فضاءات

أُمسية للروائي زهير الجزائري في مدينة ساندياكو

ضيّف التيار الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا، مساء يوم الخميس المصادف 8/8/2013 ، الروائي والاعلامي (زهير الجزائري) في مدينة ساندياكو الامريكية، وعلى قاعة منظمة حقوق الانسان الكردية، ، في امسية حملت عنوانا: ( أنا ومدينتي/ عرض لسيرة جيلين في مدينة النجف والحياة الاجتماعية، من خلال سيرة الكاتب) قدم الامسية القاص حيدر عودة، الذي تحدث عن مشروع كتاب عن مدينة النجف، واصفا اياه ب- المدينة بوصفها بيتاً- مستعرضا مفهوم البيت والمدينة على حد سواء ، وماتمثله من قيم حياتية وفكرية وجمالية نحتفظ فيها على مدى حياتنا. وقد اشار الى تجربة الكتابة على منوال السيرة الذاتية بقوله:" أن استعادة حياة المدينة بشكل من الاشكال : هي محاولة لاستعادة صورة قديمة أليفة لها، يحدث هذا عندما تختفي تلك الصورة من المكان او الوجود، وتبقى صورتها الفوتوغرافية، أو محاولة تصويرها بعين المصور الفوتغرافي. وربما هذا يحدث مع الروائي ( زهير الجزائري) وهو يحاول ان يلتقط لنا صورا عن مدينة شكّلت بعد ذلك صورة البلد الحالي ، عبر تاريخ طويل من المآسي مازال يشكل أيامها وأيام البلد عموما. هذه المحاولة التي أراد لها ان تكون كتابا كاملا يأخذ فيه زهير الكبير (عمريا)، زهيرا الطفل ، في جولة اكتشاف للمدينة والبيت ، لكن هذه الرحلة بالتأكيد لن تنتهي عند هذا الحد ، بل ستتعداها الى إكتشاف للحياة، حياة (زهير الكبير والطفل) في آن، وأيضا لحياة المدينة، بوصفها بيتا. وأضاف أيضا:" مدينة النجف ليس مدينة عابرة، هي مدينة استثنائية بكل المقاييس والنسب. فقد كانت ومازالت تشكل تاريخا دينيا ومدنيا في الوقت ذاته، وهي التي ستشكل (تاريخ الاسى) المعاصر للعراق. ولو استعرضنا الشخصيات التي كان لها الشأن الكبير في تاريخ العراق، بدءً بالجواهري، وأحمد صافي النجفي، الذي كان قد انضم الى حلقات الشيخ المناضل (عبد الكريم الجزائري) ومن تلك الحلقات انطلقت شرارة ثورة العشرين عام 1919 ، ضد الاحتلال الانكليزي. وليست صدفة ان يكون زهير الجزائري هو حفيد الشيخ عبد الكريم الجزائري. بعد ذلك تحدث زهير الجزائري، مشروعه الذي سيكون كتابا عن مدينة النجف كسيرة ذاتية، وبدأ يستعرض مجموعة صور، تمثل مراحل تطور مدينة النجف وخارطتها ومعماريتها، وكل ذلك من خلال سيرته وسيرة عائلته التي كان لها أثر واضح على تاريخ المدينة، فالمناطق الاربع التي تحيط بالصحن الشريف لضريح الامام علي بن ابي طالب، كانت قد تشكلت عبر التاريخ من مجموعة من القبائل، التي نزح بعضها من مناطق الاهوار، كما مع عائلته (الجزائري)، كذلك تطرق الى دور المقاهي واماكن التجمعات العامة التي وسعت من مساحة الاتصال والحوار، وابتعدت عن المواضيع الدينية الى مواضيع الحياة، والثقافة واخبار العالم والسياسة التي بدات بدخول المدينة بشكل قوي، وخاصة على أبناء المراجع الدينية والشخصيات المعروفة والمتنفذة واصحاب المال ايضا. أما على مستوى آخر، فكانت هناك المدارس الدينية، والمساجد والحسينيات التي كانت مكانا للخطب والتحاور في امور دينية وفقهية وغيرها، وكانت أيضا تمثل اتجاهات مختلفة لكل مرجع أو فكر عن الآخر، وكل يحاول كسب جمهوره والتأثير عليه بطريقة او بأخرى. ومن جانب آخر كانت الحركات القومية والشيوعية ، والبعثية وحركات الاصلاح الوطنية، والتي كان جده (عبد الكريم الجزائري) يمثل الاتجاه الاصلاحي في أربعينيات القرن الماضي، وهذه كلها في النهاية شكلت هوية المدينة وتنوع مزاج سكانها . مثلما تطرق ايضا الى دور طقوس عاشوراء والزيارات وكيفية تطورها وتاثيرها الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي على المدينة، كونها تمثل احتكاكا من خاص بالاخر العراقي والعربي والاجنبي . أما الجانب الثقافي والحركات الادبية التي ساهم فيها هو ، فكانت تمثل تمردا من نوع مختلف على مشهد المدينة الديني ، وكان جيل الستينات الادبي في النجف يوصفون بالوجوديين، وقد أثمرت تلك الحركة في إصدار مجلة (الكلمة)، اضافة الى جماعة كركوك الشعرية، ومشهد ثقافي آخر في الناصرية منهم: عبد الرحمن الربيعي وعزيز السيد جاسم وآخرون. وفي الحياة الاجتماعية للمدينة، اشار الى وجود (مقبرة النجف) التي تعد من اكبر المقابر في العالم تقريبا، اضافة الى (مقبرة المسيحيين)، ومدى تأثير تلك المقبرة على مزاج وشخصية الفرد النجفي، اضافة الى انها تمثل موردا من موارد المدينة. وفي نهاية الامسية شارك الجمهور بمجموعة أسئلة وتعقيبات عن محاور أخرى في تاريخ المدينة.