المنبرالحر

سلاحان في الاتجاه المعاكس/ طه رشيد

هناك الكثير من الاسلحة وضعت المواطن العراقي تحت رحمتها، من مفخخات وصواعق ولاصقات وعبوات ناسفة واسلحة اوتوماتيكية تقليدية، وهنا اود ان اتحدث عن سلاحين حصرا المواطن في زاوية ضيقة . سلاحان متشابهان في الاسم والشكل ومختلفان في الفعل والقيمة، احدهما صنع لاسكاته والثاني لانقاذه ..
ويفترص ان تؤدي الاسلحة مهما اختلفت تسمياتها او تقنية استخدامها نفس الغرض الذي صنعت من اجله، وهو الدفاع عن النوع البشري الذي يعيش على كوكبنا وليس على كوكب الآخرة ! ولكننا في العراق لدينا اسلحة تتشابه في الشكل وربما في الاسماء وتتشابه كذلك بطريقة مسكها والية استخدامها، الا انها تسير في الاتجاه المعاكس . فالاول صنع من اجل القتل غيلة، وانهاء حياة انسان ، غالبا ما يكون بريئا، اما الثاني وهو المعاكس له، فقد صنع من اجل كشف الاول، وكشف كل سلاح يدمر الحياة مثل المفخخات واللاصقات والعبوات الناسفة والحارقة وكل ما يشوه الطبيعة ..
فالاول كاتم للأنفاس، غادر، نذل وحقير، يصطاد خيرة الناس من كوادر واطباء واساتذة ومثقفين . وغالبا ما تكون اصابته بالغة، بحيث لا يخطأ هدفه، ولم نسمع يوما بان فلانا تعرض له ونجى منه، وهو سلاح ليس جماهيري بمعنى ليس من السهولة بمكان من الحصول عليه، لكون امتلاكه يفترض شروطا سياسية غير متوفرة عند المواطن العادي !
اما الآخر الذي يفترض ان يكون جماهيريا، بمعنى الخدمة التي يقدمها للجمهور والممثلة بحماية ارواح الناس من الاول وبقية الاسلحة المدمرة والذي نسميه بلغتنا المسدس الكاشف فقد جاءت نتائجه عكسية تماما، فان كان السلاح الاول(الكاتم)، ينهي حياة الناس فسيولوجيا فان الثاني ساهم بقتل الناس " نفسيا" ولا اعتقد ان هناك ضرورة لأشرح لكم كيف ان العزيز( الكاشف ) لم نسمع بانه اكتشف يوما سيارة مفخخة او عبوة ناسفة او مسدس كاتم للصوت. اما كل الذي فعله فهو المساهمة بعرقلة حركة الناس وخلق ازدحامات خانقة وجعلهم ينتظرون ساعات طوال في سيطرات انتشرت مثل الجدري في انحاء المدينة، مما ادى ويؤدي للحصول على نفس نتيجة المسدس الكاتم ولكن هذه المرة بقتلهم نفسيا ومعنويا!
اقول كلمة اخيرة للتذكير: تاجر المسدس الكاشف، وهو بريطاني الجنسية قد حكم عليه في بريطانيا بعشر سنوات سجن، لانه ساهم بتسويق اسلحة كاذبة غير كاشفة.
ونحن ما زلنا نضحك على بعضنا باستخدامه يوميا، فلا تقتلونا كل يوم!