية للمقرات وتحدد من الساعة (7- 8) مساءً على أن يهتم الجميع بموضوعة القراءة بدون ضوضاء، وهذه الحالة انتشرت في جميع القواطع عدا المفارز التي لها خصوصيتها وبرامجها في هذا المجال. كما فتحت دورات للغة الكردية واستفاد البعض ممن له هواية معرفة اللغة وهم قلة، ولكن البعض تعلم من خلال لقاءاته مع الأهالي في المفارز الجوالة. إضافة إلى الدورات الصحية والعسكرية والحزبية (تم في بداية أيلول 1980 تخرج الدورة الأولى – دورة الرفيق فهد – للمدرسة الحزبية المركزية، التي افتتحها الحزب مجددًا في الأراضي المحررة وبحماية قوات أنصارنا البواسل. إن المدرسة الحزبية المركزية هي مواصلة لمؤسستنا التدريسية التي أغلقت قسرًا إثر الهجمة الفاشية على الحزب 1978، ولتقاليد حزبنا ومهماته في رفع المستوى النظري الماركسي – اللينيني، والخبرة العلمية لكادر وأعضاء الحزب[7]).
من جانب آخر كانت هناك نشاطات أدبية وفنية (الفوتغرافية والكاريكاترية)، وكذلك من خلال كتابة نشرة حائطية للمقرات خاصة في البدايات، والأمر الآخر أن كل سرية جوالة كانت تقوم بكتابة مجلة دفترية يساهم فيها كل من لديه إمكانية وفي مختلف المجالات (القصة والقصيدة والرسم)، وقد اشتركت أغلب السرايا في هذا النشاط وكان له مردود معنوي وساهم في تطور إمكانيات الكثير من الأنصار الواعدة وطاقات كامنة وتطلق التسمية مع ذكرى تأسيس الحزب أو اسم شهيد أو اسم منطقة. وصدرت المجلات (4 اكتوبر صدرت في نفس التاريخ من عام 1980 وهذا هو تاريخ تأسيس قاعدة بهدينان أي في الذكرى الأولى لتأسيسها)، هناك بعض مجلات صدرت باللغة العربية والكردية وبالألوان ومن هذه المجلات (متين، الأممي، الانتفاضة، بيرموس، الجبل الأبيض، والخابور، الخطوة، الرماة، الدليل، صوت الأنصار، قنديل، المسيرة، الشعاع، الرافد، الإنطلاقة، تكوين 34، فجر النصير، الشظايا، النجمة الحمراء، الشراع، هرور، مجلة مفرزة 47 أصدرتها سرية 47، وصدرت عن اللجنة الثقافية للسرية الثالثة لفوج المؤتمر الوطني الرابع عدد خاص من المجلة الدفترية (المسيرة الأدبية)، التي تضمنت 7 قصص وأربع قصائد بينهما اثنتان مترجمتان عن الجيكية ولقاءات وخواطر، وتوالت بقية السرايا على هذا المنوال.
ويشير النصير لطيف حسن في (الصحافة الدفترية للأنصار الشيوعيين 1980 إلى 1988 في بيلوغرافيا لصحافة فقدناها إلى الأبد إلى أنه ترد في فهارس المواضيع المنشورة في المجلات الدفترية، أسماء كتابها الأنصار فقط (أستشهد العديد منهم) ونتعرف عليهم من خلال كتاباتهم، على إصداراتهم الاجتماعية المتنوعة (طلبة، وخريجو جامعات ودراسات عليا، عمال، كسبة، كادحون، فنانون، أدباء وفلاحون كتبوا للصحافة في هذه الدفاتر لأول مرة) جلهم من الشيوعيين أو القريبين منهم من الديمقراطيين المعادين للنظام الدكتاتوري الفاشي والرافضين لنهجه الدموي، وقد اضطرت لحمل السلاح. هذه النخبة من أفضل الشيوعيين وأصدقائهم دفاعًا عن البقاء والوجود والحرية، واختاروا مرغمين طريق العنف الغاشم الذي كانوا يتعرضون له في حياتهم اليومية في مسعاهم المشروع في مجال رفض الدكتاتورية لتحقيق تطلعاتهم الإنسانية في الديمقراطية والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية، ومثلما هي المحاضرات مختلفة المواد، كانت المجلات تحوي المواضيع السياسية والعسكرية والصحية والقصة والشعر والخاطرة وكلمات متقاطعة ولقاءات وغير ذلك.
