المنبرالحر

في صلب التظاهرات ... لاتركب الموجة / شاكر عبد جابر

عكست التظاهرات منذ انطلاقتها الأولى نهاية تموز الماضي، قدرة الشباب وتنسيقياتهم على التنظيم والإدارة و توفرهم على إمكانيات هائلة في مجال الإعداد والتنسيق. وتجلى ذلك في كل المجالات، توقيت التظاهر، والشعارات المرفوعة، والمطالب، والاهازيج، وحتى الألوان التي تزينت بها الساحات من بغداد الى البصرة، ألوان العلم العراقي، حتى اخذت الوانه بريقاً وهاجا وهي تتدلى على اكتاف البنات والشباب، وحين يلوحون بها.
اهازيج التظاهرات عبرت عن احلام المتظاهرين وإبداعاتهم، ومنها ما كانت ردودا على بعض من حاول ويحاول سرقة جهودهم أو التآمر عليها أو حتى ركوبها، فجاءت الاهزوجة المعبرة ( هذا الشعب وحدة طلع لا تركب الموجة). في البداية كانت ردة فعل على من حاول ركوب الموجة بحضوره لساحة التظاهر، ثم اتسعت الاهزوجة لتشمل كل من ركب ويحاول ان يركب الموجة، عبر الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى الدرجة التي أصبح فيها هذا الركوب للموجة مبعث تندر الشباب، بالقول :إذا كان هؤلاء كلهم ضد الفساد فلماذا نتظاهر اذن؟
أحدهم وقبل الاسبوع السابع للتظاهر بأيام ( ركبها محَدِدَه لا محزوز ولا ملزوز ) وافتى نيابة عن حزبه وكتلته الكونكريتية داعيا الى حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، وهو صادق في دعواه، لأنه هو وكيانه يعرفون تماما أن لا عودة لما قبل 31 تموز، وان الاصلاح سوف يطيح بالقوانين التي مكنتهم من الوصول إلى البرلمان. ولكنهم يحاولون الآن استغلال عدم نفاذ قانون الاحزاب وبقاء المفوضية بنفس تركيبتها غير المستقلة ووجود قانون انتخابات مجحف وسيء، وذلك للعودة للبرلمان بنفس الطريقة السابقة. شعار حل البرلمان رُفع في الاسبوع الاول هنا وهناك، ولكنه اختفى فيما بعد من الساحات كونه لا يشكل مطلبا جماهيريا حقيقيا بل ربما عبر عن ردة فعل على الاحباط عند البعض، لان حل البرلمان يتطلب انتخابات جديدة، وهنا السؤال الكبير، وفق أي قانون، وأية مفوضية ستجري الانتخابات؟ وهل إن حل البرلمان والانتخابات المبكرة يقضيان على الفساد؟.
البرلمان الحالي مشمول بالتظاهرات وعليه تحقيق ما يتعلق به من مطالب، ومن بينها تشريع القوانين المهمة، واعادة بناء الهيئات المستقلة حتى يطمئن الشعب الى أن أي انتخابات جديدة ستكون نزيهة ومعبرة عن ارادته. ومجلس النواب مسؤول قبل ان يغادر، عن تنفيذ حُزم الاصلاحات التي صوت عليها، وعلى غيرها من متطلبات الاصلاح واهمها اصلاح القضاء، ولكي يتحقق ذلك: "لا لركوب الموجة!