فضاءات

في اختتام فعاليات مهرجانهم الثقافي الفني، الأنصار الشيوعيون يؤكدون تضامنهم مع أبناء شعبهم

محمد الكحط –ستوكهولم-تصوير: بسام ناجي/ علي البعاج/ وآخرون

بقلوبٍ مليئة بالتفاؤل والأمل بالمستقبل ودع الأنصار بعضهم البعض، بعد أنتهاء فعاليات المهرجان الثقافي الفني لرابطة الأنصار، في ستوكهولم والتي استمرت ثلاثة أيام للفترة من 1ولغاية 3 آب. بحضور جماهيري كبير ونوعي، فقد توافد الأنصار من العديد من مدن العالم ومن العراق ليساهموا في هذا الملتقى الثقافي الفني وليلتقوا مع بعض ليعيدوا ذكريات الأمس النضالية وليجددوا تواصلهم الذي لم ينقطع أبداً، فعلاقتهم التي تجسدت في نضالهم الصعب ضد الدكتاتورية ليس لها مثيل، وأخيرا ليعلنوا تضامنهم مع أبناء شعبنا في محنتهم التي يواجهونها اليوم.
وهكذا أنتهت لحظات من الحب والوداعة ، بسرعة وكأنها الحلم، أعادت البهجة لقلوب الأنصار ومحبيهم، أعادت الأعتزاز بتأريخهم المجيد وعطائهم الكبير، وفي هذا التقرير المصور يمكن نقل بعض مما تم تقديمه من فعاليات ثقافية فنية.

فخلال الأيام التي سبقت المهرجان بذلت اللجنة المشرفة على المهرجان أقصى الجهود والاتصالات من أجل أن يكون كل شيء معد، لتكون الفعالية بمستوى الطموح، وبالتعاون مع الأنصار في ستوكهولم والمدن الأخرى، فتوزعوا على مختلف المهام التي تتطلبها مستلزمات المهرجان، وبدأت الوفود تتواصل، وكانت لجنة الاستقبال بمستوى المسؤولية.
يوم الأفتتاح الأول من آب، كان في المركز الثقافي العراقي في السويد، وكان يوما مليئا بالمفاجئات ومفعما باللقاءات الحميمية بين الأنصار، الذين تبادلوا العناق والإبتسامات والقهقهات، وأحيانا العتب والاستغراب لما فعلت الأيام بتضاريس الوجوه التي ما زالت تنبض بالحياة والأمل والتفاؤل. فقد غصت قاعات المركز الثقافي العراقي في السويد بالحضور من الأنصار وضيوف المهرجان. كانت لوحات النصير الفنان عماد الطائي تزين جدران القاعة في المركز.