وبرز بعض كتاب القصة القصيرة، والشعر الذين كانوا يشتركون في الاحتفالات في المناسبات المختلفة كما قدمت كثير من المحاضرات عن مختلف المواضيع والقضايا في الجانب السياسي والعسكري والأدبي والصحي وعن الاقتصاد والنفط.
كما قدمت مسرحيات عن مواضيع مختلفة وقدمت هذه الفعاليات في احتفالات الحزب وقدم كثير من الفنانين المعروفين المخرجين والمؤلفين (أبو وجدان، سلام الصكر، أبو عجو، صباح المندلاوي، فاروق صبري، رياض محمد (أبو صبا)، علي رسول، أنوار البياتي، فلاح مهدي، يوسف، أبو يحيى، حيدر أبو حيدر، أبو طالب، يوسف أبو الفوز، منذر أبو الجبن، أبو الصوف، علي رفيق، هادي الخزاعي)، وقد اشترك الكثير من الأنصار الذين اشتركوا لأول مرة في التمثيل والتهيئة وإعداد المكان (المسرح) ...الخ.
وكانت لديهم التهيئة في تأسيس رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الأنصار في عموم كردستان.
ومن أهم المسرحيات التي قدمت خلال وجودنا في كردستان هي:
الميلاد، قدمت في قاطع بهدينان في الأول من آذار 1980.
بمناسبة عيد تاسيس الحزب قراءة مسرحية معدة من قبل النصير أبو وجدان مع شخوصها.
مسرحية (الشهداء يحضرون الإحتفال) قدمت من قبل فصيل بغداد في قاعدة ناوزنك، في يوم ربيعي مشمس جميل كان يوم 31 آذار. كان الإحتفال عصرًا في وادٍ قريب من مقر المكتب العسكري بعد أن عدلت مساحة صغيرة من الأرض الجبلية لتكون مسرح للاحتفال، كان الديكور عبارة عن لوحة كبيرة رسمها الفنان سعيد على بقايا خيمة قديمة وقد استوحاها من أجواء معركة قزلر. ومثل فيها (أبو الصوف، سعيد، ماموستا بختيار، رائد، أيار، فاضل، والنصيرتان لينا وجيان. وقدمت المسرحية استذكارًا لشهداء الحزب وبأسلوب شعري رقيق ومؤثر لسيرة حياة شهداء الحزب ومواقفهم البطولية أمام جلاديهم واستشهادهم بكل شموخ)[8].
مسرحية مشاهد من حياتنا اليومية من إعداد النصير أبو سامر.
مسرحية القرار تأليف برخت.
بطاقة دعوة للشهداءـ تأليف يوسف الصائغ ومن إعداد أبو الصوف.
مسرحية تداعيات في رأس السنة.
(دم الشهيد، مسرحية الحمار الشاهد، كلكامش، مسرحية ضرر التبغ تاليف تشيخوف، ومسرحيات أخرى مثل مخرج فاشل، وحجام البريص تأليف الشاعر مظفر النواب واخراج أبو الصوف ومسرحية قزلر تيمنًا بمعركة قزلر، وقصائد ممسرحة، ومذكرات نصير تأليف القاص منذر، وإخرج أبو داود، ومسرحية الحارس، وجحا والسياسة.
ومسرحية ليلة السكاكين الطويلة، إخراج أبو يحيى، عند الموقد، مسرحية بنادق الأم تاليف بريخت وإخراج هادي الخزاعي. وبمناسبة الأول من أيار قدمت مسرحية (نحن العمال)، إخراج أبو داود، ومسرحية السجين إخراج أبو سامر، الجلاد في ليله مقمره، من تأليف زهير الجزائري، مسرحية درس في الإملاء وهي باللغة الكردية تأليف جوهر مراد وإخراج سركوت، ومسرحية تحت أعواد المشانق إعداد وإخرج نضال عبد الكريم.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي قدمت مسرحيات عديدة منها في غرف التعذيب وامرأة من هذا الزمان تاليف أبو النور.
