فضاءات

طيور دجلة تتألق في الكويت وتبعث برسالة سلام ومحبة

تقرير: محمد الكحط

بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي واللجنة المنظمة لمهرجان الموسيقي الدولي في دورته السابعة عشر، شاركت فرقة طيور دجلة الفنية بقيادة المايسترو علاء مجيد، حيث توجهت من العاصمة السويدية ستوكهولم يوم 17 حزيران، وكان في استقبال الفرقة ممثلون من دائرة الثقافة الكويتية المنظمة للمهرجان والتحقت بها الفرقة الموسيقية من العراق، حيث استمرت الاستعدادات الفنية والبروفات النهائية لفرقة طيور دجلة بعد وصولها إلى دولة الكويت، ومن ثم قدمت الفرقة عرضها الفني على خشبة مسرح متحف الكويت الوطني يوم الجمعة 20/حزيران 2014م، لقد مثلت فرقة طيور دجلة العراق في هذا المهرجان الذي شاركت فيه العديد من الفرق المهمة من دول عديدة، فمن مصر شاركت الفنانة غادة رجب، ومن طاجاكستان قدمت الفرقة الطاجيكية للرقص الفولكلوري عروضها، كما قدمت الفنانة ناي البرغوثي من فلسطين عملا موسيقيا تراثيا لأغاني الطرب العربي بأسلوب جديد، بالإضافة الى مشاركة المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت، وقدمت خلالها فرقة طيور دجلة صورة راقية عن الفن العراقي الأصيل نالت أستحسان الجمهور الذي صفق لها كثيرا، ولترسم لوحة محبة وصداقة بين بلدنا العراق وجارته الكويت.
وبعد عودة الفرقة إلى السويد التقينا بالسيدة بسعاد عيدان مؤسسة الفرقة والمسؤولة عن العلاقات الثقافية والإعلام في الفرقة حاليا، ومع السيدة ميلاد خالد سكرتيرة الفرقة، للتعرف على المشاركة الفنية وتأثيرها على الجمهور الكويتي، خصوصا وأن هنالك الكثير المشترك فنيا بين البلدين الجارين، وكما هو معروف إن الفرقة حصلت على صفة سفيرة النوايا الحسنة من قبل منظمة ((اللاعنف)) السويدية لتميز عطائها الفني وتحل السلام والمحبة بدلا من العنف.