افتتح برنامج اليوم الأول بنشيد "موطني"، ثم الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحركة الأنصارية، ثم رحب مدير الحفل النصير نجم خطاوي بالضيوف الذين كان بضمنهم الوزير المفوض في السفارة العراقية د. حكمت جبو، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين، والرفيق مام صالح والرفيق عبد الرزاق الصافي، وقد أرسل سفير العراق في السويد برقية للمهرجان ووعد بالحضور في اليوم الثالث لعدم تواجده في ستوكهولم، بعد ذلك ألقى النصير سعد شاهين، كلمة رابطة الأنصار فرع ستوكهولم وشمال السويد، ومما جاء في الكلمة، ((أهلا بالأنصار البواسل، أهلا بالمناضلين، أهلا بالوطنيين المخلصين، أهلا بالأوفياء لشعبهم ولوطنهم ولمبادئهم التي آمنوا بها وقدموا الغالي والنفيس من أجلها، أننا فرحون هذا اليوم لأنكم لبيتم الدعوة للحضور واللقاء ليس فقط لاستعادة شيئا من ذكريات ذلك التاريخ المجيد، وتلك الأيام النضالية التي رسمتم فيها صفحات مجيدة من تاريخ شعبنا النضالي السياسي المعاصر، بل لننقل للآخرين عبر ومعاني هذه التجربة، فسيذكركم الجبل بالصمود والتحمل، والسهول والوديان بالأمل والأنهر والشلالات بالوداعة، والناس والشجر بالوفاء والحب، لقد تركت حركة الأنصار إرثاً عظيما ستذكره الأجيال القادمة بالانبهار والفخر، إرثا رُسم بعرق ودماء وعطاء وتضحيات الأنصار المجيدة، تاريخ عظيم سُطّرت فيه أجمل صور العطاء الإنساني. لقد كانت الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي العراقي، نموذجا للوحدة الوطنية العراقية حيث أنها كانت الوحيدة التي جسدت تلاحم جميع مكونات المجتمع العراقي وألوان طيفه الجميلة الزاهية هذه الوحدة الاجتماعية المفقودة اليوم، والتي بدونها لا يمكن بناء عراقا مدنيا ديمقراطيا سليما)). كما اشادت الكلمة بالنصيرة العراقية الشجاعة مشيرة الى ان رغم الظروف المعقدة، ((لم تتوان المرأة العراقية ومن كل الطيف العراقي الجميل من أن يكون لها حضور متميز في هذه الحركة نصيرة في المفارز ومشاركة في كل مجالات ونشاطات الحركة الأنصارية وتتذكر القرى حتى اليوم تلك الأسماء النبيلة للنصيرات اللواتي عملن كطبيبات لمساعدة الفلاحين.
اليوم يعاني جميع أبناء شعبنا من هجمة إرهابية شرسة من قوى متخلفة وبدعم إقليمي ومن أطراف دولية لا تريد لشعبنا ووطنا الخير، وملامح هذه الهجمة وصلت إلى مديات خطيرة بعيدة عن أية قيم إنسانية حيث يشرد آلاف العراقيين الأصلاء المسيحيين والأيزيديين والتركمان والشبك وغيرهم من أراضيهم ومساكنهم دون ذنب وتراق الدماء وتنتهك الأعراض و القيم، هذه الهجمة تتطلب التكاتف والتحشيد وبذل كل الجهود والتضامن مع أبناء شعبنا لصدها والخلاص منها....)).
((ومن ثم قدم مدير المركز الثقافي العراقي في السويد د. أسعد راشد عرضا مسرحيا يتخلله نص أدبي يعكس واقع ومعاناة المواطن العراقي.
وكان للوزير المفوض د. حكمت جبو كلمة حيّا فيها الأنصار ونضالهم العتيد ضد الدكتاتورية، بعدها استمع الحضور إلى قصائد الشعراء الأنصار كامل الركابي، هندرين، وعواد ناصر. وقد حضرت النصيرة المحامية (نداوي) ندى لطيف حاتم، تلك التي كانت طفلة بل فراشة أو زهرة في قاطع بهدينان وقامت بقراءة قصائد الشاعر هندرين بالسويدية وقد حضرت وعائلتها وتم تكريمها بميدالية المهرجان.

وبعد استراحة قصيرة، أدت الفنانة لبنى العاني أغنيات من التراث العراقي الأصيل، بمشاركة الفنانة نادية لويس التي أدت هي الأخرى أغنيات باللغة العربية واللغة الكلدانية.
وفي الختام جرى تكريم الشعراء بباقات ورد وشهادات تقدير والفنانتين بالورود.