وقدمت مسرحيات عديدة من أهمها، سمك القرش عن برخت وإخراج لطيف حسن.
وفرقة كاوه الحداد قدمت بمناسبة عيد نوروز، الطاغية، ضجيج الغجر وهي من قصائد الكاتب الروسي الشهير الكسندر بوشكين وإخراج لطيف حسن، كاوة والتنين وهو نص كردي إعداد وإخراج أبو داود (سلام الصكر)، واخرجت مسرحيات من قبل مجموعة انصار هي , البداية والتكوين والمسيره شعر سعدي يوسف، مسرحية إنهم يقتلون الصمت، الحلم، الشهيد، المناضل، القتله، الآغا، سقوط الدكتاتوريه، محاورات بريخته، واخرجت مسرحية شهادات أوليه عن بشتاشان تأليف واخراج الخزاعي، واحد على مية تأليف أبو عجو (عدنان اللبان)، الليالي البيضاء، حرب في متحف البرادو، الغرفة، مغامرات رجل غامر صوب المهجر وهي عن رواية واسيني (الاعرج) إعداد وإخراج حيدر أبو حيدر، مسرحية الحنه، روح البانورا تأليف لوناتشاسكي وإخراج علي رفيق، من هناك إخراج حيدر أبو حيدر.
ومسرحية آلة الموتى في زمن الحرب والفوضى إعداد أبو طالب وإخراج حيدر أبو حيدر، كيف تركت السيف، الدكتاتور إعداد وإخراج أبو الحق، الغرفة، القفص إعداد وإخراج الشهيد روبرت، حكايه المواطن طه، كتاب الغصون من قصائد سعدي يوسف وإخراج أبو الفوز، الدواره وهو أوبريت غنائي إعداد حيدر أبو حيدر وإخراج أبو الفوز، الصهيل والمطر وهي من قصائد لمظفر النواب وبدر شاكر السياب وكامل الركابي وإسماعيل محمد إسماعيل[9]). وكذلك اخرجت مسرحيات بنادق الام جيرار و يوميات نصير وحجام البريص وجدارية فائق حسن وقصة حب وهي من التراث الكردي كلها اعداد واخراج سلام الصكر.
قدم انصار قاطع سليمانية مسرحية (واحد على مية) من اخراج عدنان اللبان (ابو عجو) حيث تقول ـ
هذا معملنا قطار ..... ومشاي بينه المسار ... احنه اولاد الشغيلة ... بالعمل تجمعنا غيرة ... لازم انكمل المشوار ... وبالقطار بالقطار بالقطـــــــار
أغلب المسرحيات اشترك فيها أنصار هواة. هذه المسرحيات قدمت في أكثر المواقع الأنصارية والتي كان بعض جمهور من القرى ومن الأحزاب المتواجدة هناك. حيث تحولت غرف النوم وسطوح المقرات إلى قاعات للعرض والبروفات في الهواء الطلق.
وقدم الأنصار أغانٍ مختلفة، بعضها حور من أغانٍ أخرى وبعضها تم تأليفه، وكان لبعض الفنانين دور مهما في هذا الجانب ومنهم (كوكب حمزه، أبو شمس، حمودي شربه، أبو الصوف، إضافة إلى مساهمة العديد من الأنصار ذوي المواهب الغنائية والفنية)، وقدم الفنانون التشكيليون الكثير من المعارض إضافة إلى مساهماتهم في الإخراج للمجلات وصحافة الحزب ومنهم (معتصم عبد الكريم،ابو عراق , أبو علي النجار، أبو بسام، أبو فائز، أبو الحق، أبو فاتن، أبو غصون، أبو بسيم، هزار، مؤيد، ،مهند، أبو هناء وغيرهم).
وقدم مجموعة من السينمائين أفلامًا، منها دخول الأنصار إلى الوطن، وأخر عن تدريب الأنصار، وفلم عن الهجوم على أحد الربايا وعن مشاركة النصيرات ونشاطهن.
