مدارات

اليونان.. مرشح اليمين الحاكم يفشل مجددا

رشيد غويلب
للمرة الثانية يفشل التحالف اليمني الحاكم في اليونان، في تمرير مرشحه لرئاسة الجمهورية، بانتخابات الرئاسة المبكرة، التي جرت جولتها الأولى من التصويت في السابع عشر من كانون الأول الحالي، وفشل فيها المرشح اليميني الوحيد من الحصول على 200 صوت من مجموع النواب الحضور 299.
ولم ينجح التحالف اليميني حينها، إلا في استمالة 5 نواب الى جانب نواب كتلته البالغ عددهم 155 عضوا. وعملا بالدستور اليوناني النافذ، نظمت جولة التصويت الثاني يوم أول أمس الثلاثاء. وعلى الرغم من حملة شراء الأصوات التي قام بها التحالف الحاكم على كتلة النواب المستقلين، لم يستطع مرشحه هذه المرة أيضا من الحصول على 200 صوت، وحصل على 168 صوتا فقط.
وستجري جولة التصويت الثالثة والأخيرة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، ويتوجب على مرشح التحالف اليميني الحاكم هذه المرة الحصول على 180 صوتا. وفي حالة فشله مجددا، يصبح الذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة خيارا لا بديل له، وهو امر يحاول التحالف الحاكم المكون من حزب الديمقراطية الجديدة اليميني، وحزب باسوك (اشتراكية دولية) تجنبه، لأنه يفتح الابواب واسعة اما امكانية صعود حزب اليسار اليوناني المعارض الى دفة الحكم، اذ سبق للحزب المذكور تجاوز الحزب الحاكم في انتخابات البرلمان الأوربي الاخيرة، التي جرت في الخامس والعشرين من ايار الفائت، واحتل المرتبة الاولى في عموم البلاد، مسجلا بذلك نصرا تاريخيا لقوى اليسار في اليونان.
وتشير جميع استطلاعات الرأي الى فوز حزب اليسار في الانتخابات البرلمانية المبكرة في حال إجرائها، بل يذهب بعضها الى امكانية حصول الحزب على اكثرية تؤهله لتشكيل الحكومة القادمة بمفرده. ولم يسعف التحالف الحاكم لحد الآن اختياره لشخصية سياسية معروفة، هو ستافروس ديماس المفوض الأوروبي السابق، والبالغ من العمر 73 عاما.
وعبر الكسيس تسبراس، رئيس حزب اليسار اليوناني، وزعيم المعارضة البرلمانية، عن فرحه للنتائج التي تمخضت عنها جولتي التصويت، وقال لوسائل إعلامية يونانية: " لقد انهارت استراتيجية الخوف، وقريبا سيقول الشعب كلمته"
ومن جانبه عبر رئيس الوزراء اليوناني انطونيس ساماراس عن تفاؤله بقدرة البرلمان على اختيار رئيس للجمهورية "يجب ان لا تتعرض البلاد الى مغامرة".
"اليسار الاوربي" يرفض الابتزاز
دان بيير لوران رئيس حزب اليسار الأوربي، والسكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، الابتزاز الذي تمارسه المفوضية الأوربية لليونان، مذكرا بأن الاخيرة دولة ذات سيادة، معتبرا ذلك مؤشرا خطرا على مستقبل الديمقراطية في أوربا. ودعا لوران جميع القوى الديمقراطية للاحتجاج ضد هذه الممارسات الاستبدادية، والتضامن مع اليسار اليوناني
ويتمتع فوز حزب اليسار اليوناني في الانتخابات البرلمانية، في حال إجرائها، بأهمية كبرى لدى الحركات الاجتماعية والنقابات، والقوى السياسية في جميع البلدان الأوربية. ويمكن ان يكون الخطوة الاولى باتجاه تغيير أساسي اجتماعي وسياسي في القارة، ومن هنا تأتي أهمية الدفاع عن حق الشعب اليوناني، والشعوب الأوربية الأخرى في اعلان القطيعة مع سياسة التقشف، وتحديد مستقبلها بطريقة ديمقراطية دون تدخل خارجي.
ومن المعروف ان الصحافة اليمينية والتقليدية قد بدأت بشن حملة لإثارة الخوف من احتمال تشكيل حزب اليسار الحكومة اليونانية المرتقبة، وتزامن ذلك مع بداية لحملات سياسية ودبلوماسية للتضامن مع أحزاب التحالف الحاكم في اليونان، يقوم بها الاتحاد الأوربي، وحكومات اليمين في البلدان الأوربية الأكثر تأثيرا، وتركز الحملة على اسطوانة عدم قدرة قوى اليسار على إدارة البلاد، والتعامل مع الأزمة المالية وتداعياتها.