اليوم الثاني للمهرجان

بدأ صباحا بمساهمة العديد من الأنصار المشاركين في المهرجان بالوقفة التضامنية أمام البرلمان السويدي، مصرين على ان يعبروا عن تضامنهم مع أبناء شعبنا من العراقيين الأصلاء من المكون المسيحي والشبكي والأيزيدي وغيرهم ممن يتعرضون اليوم إلى محنة قاسية في الموصل وغيرها من مدن العراق وخصوصا ألمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم إلى أعتى موجة إرهابية ومن التهجير والممارسات اللا إنسانية من قبل القوى المدعومة من بعض القوى الإقليمية والدولية الشريرة.
بعدها توجهوا إلى فعاليات اليوم الثاني من المهرجان في ضيافة الجمعية المندائية، وبدأ بأفتتاح معرض كتب وإصدارات الأنصار ومعرض للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية، ومعرض صور عن حياة الأنصار الأحياء منهم والشهداء ومن فقدناهم، حيث طاف الرفيق مام صالح والرفيق أحمد رجب والرفيق عبد الرزاق الصافي في أرجاء المعارض، وكان معرض الفن التشكيلي والفوتوغرافي للفنانين ساطع هاشم، صافيلو، عباس العباس، عماد الطائي، ستار عناد، علي البعاج، وصلاح محمد حافظ، وبعد ألاطلاع على مجمل المعارض، رحب عريف الجلسة بالجميع وأعلن عن وصول العديد من البرقيات لتهنئة المهرجان ومن ثم جاء دور كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد قدمها الرفيق جابر الدهيسي ومما جاء فيها، ((أسمحوا لي باسم رفاقكم في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد أن نرحب بكم وان نتقدم إليكم بأجمل التحيات والتمنيات الرفاقية متمنين لمهرجانكم الثقافي والفني النجاح، وتحقيق أهدافه في التعريف بالعطاء الثقافي والفني للأنصار ونشره، وتعزيز مكانة رابطتكم وتطوير دورها في رفد كفاح شعبنا وقواه الوطنية من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي مزدهر، مستقل وموحد، يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة لكل مواطنيه، كخطوة رئيسية على طريق بناء المجتمع العادل الذي يعيد للبشر آدميتهم. وبودنا ان نعبر عن اعتزازنا الكبير بالجهد المتميز الذي بذلته اللجنة التحضيرية لهذه الفعالية الثقافية ولدور الهيئة الإدارية للرابطة في ستوكهولم وشمال السويد. أيها الأحبة، لقد مثلت حركة الأنصار الشيوعيين، مذ أطلقها حزبنا عام 1979، نبضاً متميزاً في عروق جمهرة من فتية عشقت الوطن وتبؤت المواقع الطليعية في كفاح الشعب. فصارت هذه الحركة، رمزا للتحدي الأعمق والأوعى ضد أدوات القتل والخراب، وعالما للحب والحرية، وحصانة ضد القنوط والعبث، وحكاية ممتعة لن تمّل، عن الصفاء والإيثار والبطولة. ويشكل تواصل سفرها الكفاحي عبر رابطتكم المجاهدة ـ كإحدى منظمات المجتمع المدني ـ نموذجاً أخر للتمييز عبر دفاعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية لشعبنا ووطننا، مؤكدة من جديد بأن القضية العادلة، التي انطلقت الحركة من أجلها منتصرة حتماً. وكما لم يكن ممكناً الخلاص من الفاشية، بدون دماء وتضحيات الآلاف من الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم، لا يمكن بناء عراق ديمقراطي مزدهر بدون مساهمتهم، وفي إطار عملية سياسية حقيقية، بعيدة عن نظام المحاصصة والفساد القائم اليوم.)).
بعدها كان الجميع مع محاضرة سياسية للباحث د. فالح عبد الجبار، بعنوان "العراق.. أمة تبنى أمة تتفتت".ثم تم عرض فيلم (نصيرات) وهو فلم وثائقي سينمائي عن تجربة مشاركة المرأة العراقية في الكفاح المسلح وهو الفيلم الثاني لـ" سنوات الجمر والرماد " 1979-1990 سنوات الكفاح ضد الدكتاتورية الفاشية من إخراج النصير (أبو ليث)) علي رفيق، وكان السيناريو من أعداد النصير (أبو أمل) كريم كطافة، وجرى تكريم الرفاق المخرج أبو ليث والروائي كريم كطافة وأبو نادية والفنان فاروق داود بوسام المهرجان وشهادات تقديرية لجهودهم في إخراج الفلم. وبعد استراحة عاد الجميع للمساهمة في الحفل الفني، حيث قدم الفنان جلال جمال العديد من الأغاني الوطنية ومن ثم قدمت الفنانة لبنى العاني باقة من الأغاني التراثية العراقية، وساهمت معهم الشابة المتألقة سها سليم.