في الجانب السياسي كانت تقام الندوات للقياديين في الحزب إبتداء من سكرتير الحزب والمكتب السياسي إلى أعضاء اللجنة المركزية ورفاق آخرين لهم قدرة على التحليل السياسي والاستعراضي وعلى تقارير اللجنة المركزية والأوضاع السياسية المختلفة ومتغيرات الوضع السياسي العالمي والعربي والإقليمي، وأهم التوجهات القادمة وموضوعات عن استشهاد قادة الحزب فهد وسلام عادل وجمال الحيدري والعبلي. في الجانب العسكري هناك محاضرات عسكرية عن وضع الأنصار وكيفية قتال قوات الجيش المنظم ومواجهة الطيران وعن تجارب فيتنام وكوبا والأنصار السوفيت واليونانين واليوغسلاف والبوليساريو وحرب المدن وكيفية معرفة الألغام والدروع والعمل العسكري بشكل عام.
لقد نظمت حياة الأنصار بعد الإستقرار الوقتي على تنظيم العمل والنشاطات المختلفة السياسية والثقافية والاجتماعية، كما نظمت الدوارات الحزبية من خلال المدارس الحزبية. وتم التثقيف بكيفية العلاقة مع الجماهير الفلاحية والحاجة إلى احترام عاداتها وتقاليدها وعدم الدخول في قضايا هي ليست ضرورية، هذه الجماهير لها لغة خاصة بالتعامل. ولا ننسى أن اللغة التي يتكلم بها الأنصار في بعض المناطق هي اللغة العربية ويشير عضو اللجنة المركزية رحيم عجينة إلى التركيب القومي للحزب في كردستان، فالاكراد يشكلون في قاطع السليمانية وكركــوك 75% وأربيل 64 % وبهدينان 47%. أما في مقر المكتب السياسي فالأغلبية يتكلمون اللغة العربية.
تكونت لدى الأنصار ثقافة عامة جيدة وتزايدت الاختصاصات الفنية والقدرة القتالية، ومن خلال الدورات المختلفة الآنفة الذكر و تطورت القابليات العسكرية والسياسية. كان تكتيك الحزب يقوم على تهيئة هؤلاء الأنصار ليصبحوا قادة وكوادر عسكرية وسياسية وبالفعل هذا ما جرى، حيث استلم الكثير منهم قيادة الفصائل والسرايا وحتى الأفواج.
لقد استفاد الكثير من الأنصار من خلال تواجدهم بالقرب من الأنصار الشعراء والأدباء الذي كان لهم دور في انتعاش الندوات والمحاضرات في الشعر والقصة وتأريخ الادب وغيرها. رغم أن الأنصار بشكل عام كانت قراءاتهم واهتماماتهم كبيرة وفي عدة اتجاهات خاصة في الشعر، وكانت الكتب المتوفرة لدينا وفي أغلب القواطع لشعراء عراقيين مثل مظفر النواب وسعدي يوسف والجواهري ونازك الملائكة وعزيز السماوي وكاظم اسماعيل الكاطع وأبو سرحان وغير عراقيين الشاعر التركي ناظم حكمت والشاعر الاسباني لوركا والشاعر التشيلي بابلو نيرودا وغيرهم.
ردد الأنصار شعر الثورة وشعر الكفاح والنضال، فكانت أشعار مظفر النواب على الألسن، ومنها قصيدة عشاير سعود التي كتبت 1961، حيث كانت الدولة مدنية لأنها قتلت سعود.
(هذوله احنه سرجنه الدم عله اصهيل الشكر .. يسعود
خلينه زهر النجوم من جدح الحوافر سود
تتجادح عيون الخيل، وعيون الزلم بارود
وياخذنا الرسن للشمس .. من زود الفرح .. ونزود
يسعود احنه عيب انهاب .. يا بيرغ الشرجية
هاذي يشامغ الثوار .. تبرج نار حربية
إضافة إلى الاهتمام بالشعر كان الأنصار يساهمون في المناسبات (عيد الحزب و8 آذار، 1 ايار عيد العمال العالمي، 14 تموز، ثورة اكتوبر العظمى وراس السنة). وقد اشترك عدد من الفنانين والمهتمين بالغناء في تشكيل فرقة فنية مع وقت المناسبات في جميع القواطع، إضافة إلى بعض الأنصار الذين يحورون بعض الأغاني الجميلة والتي تاخذ طابع أغاني الهيوه البصرية، والتعليقات المتنوعة والكثيرة.