الفرقة التي شاركت تضم 27 عضوة من أصل 40 عضوة من العراقيات الهواة يمثلن كافة ألوان الطيف العراقي من شماله حتى جنوبه، واللواتي أعطين من وقتهن الكثير للحفاظ على التراث الفني العراقي وإحيائه وبالعطاء مع المايسترو علاء مجيد الذي تقدم بالفرقة لتصل إلى هذه المكانة المرموقة التي تتمتع بها اليوم.
في الحفل على خشبة قاعة مسرح متحف الكويت الوطني كانت الأمسية عراقية صدحت فيها حناجر نساء العراق بأغاني التراث العراقي الأصيل، كان الحضور في الانتظار يتقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي م علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، وسفير العراق في الكويت الأستاذ محمد حسين بحر العلوم، والعديد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والفنية، وقدمت فقرات الحفل المذيعة سودابة علي، وكان للفرقة كلمتها التي شكرت فيها دولة الكويت على الدعوة الكريمة في هذا المهرجان المهم. وتوالت الأغاني الجماعية، وكانت أولها أغنية ((سلم بعيونك الحلوة...)) ومن ثم ((تاذيني تاذيني ياولفي ليش تاذيني...))، وبعدها قدمت ليلى نواره أغنية ((أني من يسأل عليه حتى أسأل عليهم...))، بعدها قدمت الفرقة أغنية ((يا هوى)) ثم ((شرد أقدملك هدية ...))، بعدها غنت وفاء العائش ((بهيدة...)) وهي من أغاني الفنانة سيتا هاكوبيان، كما غنت الفرقة ((هذا الحلو كاتلني ياعمه...)) وهي معروفة للجمهور الكويتي الذي صفق لها وغنى مع الفرقة، وقدمت حنان نيسان أغنية ((وين أبن الحلال...))، كما قدمت الفرقة ((كوكتيل من العراق)) وهو عبارة عن بعض الأغاني العراقية الأصيلة منها، يا حلو يا أسمر، ويا عنيد وللناصرية والأفندي. ليلى خلف غنت للناصرية، وقدمت أمل سعيد ((هري ليلي)) بالكردية، وغنت ليلى نواره ((يردلي يردلي...)) وهي أغنية من تراث الموصل.
هذا وقد ساهمت الفنانة وعازفة السنطور هلا بسام وغنت موال ((أخاف أطول فرقتنا)) وأغنية ((نخل السماوة يكول)) التي ألهبت فيها الجمهور.
كان التفاعل والانفعال على أشده من قبل الجمهور مع الفرقة في عرضها، حيث تم تكريمها بدرع المهرجان من قبل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي والأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، ومدير المهرجان سعود المسعود والذي تسلمه المايسترو علاء مجيد، وأهدت الفرقة أيضا هدية لمنظمي المهرجان وهدية للجمهور وهي عبارة عن أغنية ((الما يحب عمره خسارة...)) بمشاركة فرقة الإيقاعات الكويتية.
وكان من المشاركين في المهرجان الخبير الموسيقي د. هيثم شعوبي الذي قال في تصريح له ((إن عضوات فرقة طيور دجلة العراقية غير متخصصات في الموسيقى وإنما جميعهن هاويات للموسيقى والتراث الفني الأصيل.. وهن عراقيات يعشن في السويد، وقد أستطاع الأستاذ علاء مجيد أن يوظفهن بشكل جديد لتقديم التراث العراقي الأصيل يختلف عن الفرق الاحترافية التي قدمت الأغنية العراقية طوال الأربعين أو الخمسين عاما السابقة.)).
لقد ساهم العازفون العراقيون في تقديم الفقرات وقد أجادوا وهم كل من، موكريان أبو بكر عازف الجلو، أحمد سليم على الكونتر باس، مراد نصير عازف ناي، عبد المنعم السامرائي على القانون، نور هاشم على الكمان، حسن علاء مجيد عازف إيقاع، سالار عازف كمان، عدنان نزار على الرق، علي صباح عازف عود، سينان صليوه عازف إيقاع، أحمد عبد الجبار عازف كمان.
لقد قامت كل من القنوات التلفزيونية الكويت والوطن بتغطية الحفل، كما قد أشادت الصحف الكويتية بالحفل الذي أقامته فرقة طيور دجلة، فقد كتب مفرح الشمري في صحيفة الأنباء: ((وسط حضور كثيف من محبي الطرب الأصيل قدمت فرقة «طيور دجلة العراقية» مختاراتها الغنائية في أول مشاركة لها على مسارح الكويت)).
وفي مبادرة جميلة من الشاعر الغنائي زهير الدجيلي الذي دعا الفرقة والسفير العراقي إلى مأدبة غداء على شواطئ الكويت، تكريما لعطائها، وكانت الدعوة محط تقدير عضوات وأعضاء الفرقة.
وأبدت الفرقة شكرها وتقديرها العالي لحفاوة الاستقبال والضيافة الذي قوبلت فيه من قبل الجميع من مسؤولين ومواطنين أيما حلوا خلال الرحلة، التي تعد بحق رسالة محبة وسلام بين الشعبين الشقيقين العراقي والكويتي. علينا التوقف لتثمين دور الفرقة الرائع في نشر التراث العراقي الأصيل في العديد من المحافل العالمية، فهي تنثر عطر المحبة وتنشر رسالة السلام.
تحية عطرة لجميع عضوات فرقة طيور دجلة الرائعات ولكل من ساهم في إنجاح مشوارهن الفني.