في اليوم الثالث والأخير
أستمرت المعارض الفنية ومعرضا للكتب التي ألفها الأنصار والصور الفوتوغرافية، وكانت الفعاليات أيضا على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، وبعد الترحيب من قبل الشاعر كامل الركابي بالضيوف وبسفير العراق في السويد فتاح بكر حسين، تم قراءة البرقية التي بعثها السفير وجاء فيها، ((أشكركم جزيل الشكر على دعوتكم الكريمة للمشارکة في المهرجان الثقافي الأول لرابطة الأنصار الديمقراطية العراقية. لقد رفعت حركة الأنصار بشرف راية النضال والتصدي للنظام الدكتاتوري السابق الى جنب قوى شعبنا الوطنية الأخرى. وحظي هذا النضال الشريف بدعم قوى الخير في العالم واستطاعت هذه الجهود ان تسقط النظام الدكتاتوري غير مأسوف عليه، وإقامة العراق الفيدرالي الجديد السائر على طريق الديمقراطية. اننا على ثقة أنكم ستكونون في الصفوف الأولى للمناضلين في تنفيذ هذا الهدف النجاح لمهرجانكم الثقافي، وشكرا.)).
وقدمت قراءات شعرية لكل من الشعراء نجم خطاوي، غالب عودة محسن، صبري إيشو، عبد القادر البصري (أبو طالب)، وتم تكريمهم بوسام المهرجان،.وحوارا ثقافيا عن الحركة الأنصارية شارك فيه الروائيان زهير الجزائري، وكريم كطافة، وتم عرض العديد من صور الأنصار طيلة أيام المهرجان.
بعدها كان للجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين كلمة للمهرجان حيث أرتجل النصير أبو خلود كلمة حيا فيها الأنصار وثمن جهود اللجنة المشرفة على المهرجان الثقافي، وعبر عن الفرح لهذا التجمع الجميل، وفي فقرة خاصة تم تكريم الفنان كوكب حمزة بعد تقديم جميل للتعريف بعطائه الفني من قبل الشاعر عواد ناصر، وتم تقليده وسام المهرجان، وكان ضريبة ذلك ان يقدم بعض من أجمل ألحانه للمهرجان بصوته المبحوح المحبب على قلوبنا، ومن ثم جرى تكريم الفنان حمودي شربه الذي أصر ان يغني رغم مرضه، وصدحت حنجرته ليصفق ويغني معه الأنصار وضيوفهم، كما تم تكريم العديد من المساهمين والداعمين للمهرجان بوسام المهرجان منهم، اللجنة التنفيذية حيث تسلم النصير أبو خلود التكريم، وتم تكريم الجمعية المندائية لتعاونهم في أنجاح المهرجان وبمبادرة جميلة أهدى الفنان عباس الدليمي أحدى لوحاته للجمعية المندائية تعبيرا للشكر والتقدير لاستضافتهم المهرجان، وفعالياته في مقرهم وتم تكريم المركز الثقافي العراقي في السويد لتعاونهم ودعمهم لإنجاح المهرجان، ولم يختتم المهرجان إلا بإعلان الأنصار وقوفهم مع شعبهم في محنته، وأصدروا الإعلان التالي، ((إعلان تضامن مع أبناء شعبنا الذين يتعرضون إلى الإرهاب والهجمة البربرية، يعرب الأنصار وضيوفهم المجتمعون في المهرجان الثقافي الفني لرابطة الأنصار في ستوكهولم عن تضامنهم مع جميع أبناء شعبنا الذين يواجهون قوى الشر والإرهاب المتمثل بداعش ومثيلاتها من بقايا النظام البائد، هذه التنظيمات المدعومة من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية التي تتوعد الشر لشعبنا ووطننا بكافة مكوناته، فها نرى ما يتعرض له المكون المسيحي في الموصل من ممارسات إجرامية ومن القتل والتشريد، وبعده المكون الأيزيدي والشبكي وكذلك التركماني والكردي وحتى المكون العربي والمسلم من الذين يرفضون الخنوع لقوى الشر. نحن اليوم أذ نتضامن مع أبناء شعبنا نطالب جميع القوى السياسية العراقية إلى الوحدة والتقارب لوضع برنامج وطني لحكومة وحدة وطنية، تسعى لخلاص شعبنا من الدمار والخراب الذي يمر به، وكذلك نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع الأمني في العراق، ودعم الجهود الرامية لتخليص العراق من الإرهاب والإرهابيين. ان الأنصار الشيوعيين لما عرفوا به من نكران ذات وروح وطنية عالية، فهم اليوم يقفون اليوم بكل طاقاتهم مع شعبهم ووطنهم، ومستعدون لمد يد العون لكل الجهود المخلصة من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب, تجمع الأنصار في المهرجان الثقافي لرابطة الأنصار في ستوكهولم)).

وفي ختام الفعالية كان اللقاء مع الحفل الفني حيث بادرت النصيرة أم هيفاء بتقديم فقرة غنائية، بعدها ساهم الفنان جلال جمال والشاب سرمد نديم والفنانة نادية لويس في تقديم العديد من الفقرات الغنائية بمصاحبة العازف تحسين البصري.
وحانت بعدها لحظات الوداع وما أقساها لكن سنكون على موعد دائماً، تحية لجميع الأنصار الرائعين تحية لمن لم يستطع منهم الحضور، شكر وتقدير للأحبة الذين صورا ووثقوا هذه المناسبة وهذا الحدث الثقافي، ولأصدقاء الأنصار الذين قدموا جهدهم بلا حدود، تحية شكر وتقدير لكل من ساهم بإنجاح هذا المهرجان الرائع بكل ما فيه، وكلنا أمل ان نلتقي قريبا في محطات جديدة.