المنبرالحر

أنُسيت حقوق معتقلي وسجناء 1963.. أم ماذا؟ / حميد فرحان المسعودي

ناضل الشيوعيون ضد مختلف نظم الحكم المستبدة التي تعاقبت على حكم البلد منذ بدايات تشكيل الدولة العراقية الى يومنا هذا، فقدموا التضحيات الجسام ايام مقارعة الأنظمة القمعية وعلى مدى عقود طويلة، ووضعوا حياتهم نذرا في سبيل حرية الوطن حتى باتوا أنموذجا يقتدى به لنكران الذات من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن.
عند انهيار نظام الحكم الدكتاتوري بقيادة حزب البعث المقبور، استبشر الشيوعيون خيرا كبقية العراقيين على أمل فتح صفحة جديدة على مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بالاستناد الى اتباع منهج جديد لا يقوم على أنقاض الدكتاتورية الفاسدة، بل من خلال إحداث تغييرات جذرية تأخذ في الحسبان إنصاف الطبقات والشرائح الاجتماعية الكادحة وانصاف متضرري النظام السابق وضحاياه، وعلى اعتبار العرفان بجميل ما قدمه هؤلاء المناضلون من تضحيات وما تعرضوا له من اذى واضطهاد واعتقال وسجن وملاحقات ومطاردات ولأنهم مثلوا حجر الأساس للمقاومة والرافعة الحقيقية للتغيير.
قد لا يخفى على الغالبية العظمى من المواطنين والمعارضين في البلد وخارجه مدى تفنن النظام الدكتاتوري وجلاوزته بأبتكار أقسى درجات البطش والتنكيل وطرق تعذيب لمعارضيه من اجل إلحاق أفدح الخسائر بهم حتى بلغت ذروتها حد مصادرة الحياة.
لكن الغريب وبعد مرور اكثر من عقد من الزمن على التغيير لا تزال بعض القوانين التي شرعت لإنصاف الضحايا تراوح ولم تبرح مكانها، والاغرب من ذلك القوانين التي عدلت كي تشمل الضحايا بجملتهم، ومنها التعديل لإنصاف ضحايا ومعتقلي وسجناء١٩٦٣ الذي لا يزال مجرد حبر على ورق لا حياة فيه، وبالرغم من المحاولات والمراجعات واللقاءات الخاصة بهذه الشريحة التي معاملاتهم مصدقة قضائيا لكنها لغاية يومنا هذا لم تدخل حيّز التنفيذ بفعل تبريرات الجهات التنفيذية التي تتعكز على شماعة التخصيصات المالية.
واعتقد من وجهة نظري ان حل تلك المعوقات ليس بالمستحيل فيما لو توفرت ارادة صادقة وجادة لاتخاذ خطوات وإجراءات مرحلية، وهي منح كل من تم تصديق أسمائهم جزءاً من حقوقهم كالراتب أو منحة شهرية لكي تسهل عليهم مصاعب الحياة وظروف أعمارهم واحتياجاتهم الطبية، لأن أغلبهم كبير السن ويعاني أمراضا مزمنة بسبب سنوات القهر والتعذيب.
المؤلم في موضوع انصاف ضحايا شباط الاسود من المناضلين هو ان جلهم من المسنين ولم يعد بمقدورهم الانتظار اكثر مما مضى، وهم بأمس الحاجة الى إشعارهم بأن الوطن لن ينسى تضحيات أبنائه البررة من المعتقلين والسجناء والمغيبين والشهداء السابقين.