فضاءات

اللاعب الدولي كاظم عبود قدم ولده وثلاثة اشقاء شهداء للوطن

منعم جابر
بمناسبة احتفالات الحزب الشيوعي العراقي بالذكرى الثمانين لتأسيسه وضمن منهجنا في الصفحة الرياضية لجريدة "طريق الشعب" بالتعريف بالرياضيين الابطال من شهداء الوطن والرياضة لمواقفهم الوطنية والانسانية من الشيوعيين والديمقراطيين واليساريين ومن كل الطيف العراقي ومن خلال نشر صور رائعة وناصعة وحقيقية عن رموز الوطن وشهدائه من الرياضيين آملين تعاونكم معنا بالكتابة عن شهدائنا الابرار من عموم مناطق ومدن العراق استذكارا وتقديرا لتضحياتهم الوطنية. ونحن نستذكر شهداء الحزب وابطاله من الرياضيين وجدنا ان الكتابة عن بعض ابطال الرياضة ونجومها من الاحياء هو موقف وطني واخلاقي لانهم قدموا وضحوا وكانوا مثالا للشخصيات الوطنية المناضلة.

عبود كان لاعباً متميزا

تميز الكابتن كاظم عبود بإمكانية فنية عالية بالرغم من نحافة جسمه واستطاع هذا المبدع الكروي ان يشكل ظاهرة هجومية وهدافا من الطراز الاول في جميع الفرق التي مثلها ومنها فرق العاصفة الاهلي والزمالك والملعب ونهضة الشباب حتى انضم الى فريق البريد احد فرق الدرجة الثانية وانتقل الى الدرجة الاولى واخيرا لعب فيه ضمن الدوري الممتاز في موسم 1968- 1969 ويشكل البريد ظاهرة كروية جديدة بسبب شبابية لاعبيه ومستواهم التعليمي والثقافي ولان الفريق ضم نخبة من اللاعبين المعروفين بميولهم التقدمية اليسارية وانتماء كاظم عبود وكاتب هذه السطور الى الحزب الشيوعي خلال اعوام 1968 حتى حل الفريق من قبل سلطات البعث الفاشية عام 1975. تميز عبود بقوة تاثيره ونشاطاته المتميزة في حركة الشبيبة الديمقراطية ولعب دورا ايجابيا في صفوف عموم لاعبي كرة القدم في الفرق الشعبية او الفرق الاتحادية التي تلعب ضمن دوري كرة القدم. وذاعت شهرة كاظم مما دفع ازلام البعث الى تشديد مراقبته ومضايقته لكنه استمر بالعمل السياسي رغم تهديد وتحذير مسؤولي البعث في النادي. إلا ان عبود استقطب الكثير من نجوم الكرة العراقية للمساهمة في الفعاليات والنشاطات الرياضية للحزب.

المشاركة في مهرجان الشبيبة العالمي العاشر في برلين

ولعل الفترة من 1972 لغاية 1974 كانت نموذجية بالتحرك الرياضي هنا شارك فنانونا في مباراة استعراضية امام فريق البريد استعدادا للمشاركة في مهرجان برلين وفي ملعب نادي الزوراء شارك فيها نجوم الفن فاضل رشيد وكوكب حمزة وجعفر حسن وناصر حسن والراحل فاروق فياض وحمود الحارثي "عبوسي" واديب القليجي وحضر المباراة نخبة كبيرة من فناني زمان وانتهت المباراة بالتعادل 2-2 وقام المنلوجست فاضل رشيد بتحكيمها! وقد ساهم نخبة من الرياضيين والفنانين بالمشاركة في المهرجان ومنهم كاظم عبود ولاعب كرة السلة الراحل داود سلمان "داوي".

اربع شهداء لكاظم عبود: ولده وثلاثة اشقاء!

اشتدت مضايقة الكابتن كاظم عبود وتعرض رفاقه للمطاردة والاعتقال اما هو فقد حورب في معشوقته كرة القدم حيث ابعد عن فريق البريد واعيد الى العمل "الوظيفة" وعندما شعر بالخطر اختفى ثم هاجر الى خارج العراق والتحق بفصائل الانصار في كردستان. لكن عائلته ظلت بخطر خاصة وان اشقاءه الاصغر الدكتور عبدالزهرة عبود والضابط البحري محمد عبود كانت لهما ميول دينية فتم القبض عليهما ثم قبض على شقيقة الثالث الرياضي اليساري عادل عبود واخيرا ولده الطالب في الثالث المتوسط جواد كاظم عبود وهو بعمر 15 سنة حيث القي القبض عليهم جميعا واقدم النظام الفاشي على اعدامهم جميعا وبالجملة دون رادع او موقف انساني. وتعرض شقيقه الاكبر جلوب عبود للمضايقة والاستدعاءات اما ابن شقيقه سمير جلوب فقد اعتقل اكثر من مرة واستدعي مرات كثيرة.

وظل الرياضي التقدمي صامدا أبياً

رغم قساوة الايام وشراسة الظروف ظل كاظم عبود على موقفه صامدا ابيا وقارع النظام رغم محاولات الضغط على زوجته الراحلة اميرة او على عائلته وابنائه واشقائه الآخرين. هكذا كان الرياضي المرموق واللاعب الدولي السابق حريصا على سمعته وموقفه وهو يعاني المرض والشيخوخة. فتحية تقدير وحب للقائد كاظم عبود وهو يعيش في منفاه الحزبي والعار للقتلة الفاشيست من الدكتاتوريين وازلامهم.