اعمدة طريق الشعب

ثلاثة أُمناء عاصمة / راصد الطريق

اللامبالاة والصمم هما ليسا حالين بل هما جهازين للرد على شكاوى الناس وتذمراتهم، وما يغمزون به وما يفضحون. وان يكون الوزير او أمين العاصمة او المدير المسؤول أبكم أخرس، فذلك بالنسبة له عذر وحجة وسبيل خلاص. فهو غير معني بالمتكلم او المنادي او المستصرخ. هو أبكم، أخرس، لا يتكلم. يتكلم فقط حين يطلب او حين "يتفاهم". والتفاهمات طبعاً اساس المُلك!
ثلاثة امناء عاصمة: العيساوي الفطحل، وعبعوب واسمه عليه، وامين العاصمة الحالي وعلينا الالتزام بالأدب فهي سيّدة. لكن هذا لا يمنع من ان نقول: لم تفعل شيئاً مهماً. لا كشفت مقاولات فاسدة، ولا كشفت مساطحات وهي سرقة مفضوحة لأراضي الدولة، ولا سألت: ما هذه المبالغ التي يجبونها من المحلات ومن مستخدمي او محتلي الارصفة؟ ولا شهدنا تقدماً في نظافة المدينة، ولا سمعنا بافتتاح حديقة عامة جديدة. ولماذا حديقة جديدة؟ أليس عندنا الزوراء وفي الاعياد يظهر اعلان للعوائل مجاناً؟
هكذا هي الامور. المافيات مستمرة بعملها، والمزيد من المساطحات، ومعروفون الاشخاص- الاشخاص الواجهة ومن يسندهم في الأمانة. نحن غير متأكدين لاننا لم نمسك الحرامي مسك اليد. ولكن نقول ان المساطحة تمرّ على مدير العقار، ومدير التدقيق. ومدير الرصافة او مدير الكرخ بالتأكيد يعرفان، لان اراضي الدولة – المرافق العامة – هي ضمن مناطقهم. فإن كانا لا يعلمان بالعمارات التي تصعد طوابق، شققاً ومحلات، معنى هذا انهما غير صالحين لعملهما. لكننا نعلم انهما يعرفان كل شيء، وبالتفصيل!
ثلاثة امناء عاصمة، ولا تغيير ولا اصلاح ولا إضافة، ولا حتى وعد باننا سنفتح ملفات، وسنحاسب، او سنضرب بيد من حديد ( عفواً سنربت بيد ناعمة، بنعومة وسلاسة، العابثين بأراضي الدولة). علماً ان الازبال ليست قليلة في شوارع المدن، وان المستنقعات ما تزال فيها مياه الشتاء .. سوى انها صارت خضراء "تسر الناظرين"!
يا امين العاصمة: ثلاث قضايا او ثلاث فضائح، نتمنى، نأمل، نرجو، عسى، لعل.. البدء بكشف ما وراءها:
المساطحات،
ايجارات ما يخص الامانة
والمقاولات.
الصمت على السُراق قد يُفَسّر بالرضا او بالمشاركة .. وهذا ما لا نريده!