اعمدة طريق الشعب

حرامية الظهر الاحمر! / محمد علي محيي الدين

الفساد المالي في العراق فاق التصورات، فقد قرأت خبرا عن حجم الفساد في العراق كانت قد نشرته جريدتنا «طريق الشعب»، ولم تصدق عيناي الارقام الفلكية التي ذكرت، وقلت لعله خطأ مطبعي، وما افظع الاخطاء المطبعية التي ادت الى كوارث. فراجعت الخبر في وسائل اعلام اخرى وكان مطابقا لما نشر في «طريق الشعب»، ويقول الخبر: النزاهة تطلق سراح مديرة «التجارة العراقي» السابقة بكفالة «وتسترجع « نحو مليوني يورو «من شركة أهلية». وذكرت الهيئة بحسب بيانها «تمت احالة قضية منح المصرف تسهيلات مصرفيَّةٍ بقيمة ستة ملايين يورو إلى الشركة المذكورة إلى قاضي التحقيق المختص».
هذه المبالغ الفلكية منحت لشركة واحدة لا ندري من يمتلكها من «حيتان الفساد»، ويمنحها مصرف لشركة المفروض ان يكون رأسمالها اضعاف هذا المبلغ، وهذه الشركة الاهلية متخصصة في تحضير اللحوم والدواجن. السؤال كيفت منحت التسهيلات وعلى أي أساس تم ذلك؟ فالعراق دولة عضو في الامم المتحدة وبلد نفطي تسلم من صندوق النقد الدولي قرضا قيمته 5 مليارات دولار، ورهن سيادته واقتصاده لهذا الصندوق، وأصبح كاليتيم القاصر الذي يوضع تحت الوصاية، وللوصي ان يتصرف به كيف شاء. فيما لدينا بنك له القدرة على منح شركة مبالغ كهذه بتوقيع بسيط دون ضمان يذكر، لأن شركة كهذه لا اعتقد انها تمتلك ضمانات عقارية او صناعية تغطي هذا المبلغ أو نصفه.
والانكى من ذلك ان النزاهة تطلق سراح من بعثر هذه الاموال واهدرها، فيما نعلم ان النزاهة ذاتها حكمت على موظفين بتهم تافهة وبسيطة بشهور وسنوات، وتساهلت مع «الحيتان الكبار» ربما لانهم مدعومون من جهات عليا لا يمكن للنزاهة مواجهتها.
ضحك سوادي الناطور وقال «تهي بهي هاي مثل سالفة عريف راضي من چنه بمركز تدريب، يگول بالجيش اللي يبوگ ابره واللي يبوگ مدفع نفس الشي لأنه هي كلهه بوگ، بس هسه انگلبت السالفه اللي يبوگ مدفع يتبره، واللي يبوگ أبره يحرگون سلفه سلفاه، ولكم صايره دايره وادم باگت ملايين الدولارات ومحد گللهم عله عينكم حاجب وراحوا لبلاد بره متنعمين بفلوس الفقره، وناس ما باگت ولا نهبت وتريد حگهه ويگلولهم بعثيين ومتآمرين وداعشيين، صدگ لو گلو أولاية بطيخ، بس شنو من بطيخ فاهي وما تاكله الهوايش!».