وكان من الشعراء الذين لهم دور مهم أثناء تواجدهم في كردستان هم (إسماعيل محمد إسماعيل وكامل الركابي).
ومن اجمل قصائد الشاعر الركابي التي قيلت بحق الشيوعيين,والقصيدة مهداة الى الشهيد الشيوعي نايف عبد الواحد (ابو نادية ):
شيوعيون[10]
كل نبضة ابگلبهم ورد, للناس ورياحين..
شيوعيين.. خطوتهم نهر يروي, عطش ليل الصرايف والبساتين..
شيوعيين.. كل شمعة ابسهرهم,فرح للثورة الضوت بعيونهم,
طيبين.. اصفى امن الليالي الكمره,من مادي النبع,من هدوة التلحين..
شيوعيين.. ملح الگاع, كل نسمه ابفجرهم, خبز للفقره وشمس يفرش ضواها ابيوت المحبين..شيوعيين.."نايفهم"يحط دمه اعله جفه, وبالملح سهر اجروحه ومايذل..ومايلين..
..........
ياعمال.. بجفوف الفرح ..ياهيهـ بجفون العراقيين..
ها هاذه حزبكم تضوي اصابيعه,مفاتيح الشمس,والثورة.. ها هسة تدك بيبان الولايات, وتفيض اباغاني اشفاف حلوات, وتعطر ورد اخدود.
حلوين..ويرد الفرح لعيون المحبين..شيوعيين..شيوعيين كل نبضه ابكلبنه اشموس ورياحين.
غنى ولحن الفنان الملحن كوكب حمزة أغنية (شباب أنصار حلوين) التي لاقت الشهرة على مستوى الأنصار ورددت أغنية (هلاوين ياوي هله بغداد مهره مكذله .. ما لايك لها خيال .. غير النذر روحه لهله... هلاوين)،
(وأغنية هلهل ياتفك) و(كالت لا). وبرز من الفنانين أبو شمس البصري وأغنيته اليمنية (الهاشمي كال هذه مشكلة وحورت إلى الهاشمي كال هذه مفرزة والثانية تعود بسوح القتال .. ويهه الهاشمي كال)، والفنان صفاء (أبو الصوف) الذي يملك الكثير من التعليقات والأغاني المحببة والمثيرة أحيانًا والتي انتشرت بين الأنصار بسرعة رغم أن بعضها قد نسي.
(راجع كتابنا مذكرات نصير - السياسة والثقافة والفن)
في الإستراحات (إستراحة المقاتل) في المقرات أو في المفارز تفضل لعبة الشطرنج التي مارسها الأنصار منذ تأسيس قواعد الأنصار، ولعبة المحبيس في رمضان والمناقشات العامة والاغاني العامة وغيرها من الأنشطة المختلفة من صيد الأسماك في الأنهر أو صيد الحيوانات البرية.
[1] طريق الشعب العدد 6 السنة 44 ا واسط ك2 1980
[2] الثقاقة الجديدة عدد 170 سنة 1986
[3] طريق الشعب العدد 9 السنة 45 اواخر حزيران 1981
[4] من يوميات طبيب ص 187.
[5] من يوميات طبيب ص 67.
[6] من قصيدة هواجس للشاعر رشدي العامل 1985.
[7] مناظل الحزب العدد 1ايلول 1982
[8] من السفر الخالد للشيوعيين العراقيين للنصير فارس زهرون المنشورة في ينابيع العراق
[9] علي رفيق الثقافة الجديدة عدد 228 لسنة 1990
[10] الشاعر كامل الركابي , مقطع من قصيدة شيوعيون تموز 1984 ,الثقافة الجديدة عدد 160 كانون الاول 1984